الأربعاء 22 مايو 2024

شجاعة‭ ‬القرار‭..‬ فى‭ ‬دولة‭ ‬القانون

مقالات5-11-2021 | 18:41

الآن‭ ‬مراكز‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية ‬‮ «‬السناتر»‬‭ ‬تنتشر‭ ‬فى‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.. ‬تحقق‭ ‬أرباحاً‭ ‬طائلة‭.. ‬ولاتسدد‭ ‬حق‭ ‬الدولة،‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مقنن‭ .. ‬لكن‭ ‬أحسنت‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬فى‭ ‬تحصيل‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬أرباح‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭.. ‬ويا‭ ‬ليت‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬باقى‭ ‬الأنشطة‭ ‬المماثلة‭ ‬لضمان‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬والشعب‭.. ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العوائد‭ ‬‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬المدارس،‭ ‬مثل‭ ‬الكثافة‭ ‬الطلابية‭ ‬داخل‭ ‬الفصول،‭ ‬بالمساهمة‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬مدارس‭ ‬جديدة‭.. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬إحصاء‭ ‬دقيق‭ ‬وقاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬لجميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المقننة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تسدد‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬المتمثل‭ ‬فى‭ ‬الضرائب‭ ‬عن‭ ‬الأرباح‭ ‬الطائلة‭.. ‬لتساهم‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬بعض‭ ‬التحديات،‭ ‬كلٌ‭ ‬فى‭ ‬اتجاهه‭.‬

‮«‬السناتر‮»‬.. ‬فى‭ ‬قبضة‭ ‬الضرائب‭ .. ‬بالرؤى‭ ‬الواضحة‭ ‬والفكر‭ ‬الخلاق.. ‬نحمى‭ ‬حقوق‭ ‬الدولة

توقفت‭ ‬بالإعجاب‭ ‬أمام‭ ‬تصريحات‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬معيط،‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬بشأن‭ ‬تحصيل‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬نشاط‭ ‬مراكز‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬‮«‬السناتر‮»‬‭.. ‬وأن‭ ‬الضريبة‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬نشاط‭ ‬يحقق‭ ‬أرباحاً،‭ ‬وبالتالى‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬بتحصيل‭ ‬الضريبة،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬تقنيناً‭ ‬لأوضاع‭ ‬أو‭ ‬نشاط‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭.‬

الحقيقة‭ ‬أننى‭ ‬كتبت‭ ‬فى‭ ‬أهمية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬حق‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬أيضاً‭ ‬حق‭ ‬الشعب،‭ ‬فهناك‭ ‬نشاطات‭ ‬غير‭ ‬مرخصة،‭ ‬تحقق‭ ‬أرباحاً‭ ‬طائلة‭ ‬لا‭ ‬تحصل‭ ‬الدولة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬مليم‭ ‬واحد‭.. ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬استفادة‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬‮«‬النفع‭ ‬العام‮»‬‭ ‬واحتلال‭ ‬للأرصفة،‭ ‬سواء‭ ‬للمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬المقاهي،‭ ‬أو‭ ‬أشخاص‭ ‬يمارسون‭ ‬نوعاً‭ ‬أو‭ ‬نشاطاً‭ ‬تجارياً‭ ‬معيناً‭.. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬الدكتور‭ ‬معيط‭ ‬هو‭ ‬فكر‭ ‬جيد‭ ‬وخلاق،‭ ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬الأمور‭ ‬مستباحة‭.. ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬مرخصة‭ ‬ومقننة‭ ‬تسدد‭ ‬حقوق‭ ‬الدولة‭ ‬وتدفع‭ ‬ضرائب‭ ‬طائلة‭ ‬تجسيداً‭ ‬لأرباحها،‭ ‬وأن‭ ‬تحقق‭ ‬نشاطات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬مقننة‭ ‬أرباحاً‭ ‬طائلة‭ ‬ولا‭ ‬تسدد‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭.. ‬فهذه‭ ‬ليست‭ ‬مساواة‭.. ‬وليس‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬استباحة‭ ‬حق‭ ‬الدولة،‭ ‬وضياع‭ ‬مليارات‭ ‬على‭ ‬خزينتها،‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬ومواجهة‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭.‬
فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شارع‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬منطقة‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬مراكز‭ ‬للدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وتشهد‭ ‬إقبالاً‭ ‬كثيفاً‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬والتلاميذ،‭ ‬ولا‭ ‬يقل‭ ‬سعر‭ ‬‮«‬الحصة‮»‬‭ ‬الواحدة‭ ‬عن‭ ‬70‭ ‬جنيهاً،‭ ‬يحصل‭ ‬منها‭ ‬المدرس‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬كبير،‭ ‬وأيضاً‭ ‬المركز‭.. ‬والأعداد‭ ‬بالآلاف،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬تحصيل‭ ‬ضرائب‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬والمدرسين‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬للغاية،‭ ‬وسوف‭ ‬يدر‭ ‬المليارات‭ ‬لخزينة‭ ‬الدولة‭.‬
لك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬أن‭ ‬المدرس‭ ‬الذى‭ ‬يقوم‭ ‬بالتدريس‭ ‬فى‭ ‬مراكز‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬أو‭ ‬‮«‬السناتر‮»‬‭ ‬معه‭ ‬مجموعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المساعدين‭ ‬الذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬مرتبات‭ ‬شهرية‭.. ‬ويعيش‭ ‬حياة‭ ‬الأثرياء‭.. ‬وهناك‭ ‬بند‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬ملازم‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المواد‭.. ‬الملزمة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬جنيهاً‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المراكز،‭ ‬وبالتالى‭ ‬نشاط‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬السناتر‮»‬‭ ‬ومكوناتها‭ ‬يحتاج‭ ‬تحديداً‭ ‬وتشخيصاً‭ ‬دقيقاً‭ ‬ضريبياً‭.. ‬حتى‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬الكامل،‭ ‬والمطابق‭ ‬لأرقام‭ ‬الأرباح‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمركز‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬المدرس‭.‬
لك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬أيضاً‭ ‬كم‭ ‬مدرس‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬‮«‬السنتر‮»‬‭.. ‬وكم‭ ‬مادة‭ ‬دراسية‭ ‬وكم‭ ‬مرحلة‭ ‬تعليمية‭.. ‬ثم‭ ‬النشاط‭ ‬التجارى‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬ماكينات‭ ‬التصوير‭ ‬وبيع‭ ‬الإكسسوارات‭ ‬وكافيتريات‭ ‬للمشروبات‭ ‬والأغذية‭.. ‬نحن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسى‭ ‬ربحى‭ ‬كامل‭ ‬الأبعاد‭.‬
أحسنت‭ ‬الدولة‭ ‬بفتح‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬وحسن‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭.. ‬والسعى‭ ‬الحثيث‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬والشعب‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬ضرائب‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬تقنينها،‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬مهمة‭ ‬وزارة‭ ‬المالية،‭ ‬ولكن‭ ‬طالما‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬وتربح،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬تسدد‭ ‬حق‭ ‬الدولة،‭ ‬وليت‭ ‬ذلك‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬المماثلة‭ ‬غير‭ ‬المقننة،‭ ‬والتى‭ ‬تحقق‭ ‬أرباحاً‭ ‬طائلة‭.‬
الدولة‭ ‬مطالبة‭ ‬بأن‭ ‬تفى‭ ‬بالخدمات‭ ‬اللائقة‭ ‬للمواطن‭ ‬فى‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وتجتهد‭ ‬قدر‭ ‬استطاعتها‭ ‬فى‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعبها،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬المواطن‭ ‬مطالب‭ ‬بأن‭ ‬يسدد‭ ‬حقوق‭ ‬الدولة،‭ ‬ويمارس‭ ‬نشاطه‭ ‬فى‭ ‬العلن،‭ ‬لأن‭ ‬الدولة‭ ‬وحقوقها‭ ‬خط‭ ‬أحمر،‭ ‬واغتصاب‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬حرام‭ ‬شرعاً‭.. ‬فما‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقك‭.. ‬وتحصل‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬حرام‭.. ‬حرام‭.‬
لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نشاطات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬سرقة‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائى‭ ‬دون‭ ‬تسديد‭ ‬فاتورة‭.. ‬ونراها‭ ‬ليلاً‭ ‬على‭ ‬عربات‭ ‬الفاكهة‭ ‬والخضار‭ ‬والتسالي‭.. ‬هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬يقيم‭ ‬مشروعات‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬النفع‭ ‬العام،‭ ‬ولا‭ ‬يسدد‭ ‬أى‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحققه‭ ‬من‭ ‬أرباح،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يعتدى‭ ‬على‭ ‬الرصيف‭ ‬أو‭ ‬الشارع‭ ‬ويزيد‭ ‬مساحة‭ ‬المحل‭ ‬التجارى‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬يسدد‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬مثلاً‭ ‬بالإيجار‭ ‬أو‭ ‬تسديد‭ ‬رسوم،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬بتجاوز‭ ‬مساحة‭ ‬المحل‭ ‬التجارى‭ ‬الخاص‭ ‬به‭.‬
فى‭ ‬الشارع‭ ‬المصرى‭ ‬ترى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وانتهاك‭ ‬حق‭ ‬الدولة،‭ ‬فإذا‭ ‬نزلت‭ ‬إلى‭ ‬الموسكى‭ ‬أو‭ ‬الحسين‭ ‬أو‭ ‬باب‭ ‬الشعرية‭ ‬أو‭ ‬الأزهر‭.. ‬هناك‭ ‬تجار‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬ينصبون‭ ‬عربات‭ ‬البيع‭ ‬ويحققون‭ ‬مبالغ‭ ‬وأرباحاً‭ ‬طائلة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يسددوا‭ ‬أى‭ ‬مقابل،‭ ‬وربما‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬كهرباء‭ ‬ومياه،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التكدس‭ ‬والاختناق،‭ ‬وبالتالى‭ ‬فإن‭ ‬الدولة‭ ‬هنا‭ ‬لها‭ ‬حقوق‭ ‬وضرائب،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬لتحصيل‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرباح،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬جيوب‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬الفاسدين‭.‬
الحقيقة‭ ‬أننى‭ ‬شديد‭ ‬الإعجاب‭ ‬بخطوة‭ ‬الضرائب‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬أو‭ ‬‮«‬السناتر‮»‬‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تحقق‭ ‬مبالغ‭ ‬وأرباحاً‭ ‬طائلة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسدد‭ ‬مليماً‭ ‬واحداً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرباح‭.‬
الغريب‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬تهاجم‭ ‬زيادة‭ ‬الكثافات‭ ‬الطلابية‭ ‬فى‭ ‬الفصول‭ ‬بالمدارس،‭ ‬والجميع‭ ‬يكتفون‭ ‬بشرف‭ ‬المشاهدة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭.. ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يتبرع‭ ‬المقتدر‭ ‬للمساهمة‭ ‬فى‭ ‬راحة‭ ‬ابنه‭ ‬التلميذ‭.. ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتشارك‭ ‬المجتمع‭ ‬المستفيد‭ ‬بالمدرسة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتها‭ ‬وحل‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭.. ‬للأسف،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يجمع‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬يتحدث‭ ‬معهم‭ ‬لخلق‭ ‬جهد‭ ‬وفكر‭ ‬وعمل‭ ‬معين‭ ‬يقوم‭ ‬بحل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل،‭ ‬لأن‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بمفردها‭ ‬بحل‭ ‬جميع‭ ‬المشاكل‭.‬
ربما‭ ‬أقترح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عوائد‭ ‬الضرائب‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تحصيلها‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬مراكز‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬حصر‭ ‬دقيق‭ ‬وأمين،‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬موظفى‭ ‬الأحياء،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬السناتر‮»‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.. ‬على‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬عوائد‭ ‬الضرائب‭ ‬لبناء‭ ‬مدارس‭ ‬جديدة،‭ ‬وحل‭ ‬أزمة‭ ‬الكثافة‭ ‬الطلابية‭ ‬فى‭ ‬الفصول‭ ‬بالمدارس،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬وتسديد‭ ‬مصروفات‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭.‬
الأمر‭ ‬الثانى‭ ‬والمهم‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نخصص‭ ‬بعض‭ ‬الرسوم‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬ضريبة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬معونة‭ ‬الشتاء‮»‬‭ ‬على‭ ‬الكتب‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬الملخصات‭ ‬باللغة‭ ‬الدارجة‭ ‬لتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬أيضاً،‭ ‬وبناء‭ ‬مدارس‭ ‬جديدة‭.. ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬صندوق‭ ‬خاص‭ ‬لبناء‭ ‬المدارس،‭ ‬تجمع‭ ‬فيه‭ ‬العوائد‭ ‬الضريبية‭ ‬والرسوم‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النشاطات،‭ ‬ونفتح‭ ‬الباب‭ ‬للمقتدرين‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬فى‭ ‬محيطهم‭ ‬الجغرافى‭ ‬لحل‭ ‬مشاكل‭ ‬المدارس‭ ‬القريبة‭ ‬منهم،‭ ‬والتى‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬أبناؤهم‭.‬
علينا‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬أعداد‭ ‬المقاهى‭ ‬والكافيتريات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬وفى‭ ‬ظنى‭ ‬وحسب‭ ‬معلوماتى‭ ‬أن‭ ‬90٪‭ ‬من‭ ‬المقاهى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭.. ‬فهل‭ ‬تسدد‭ ‬ضرائب‭ ‬أم‭ ‬تذهب‭ ‬لجيوب‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬الفاسدين‭ ‬بمرتبات‭ ‬شهرية‭ ‬وأوراق‭ ‬‮«‬مضروبة‮» ‬‭ ‬للمخالفات‭.‬
الغريب‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬يستخرجون‭ ‬مخالفة‭ ‬لمواطن‭ ‬يضع‭ ‬شيكارة‭ ‬أسمنت‭ ‬أسفل‭ ‬العمارة،‭ ‬وكمية‭ ‬من‭ ‬الرمل‭ ‬لإصلاح‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬شقته‭ ‬أو‭ ‬منزله،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬مؤقت،‭ ‬ويتشددون‭.. ‬ولا‭ ‬أرفض‭ ‬ذلك‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مطابقاً‭ ‬للقانون‭.. ‬لكنه‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يتغافلون‭ ‬عن‭ ‬كوارث‭ ‬ويتحصلون‭ ‬على‭ ‬مرتبات‭ ‬شهرية‭ ‬من‭ ‬الأكشاك‭ ‬المخالفة‭ ‬ومحلات‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭.. ‬وحالات‭ ‬بناء‭ ‬تتم‭ ‬فى‭ ‬جنح‭ ‬الظلام‭ ‬وبإشرافهم‭ ‬بعد‭ ‬سداد‭  ‬‮ «‬المعلوم‮»‬‭.‬
هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬ثقافتنا،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬تفعل‭ ‬جل‭ ‬جهودها‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬المثالية‭ ‬والإصلاح،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬ثقافة‭ ‬ترسخت‭ ‬فى‭ ‬عقول‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬تجدها‭ ‬خارج‭ ‬مناطق‭ ‬الخدمات‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أبجنى‭ ‬تجدني‮»‬‭.. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرقمنة‭ ‬أو‭ ‬التحول‭ ‬الرقمى‭ ‬سيقضى‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬المسيئة‭ ‬والمهدرة‭ ‬لحق‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬قواعد‭ ‬البيانات‭ ‬لكافة‭ ‬الأنشطة‭ ‬والممارسات،‭ ‬لكن‭ ‬أيضاً‭ ‬المهم‭ ‬صحوة‭ ‬ضمائر‭ ‬الموظفين‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭.. ‬وعلى‭ ‬المواطن‭ ‬ألا‭ ‬يفرط‭ ‬فى‭ ‬حقه‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬المسئول‭ ‬الأعلي،‭ ‬أو‭ ‬يتقدم‭ ‬بشكوي،‭ ‬ولا‭ ‬يستسلم‭ ‬للمراوغات‭ ‬الرخيصة‭ ‬من‭ ‬البعض‭.‬
فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬تحصيل‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬نشاطات‭ ‬مراكز‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يعمم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬المشابهة‭.. ‬وأننا‭ ‬بهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬قد‭ ‬وضعنا‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬بيت‭ ‬الداء،‭ ‬فما‭ ‬أكثر‭ ‬الأنشطة‭ ‬التى‭ ‬تمارس‭ ‬تحت‭ ‬‮«‬بير‭ ‬السلم‮»‬‭ ‬وفى‭ ‬الخفاء‭ ‬وتحقق‭ ‬أرباحاً‭ ‬طائلة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسدد‭ ‬حق‭ ‬الدولة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬دمج‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬فى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري‭.‬

عبقرية‬‮ «‬المدرسة‭ ‬المصرية»‬‭ ‬فى‭ ‬القيادة

لا‭ ‬أملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أنحنى‭ ‬تحية‭ ‬لأداء‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬الخارجية‭.. ‬فالأداء‭ ‬العبقرى‭ ‬الاحترافى‭ ‬الذى‭ ‬يتسم‭ ‬بالحكمة‭ ‬والحنكة‭ ‬يستحق‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بقيادة‭ ‬وطنية‭ ‬مخلصة‭ ‬وشريفة،‭ ‬قادت‭ ‬الوطن‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬والإنجاز‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والمكانة‭ ‬اللائقة‭ ‬والريادة‭ ‬والدور‭ ‬والثقل‭ ‬واحترام‭ ‬العالم،‭ ‬وامتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الردع‭.. ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وحقوقها‭ ‬وأمنها‭ ‬القومي،‭ ‬أو‭ ‬يستطيع‭ ‬العبث‭ ‬بثرواتها‭ ‬فى‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭.‬
لك‭ ‬أن‭ ‬تطمئن‭ ‬أيها‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم،‭ ‬فأنت‭ ‬فى‭ ‬يدٍ‭ ‬أمينة،‭ ‬قيادة‭ ‬صنعت‭ ‬الأمجاد‭ ‬للوطن،‭ ‬ووضعته‭ ‬فى‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولي،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬عليك‭ ‬أمراً‭ ‬واقعاً‭.. ‬أو‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬حقك‭.‬


خطوطك‭ ‬الحمراء..  ‬‮«‬قُدْس‭ ‬الأقْداس‮»‬
السياسة‭ ‬فى‭ ‬مفهومها‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬سطره‭ ‬وسجله‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬ليست‭ ‬بالصياح‭ ‬والصراخ‭ ‬والتهديد‭ ‬والوعيد،‭ ‬وليست‭ ‬بالعصبية‭ ‬والتشنج‭.. ‬بل‭ ‬بالهدوء‭ ‬والثقة‭ ‬والحكمة‭ ‬والثبات،‭ ‬بالعقل‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تجبر‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬أن‭ ‬تركع‭ ‬تحت‭ ‬أقدام‭ ‬مصر‭.‬
لا‭ ‬يحتاج‭ ‬الكلام‭ ‬تفسيراً،‭ ‬بل‭ ‬مد‭ ‬البصر‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬الجنوب‭ ‬والغرب‭ ‬والشرق‭ ‬والشمال‭.. ‬لترى‭ ‬بأم‭ ‬رأسك‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مصير‭ ‬مَن‭ ‬حاول‭ ‬اللعب‭ ‬والعبث‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬التى‭ ‬قدر‭ ‬لها‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬رجال‭ ‬وأبطال‭ ‬شرفاء‭ ‬مخلصون‭ ‬يقودهم‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬وفذ‭.. ‬ومؤسسات‭ ‬عسكرية‭ ‬وأمنية‭ ‬وسيادية‭ ‬نفخر‭ ‬بها‭ ‬جميعاً‭.‬
كلما‭ ‬جلست‭ ‬مع‭ ‬نفسى‭ ‬وتأملت‭ ‬خريطة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬تواجه‭ ‬مصر‭.. ‬فإننى‭ ‬أزهو‭ ‬فخراً‭.. ‬وأبتسم‭ ‬إعجاباً‭ ‬وانبهاراً‭ ‬بعظمة‭ ‬العقل‭ ‬والقيادة‭ ‬المصرية‭.. ‬انظر‭ ‬قبل‭ ‬7‭ ‬سنوات‭: ‬ماذا‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬مصر؟‭.. ‬كان‭ ‬معظم‭ ‬العالم‭ ‬يقف‭ ‬أمامها‭ ‬ويحاول‭ ‬كسرها‭.. ‬الآن‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭.. ‬يقف‭ ‬احتراماً‭ ‬وإعجاباً‭ ‬وتقديراً‭ ‬وتصفيقاً‭.‬
قالها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نقلق‮»‬‭.. ‬والحقيقة‭ ‬أننى‭ ‬كلما‭ ‬تمعنت‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬الأداء‭ ‬المصرى‭ ‬الهادئ‭ ‬الراقي‭.. ‬كان‭ ‬لسان‭ ‬حالي‭: ‬صدقت‭ ‬أيها‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭.. ‬ونحن‭ ‬معك‭ ‬وخلفك‭ ‬مطمئنون‭.‬
هذا‭ ‬الأداء‭ ‬الراقى‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أسس‭ ‬مدرسة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬علوم‭ ‬السياسة،‭ ‬باسم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بأن‭ ‬السياسة‭ ‬مخ‭ ‬أى‭ ‬حكمة‭.. ‬حنكة‭ ‬وليست‭ ‬‮«‬عضلات‮»‬‭ ‬وصراخاً‭ ‬وإساءات‭ ‬وشتائم‭.. ‬انظر‭ ‬إلى‭ ‬عاقبة‭ ‬المتشنجين‭ ‬والمسيئين،‭ ‬لم‭ ‬يحصدوا‭ ‬سوى‭ ‬الفشل‭ ‬والقهر‭ ‬وإصابة‭ ‬شعوبهم‭ ‬بالبلاء‭ ‬والمصائب‭ ‬والدمار‭ ‬وقسوة‭ ‬العيش‭ ‬والتراجع‭ ‬الاقتصادى‭ ‬المدمر‭.‬
انظر‭ ‬كيف‭ ‬قاد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬شفا‭ ‬الضياع‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬والرخاء،‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭.. ‬والدور‭ ‬والثقل‭ ‬والمكانة‭ ‬والاحترام‭ ‬الدولى‭ ‬وامتلاك‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمستقبل‭ ‬الواعد‭.‬
فارق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الشرف‭ ‬والإبداع‭ ‬والحكمة‭ ‬المصرية،‭ ‬وبين‭ ‬عار‭ ‬الفشل‭ ‬والبطولات‭ ‬الكرتونية‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬الصراخ‭ ‬وقلة‭ ‬الأدب‭ ‬وانتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وأراضيها‭ ‬وثرواتها‭.‬
فارق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬البناء‭ ‬والتعمير‭ ‬والتنمية‭ ‬والأدب‭ ‬الرفيع‭.. ‬وبين‭ ‬الهدم‭ ‬والتخريب‭ ‬وقلة‭ ‬الأدب‭.. ‬الصور‭ ‬ماثلة‭ ‬وحاضرة‭.. ‬وسقط‭ ‬قناع‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬المزيف،‭ ‬ويغرق‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬مستنقع‭ ‬الفشل‭ ‬والعزلة‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭.‬
تحيا مصر