الخميس 26 سبتمبر 2024

تغيير اسم "فيسبوك" إلى "ميتا" تهرب من السمعة السيئة؟ محلل اقتصادي يجيب

دكتور إبراهيم العصفوري

اقتصاد7-11-2021 | 14:15

حسن رزق

قد يتساءل البعض عن سبب رغبة شركة مارك زوكربيرج "فيسبوك" في تغيير اسمها إلى (Meta) الذي يعني باللغة اليونانية القديمة "ما بعد"، للدلالة على أنه مازالت هناك أشياء إضافية ينبغي بناؤها، فهل هذة تُعد خُطوة للتطوير أم للتهرب من السمعة السيئة؟ 

قال الدكتور إبراهيم العصفوري مدرس الاقتصاد المساعد بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف والمحلل المالي، إن المتعارف عليه أن الشركات لا تُصَرح غالبًا عن سبب تغيير اسمها إلا أن القارئ المتابع لهذه الشركات يستطيع استنتاج أسباب تغيير أسماءها الذي قد يرجع إلى ما تتعرض له الشركة من ضغوط اجتماعية تنتج عن أنشطة الشركة ذات الآثار السلبية على المجتمع، مما يدفع الشركة للظهور بمظهر حامى المجتمع والمهتم بقضاياه الاجتماعية المثاره والتي تأخذ أحيانًا مظهر الرأي العام.

وأوضح "العصفوري" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" بعد أن اتضح لها أن الاستمرار في أنشطتها السلبية تؤدي تدريجيًا إلى تراجع شعبيتها، فضلًا عن تراجع الطلب على خدماتها المقدمه للجمهور أو المتعاملين معها، ولا نستطيع القول بأن سبب قيام الشركة دائمًا بتغيير اسمها هو التهرب من مواجهة قضايا اجتماعية مثارة، فقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو إرادة مجلس ادارة الشركة تتجه نحو التوسع وتطوير منتجاتها أو تغير نشاط الشركة كليًا أو جزئيًا عن ما كانت عليه سابقًا، بادخال نشاطات جديدة الى أعمال الشركة.

وكشف الخبير الاقتصادي أن الإبقاء على الإسم القديم لم يعد مناسبًا للشركة وأنشطتها الجديدة، أو معبرًا عنها. فقد يكون سبب التغيير إعادة تعريف الشركة لمهمتها أو محاولة لتعزيز علامتها التجارية، أو عندما تغير الشركة من تركيزها على المبيعات لتعكس بشكل أفضل المنتجات والخدمات التي تنتجها، ويتم التغيير بإزالة كلمات وأسماء من شعار الشركة، مع الإبقاء على العلامة التجارية.

وتابع: أن في عام 2015، غيرت شركة Google اسمها، عندما أنشأت "جوجل ألفابيت" Alphabet كشركة قابضة، للتوسع في أعمالها وللإشراف على مشاريع أخرى. وقد تتحد شركة ما مع شركة أخرى وتختار اسمًا جديدًا، أو قد تنقسم شركة ما إلى أقسامًا متعددة مما يستدعي تغيير الاسم. 
 
أما عن شركة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أحد أكثر المنتجات استخداما على نطاق واسع في تاريخ العالم فلقد أشار مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي للشركة في مؤتمر "كونيكت" السنوي الذي أقامته الشركة في 28 أكتوبر، قائلًا: "إن اسم فيسبوك لا يشمل بالكامل كل ما تفعله الشركة في الوقت الحالي، ترتبط علامتنا التجارية ارتباطًا وثيقًا بمنتج واحد".

كما نوه إلى أن سبب تغيير الاسم هو الجهود الرامية إلى الجمع بين تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز في العوالم الجديدة في منصة عبر الإنترنت تحت علامة تجارية جديدة واحدة. ويعد (metaverse) عالم افتراضي يشبه العالم الحقيقي، كما أوضح مارك زوكربيرج أن تغيير اسم الشركة انعكاس لطموحات الشركة المستقبلية بشكل أفضل. وعقب هذا الاعلان انهالت ردود مستمعيها وتنوعت ما بين السخرية والانتقاد، والرغبة في معرفة السر وراء هذه التسمية.

وأضاف العصفوري أنه بإمعان النظر إلى ما آلت إليه سمعة فيسبوك، بعد سلسلة من الكوابيس حول إدارة الشركة، وفشل اعتدال المحتوى، والآثار السلبية لفيسبوك على الصحة العقلية لبعض المستخدمين. وكان مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري انتقدوا الشركة، مما يوضح الغضب المتزايد في الكونجرس على "فيسبوك"، فضلًا عن ما تعرضت له الشركة مؤخرًا لكثير من الدعاوى القضائية في إجراء قانوني من الولايات الأمريكية لمكافحة احتكار سوق المنافسة، يستنتج سبب التغيير.

واختتم: قامت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية برفع دعوى قضائية ضد الشركة قائلة إنها استخدمت استراتيجية "الشراء أو السحق" لاقتناص المنافسين الأكبر وإبعاد المنافسين الأصغر في السوق، وفقا لوكالة "رويترز" بما يعنى احتكار سوق المنافسة. فيما صرحت المدعي العام في ولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس، بأنه "منذ ما يقرب من عقد من الزمان، استخدم "فيسبوك" هيمنته وقوته الاحتكارية لسحق المنافسين الأصغر، والقضاء على المنافسة، وكل ذلك على حساب المستخدمين العاديين".