تبرعت طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات بحصالتها كاملة التي جمعتها من مصروفها الشخصي، للمساهمة في بناء وحدة مطافئ بالجهود الذاتية، بقرية ميت عساس، التابعة لمركز ومدينة سمنود، بمحافظة الغربية.

تواصلت "بوابة دار الهلال" مع أسرة الطفلة "لينا وائل شتا" أصغر متبرعة لتكشف تفاصيل جديدة عن مبادرتها التي أثنى عليها أهالي القرية، ونقال والدها، صاحب شركة سياحية، إن نجلته الصغرى،  معتادة على جمع مصروفها الشخصي، وكل ما تحصل عليه من مبالغ مالية في حصالتها، وفي ذلك اليوم سمعت أحد الأشخاص يستقل توكتوك ويجوب شوارع قرية ميت عساس، لحث الأهالي على التبرع لإنشاء وحدة مطافئ بالجهود الذاتية، حينها سألت والدتها عن معنى "المطافي"، وعندما علمت أصرت على النزول للمنادى وإعطائه الحصالة بالكامل دون أن تعلم قدر المبلغ المالي بداخلها.

وتابع والد الطفلة "لينا" حديثه، أنها المرة الأولى التي تقوم بالتبرع بحصالتها، لكنه حريص مع والدتها على تشجيعها على فعل الخير والتبرع بالصدقات، فضلًا عن تعليمها الدين الإسلامي الصحيح ومعانيه الجميلة، كما أنها تتلقى دروس القرأن الكريم من سن 3 سنوات ثم توفقت بسبب جائحة كرونا، لافتًا أن نجلته تعيش أكبر من سنها رغم أنها أصغر أبنائه، إلا أن الله حباها بعقل كبير، تتعامل مع الأشخاص بذكاء فطري، ويحاول الحفاظ على هذه النعمة من خلال تعليمها الفرق بين الحلال والحرام.

وأوضح والد أصغر متبرعة في مركز ومدينة سمنود، أن نجلته أصرت على شراء حصالتين آخرين أحداهم لجمع جزء من أموالها للتبرع به مرة أخرى إلى أي مكان آخر يكون هدفه نشر الخير للأهالي، مشيرًا أنه سعيد برد فعل الأهالي الذين دعوا لها عبر مكبرات الصوت ويتباهون بذلك، متمنيا تكرار التبرع من أطفال آخرين وتعليمهم فضل الصدقات، كما يتمنى سرعة الانتهاء من جمع التبرعات لإنشاء وحدة المطافئ.

ومن جانبه، أكد الدسوقي البهجي عضو لجنة إنشاء وحدة مطافئ بالجهود الذاتية، أن إحدى السيدات قامت بالتبرع "بدبلة زواجها" من أجل وحدة المطافئ وأهالي القرية يسطرون كل يوم معاني الحب والتضحية من أجل سرعة الانتهاء من إنشاء المبنى، مضيفًا أن قطعة الأرض تبرع بها أحد المواطنين، ومساحتها 140 مترًا وتم تشكيل لجنة عن طريق عمدة القرية، لإنهاء جميع الأوراق الخاصة بإنشاء وحدة المطافي من الحماية المدنية "الرسومات الهندسية وغيرها"، وإنهاء جميع إجراءات التراخيص والبناء من الإدارة الهندسية بسمنود.

وأشار أشرف قابيل أحد الأهالي، أن وحدة المطافي ستخدم ٧ قرى، هم "محلة خلف - كفر الثعبانية - الناوية - ميت عساس - كفر حسان - بهبيت الحجارة - طليمة"، وتم الانتهاء من كل الإجراءات القانونية اللازمة من الجهات المختصة، واللجنة تقوم بجمع التبرعات لبناء المبنى بالجهود الذاتية، حيث تم وضع الأساسات وصب الأعمدة على أن يسلم فور الانتهاء منه تماما إلى الحماية المدنية، للحصول على سيارة إطفاء مجهزة.