أثناء تكرار الحديث عن اقتراب إعلان رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة، ظهرت ردود أفعال السياسيين والبرلمانيين تجاه تأثيره على حظوظ المنافسين له في هذا السباق السياسي بالنظر إلى الشعبية التي اكتسبها خلال الأشهر الماضية، يرجع إلى إنجازه لمشروعات واتخاذ قرارات استفادت منها شرائح مجتمعية من فئات مختلفة.
وقالت عضو مجلس النواب، ربيعة أبو رأس، أن عبدالحميد الدبيبة يتمتع بشعبية بالغه لما يقدمه للمجتمع من إنجازات ساعدته في الحصول على وقوف وتقيد الشعب له ومعه، وقالت إن العاصمة طرابلس ومدن أخرى شهدت مظاهرات واسعة بهدف التضامن معه، عندما قرر مجلس النواب سحب الثقة من حكومته في شهر سبتمبر الماضي، معتبرة أن ذلك يعد إشارة واضحة على ما يتمتع به رئيس الحكومة من شعبية غير هينة.
وقالت ربيعة إن الدبيبة قد يعتبر تهديدًا بالفعل لباقي المرشحين إذا ما ترشح، لأنه أول رئيس حكومة منذ قيام ثورة 17 فبراير ينجح في تعبئة وحشد الجماهير حوله وحول حكومته، نظرًا لاستخدامه خطابًا قريبًا من الشعب، فضلًا عن جرأته في تفعيل القرارات التي أصدرها البرلمان.
وأضافت أبو رأس "بالطبع لا أحد ينكر أن وجوده في السلطة، فضلاً عن القرارات التي أصدرها والمشروعات التي نفذها من المال العام ساهمت في صناعة تلك الشعبية، لكن ما ينساه البعض أن الشعب يعرف ويعي هذا الأمر أيضاً، وبالتالي على الجميع ترك القرار النهائي للشعب، دون وصاية من أحد".
من جانبه، توقع عضو المجلس الأعلى للدولة عبد القادر حويلي، وجود حالة من القلق لدى قيادات شرق ليبيا تحديداً حيال ترشح مرتقب للدبيبة، خاصة مع تصاعد شعبيته في المنطقة الغربية، التي تتميز بكثافة سكانية قد تكون كفيلة بترجيح كفته في مواجهة أي مرشح من قبلهم.
وقال الحويلي إن أغلب العازمين على الترشح للرئاسة استفادوا فعلاً من مواقعهم في الدعاية لحملاتهم الانتخابية، مشيراً إلى أن الدبيبة بات يمثل إزعاجاً لجميع المرشحين في الشرق والغرب أيضاً. فالجميع يرى أن الفرصة جاءته على طبق من ذهب، خاصة أنه لم يكن معروفاً مقارنة بأسرته قبل أن يتولى مسؤولية الحكومة. لكن بعد ذلك باتت لديه الإمكانات المادية والمعنوية للدولة، وامتلك أيضاً علاقات دولية ومحلية، ونجح في ترضية واستقطاب كثير من مكونات المجتمع كالمرأة والشباب لصالحه كما أن الدبيبة يضيف حويلي مهندس ورجل أعمال ناجح يمتلك المال وعلى دراية بالشأن السياسي، وطرق إدارة الدولة، وله علاقته بدوائر المال والأعمال داخل ليبيا وخارجها، فضلاً عن أنه ابن مدينة مصراتة، المعروفة بثقلها العسكري والمالي.
وكانت البعثة الأممية قد دعت مجلس النواب إلى المسارعة بإجراء تعديل على قانون الانتخابات الرئاسية، وفق ما طالبت به المفوضية العليا للانتخابات، بحيث يتم التغاضي عن شرط تقدم الراغبين في الترشح إذا كانوا يشغلون مناصب عامة باستقالتهم قبل 3 أشهر من فتح باب الترشح»، وهو ما أثار احتجاج 44 عضواً برلمانياً، معتبرين مطلب البعثة الأممية تدخلاً سافراً في الشأن الليبي.