خرجت تحذيرات خلال قمة المناخ التي تستضيفها مدينة جلاسجو الاسكتنلدية منذ منتصف الأسبوع الجاري، بشأن تأثير التغيرات المناخية على بعض المدن الساحلية واحتمالية أن يؤدي ارتفاع مستوى البحار إلى غرق بعض المدن منها مدينة الإسكندرية، وهو ما أثار حالة من القلق بشأن تلك التداعيات ومدى صحتها.
وخلال كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26"، في مدينة جلاسجو، حذر بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني من اختفاء 3 مدن، وهي ميامي والإسكندرية وشنغهاي، في حال لم يتم اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، مضيفا: "4 درجات حرارة ونقول وداعا لمدن بأكملها، ميامي، الإسكندرية، شنغهاي، كلها ستضيع تحت أمواج البحر".
حقيقة غرق الإسكندرية
ومن جانبه، قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ وعضو مجلس الطاقة العالمي، إن ما يقال عن غرق الإسكندرية غير دقيق، فالإسكندرية حتى إذا ارتفع متوسط سطح مياه البحار لمسافة متر أو مترين فلن تتأثر لأن الأماكن الواقعة على الشاطئ مباشرة أو في نفس مستوى مياه البحر أو أقل قليل من الممكن حمايتها بأسوار وحواجز بعينها.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الإسكندرية بها أماكن أعلى بمعدل نحو 3 أمتار عن سطح مياه البحر ولذلك فهي غير مهددة بالخطورة التي يرددها البعض، مشيرا إلى أن السواحل الشمالية للدلتا هل الأكثر عرضة للخطر بسبب التغيرات المناخية وتداعياتها على ارتفاع مستوى مياه البحار.
وأكد عزيز أن هناك جهودا تبذلها الدولة لحماية الشواطئ يجري تنفيذها في هذه المناطق فهناك شريط ساحلي كبير يجري لبناء حواجز للأمواج على ارتفاعات جيدة لمقاومة تغول المياه على الشاطئ، مضيفا أن الأماكن المنخفضة بين دمياط ورشيد مهددة وقطاعات من الشريط الساحلي مهددة تم تحديدها بدراسة مستفيضة بواسطة مجموعات من الخبراء ومنح من الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن الدولة تقوم فيها بجهود جيدة للغاية لبناء الحواجز الساحلية المطلوبة وليست داخلة في هذا النطاق، وإذا كان هناك بعض المناطق مهددة فيها تقوم بها الدولة المصرية بإقامة الحواجز، لذلك ما يقال عن احتمالات غرق الإسكندرية وغير ذلك هو أمر غير دقيق.
ارتفاع درجات الحرارة
وفي السياق ذاته، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن زيادة الغازات الدفيئة في سطح الأرض يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، حيث تم قياس ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1 درجة مئوية خلال الـ100 سنة الماضية، لذلك تستهدف الأمم المتحدة السيطرة على معدل 1.5 درجة مئوية لتجنب التداعيات السلبية للتغيرات المناخية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن تحذير بوريس جونسون أنه إذا ارتفعت حرارة الأرض بمعدل 4 درجات ستغرق بعض المدن من بينها الإسكندرية، موضحا أن هذا يؤثر على المناطق المنخفضة على الساحل الشمالي مثل بورسعيد ودمياط والإسكندرية، وهذه المحافظات ستتضرر في حالة ارتفاع درجات الحرارة بـ4 درجات مئوية وهو أمر صعب حدوثه.
وأكد أن معدلات التلوث الحالية يمكن أن تؤدي إلى زيادة في درجات الحرارة بمعدل درجة أو اثنين بسبب نشاط الإنسان، ومن الصعب الوصول إلى 4 درجات أو أكثر، مضيفا أن الوصول إلى ذلك سيأخذ وقتا طويلا ولا بد أن نشجع الدول على تقليل الانبعاثات الحرارية مثل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات وغيرها من المصادر.
ولفت إلى أنه جاري تصنيع السيارات الكهربائية وهي سيارات صديقة للبيئة لإنتاج عوادم أقل، ويجب تكاتف العالم لتقليل درجات الحرارة، لأنها ترتفع بصورة طبيعية، مضيفا أن ارتفاع منسوب مياه البحر بمعدل متر ونصف قد يؤدي إلى غرق مليون ونصف فدان وهو أمر يحتاج إلى نحو 200 سنة أو أكثر، لذلك نحتاج إلى تقليل الانبعاثات.