يوافق اليوم العاشر من رمضان ذكرتين في تاريخ مصر كان لهما أكبر الأثر في تشكيل وعي ووجدان المصريين، ورغم أن الأولى هي 5 يونيو ذكري نكبة 1967، بيد أنها قد علمت الجندي المصري كيف يحول الهزيمة إلى نصر محقق، فكانت الذكرى الثانية 10 رمضان 1973 نصر أكتوبر العظيم، وما بين الاثنين 6 سنوات وإسرائيل تحتل أرض سيناء، شيدت خلالها خط بارليف، وجاء الجندي المصري وحطم الأسطورة في 6 ساعات، وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

يقول اللواء نصر سالم قائد مجموعة الاستطلاع خلف خطوط العدو خلال حرب أكتوبر 73 وأستاذ العلوم الإستراتيجية بأكاديمية ناصر: تمكن جنودنا البواسل أثناء حرب أكتوبر تحطيم خط بارليف وعبور القناة واستعادة أرض سيناء فى 6 ساعات، وأصبح لنا على الضفة الشرقية للقناة 5 فرق كاملة العتاد والمعدات وقوات قوامها 50 ألفا.

ويعتبر ملف الخداع واحدا من أهم الوسائل التي اعتمدت عليها مصر في  التحضير لحرب أكتوبر، بل من خلال هذا الملف أكدت مصر أنها استوعبت كل دروس المواجهات السابقة مع إسرائيل.

ويضيف: أعتقد العالم أنه لا أمل في إعادة بناء الجيش المصري بعد هزيمة 67، التي خلفت صدمة نفسية في نفوس الشعب المصري فضلا عن الروح المعنوية التى انهارت نتيجة الهزيمة القاسية، ثم كانت حرب الاستنزاف عقب نكسة 1967، حيث قام الجيش المصرى بإعادة هيكلة بناء قواته العسكرية ووضع خطط استراتيجية وشن عمليات عسكرية من فترة لأخرى، وكسرت تلك الحرب حاجز الخوف والمرارة اللذين خلفتهما هزيمة يونيو ما كان له أكبر الأثر في رفع معنويات الضباط والجنود، حتى جاءت لحظة النصر في العاشر من رمضان، التي غيرت كل المقاييس وأذهلت العالم وغيرت المفهوم الخاطئ عن قدرة الجندي المصري وصمود الشعب الباسل.