تنشر "دار الهلال" القصيدة الـ 31 من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.
القصيدة الـ 31 من الديوان: قُلْ لِلزَّمانِ: (ارجَعْ يا زَمانِي)
أَما زِلتَ تَذكُرُ؛ حِينَ تَراني..
خَرِيطَةَ جِسمِي؟!
وَتَحفَظُ كُلَّ التَّضارِيسِ؛ عِندَ احتِضانِي؟!
أَما زِلتَ تَنزَحُ بِئرَ الجِراحاتِ مُستَنزِفًا دَمَ تِلكَ الثَّواني؟!
تُؤَرِّخُ؛ بِالذِّكرَياتِ؛ اللِّقاءَ الحَمِيمَ!
وَتَنقُشُ قَلبًا!
عَلى الخَيزُرانِ!
وَتسمَعُ نَهاوَندَ صَدري!
وَراستَ بَناني!
وَتَلعَبُ لَحنَ الرَّحِيقِ!
عَلى الجَسَدِ الأُقحُواني!
أَتَذكُرُ؟!
يَومَ جَلَسنا!
بِصَفِّ الأَغانِي!
عَلى دَكَّةِ الشَّبَقِ الأُرجُواني!
وَلَقَّنتَني؛ فِي فَمي؛ كَلِماتٍ..
وَقُلتَ:
(اشرَبِي.. مِن فَمِي.. كَي تُعاني)..
وَمِن يَومِها..
ضاعَ مِنِّي كِياني..
أَتَذكُرُ؟
كَيفَ بِكُلِّ امتِحانٍ!
تَكُونُ وَرائي!
وَكَيفَ تُغَشِّشُ؟
بِالاِمتِحانِ!
وَكَيفَ تُلَفلِفُ شَعري؟
كَذَيلِ الحِصانِ!
وَتَهمِسُ:
(مِيلِي بِرَأسِكِ)..
حَتَّى تَرى ما كَتَبتُ..
وَتَضحَكُ مِمَّا أَجَبتُ..
وَحِينَ تُحِسُّ بِأَنِّي ارتَبَكتُ تُلامِسُ ظَهري..
وَتَهمِسُ أُخرى:
(أَعِيدِي؛ إِلى الخَلفِ؛ رِدفَيكِ وَاستَقبِلِي مَسحَةً مِن حَناني)..
أَحَقًّا؟
تَلاشى الجُنُونُ!
أَخِيرًا!
وَفَرَّ؛ مِنَ السُّكرِ؛ رَفُّ الدِّنانِ!
وَعادَ؛ إِلى الرُّشدِ؛ غَيُّ الأَمانِي!
وَمَرَّتْ عَلَينا ثَلاثُونَ.. (..)..
فِيها افتَرَقنا..
وَلَمَّا اصطَدَمنا..
غَرِيبَينِ..
صاحَ المَكانُ:
(تَوَلَّى زَمانِي)!