الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجريمة

«خُط الصعيد».. لقب توارثه أباطرة الإجرام عبر التاريخ

  • 8-11-2021 | 12:20

خط الصعيد

طباعة
  • محمد زيدان

"خط الصعيد" هو اللقب الأكثر رعبا لدي فئة كبيرة من الشعب المصري، حيث أنه دخل في التراث الشعبي وتوارثه المجرمون والقتلة، بدافع التباهي بين أقرانهم من الخارجين عن القانون، وتشير بعض الروايات والمصادر التاريخية إلى أن أول من أطلق عليه لقب "خط الصعيد" هو محمد محمد منصور ابن قرية درنكة بأسيوط، والذى لم يعرف تاريخ محدد لمولده وإن كانت بعض الدلائل تشير إلى عام 1907 حسب بعض روايات اهالي قرية درنكة بأسيوط ، وأن سبب التسمية بـ"الخط" جاء نتيجة تحريف لقب عائلته من سر الختمة الذى أطلق على جده نسبة لحفظه القرآن الكريم ثم إلى الختمة والختم والخت وأخيرا" الخُط" .

 

تستعرض "دار الهلال" من خلال السطور التاليه، أشهر المجرمين الذين حصلوا علي لقب "خط الصعيد".

 

محمد منصور اول من حمل لقب" خط الصعيد "

محمد منصور اول من حمل لقب الخط

 

تشير الروايات إلى السبب الرئيسى وراء التحول الكبير في حياة منصور، وهروبه إلى الجبل بالصحراء الغربية للاختباء به، عقب قتله 9 من أفراد عائلة شيخ الخفر بقرية درنكة، إنتقاما لمقتل عمه، ثم أصبح الجبل هو موطن "خط الصعيد" وأى مجرم هارب، حيث كون عصابة، معظم أفرادها من الهاربين من العدالة.

 

مارس خط الصعيد الكثير من الجرائم البشعة على الأهالى لبث الرعب في صدورهم واجبارهم على دفع الإتاوات والضرائب، والسطو المسلح والخطف والنهب والقتل لحساب الغير، وتحدى شيخ الغفر بالنزل في وسط النهار وليس متخفيا ليلا.

 

يوما بعد يوم بدأت الروايات تنسج حوله، فتحول إلى بطل أسطوري، ونسبت إليه كل الجرائم التي فشل الأمن في العثور على مرتكبها فكانت أسطورته تتضخم، حيث قتل "الخط" ما يزيد على 60 شخص إضافة إلى جرائم الخطف والسلب والنهب وفرض الإتاوات والجبايات.

 

 وللقضاء على "خط الصعيد" تم تشكيل فرقة خصيصا لملاحقته من شرطة منفلوط بقيادة ملازم محمد سعيد هلال وأطلق عليها فرقة الموت، ولقى مصرعه بعد تبادل لإطلاق الرصاص أثر واقعة خطف صبي بواحد عشرين طلقة في جسده، فى يوم 6 أغسطس 1947.

 

 

عزت حنفي "امبراطور الإجرام بالنخيلة 

 

عزت حنفي

استولى على 280 فدان من جزيرة النخيلة، التابعة لمركز أبوتيج بأسيوط، وزرعها بالمخدرات، فهو تاجر سلاح ومخدرات كون مع شقيقه حمدان وآخرين عصابة أرهقت الشرطة لسنوات، حيث بلغ عدد ضحايا جرائمهم 103 قتيلا، بجانب التهديد المستمر للصحفيين لعدم تتبع جرائمهم، وبعض نواب البرلمان.

 

 

تم القبض على عزت وحمدان عام 2004، فبعد مقتل 5 أشخاص حاصرت الشرطة القرية 7 أيام، وكان رد فعل عزت هو حجز عدد من الرهائن من أهالي القرية، ثم تمكنت الشرطة من تحرير الرهائن، وذلك من خلال هجوم عنيف استخدمت فيه خمسين عربة مدرعة، وستين زورقا نهريا، وما يزيد عن ثلاثة آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة.

 

 

شعيب علم الدين  "خط سوهاج"

 

الخُط الذي أرعب الصعيد لمدة 6 سنوات بسوهاج، فتنوعت جرائمه ما بين قتل وتهديد وفرض سطوة وإتاوات ومقاومة سلطات، مستخدما الرشاش في عملياته الإجرامية، فصحيفته الجنائية تضم 39 جريمة، حيث استغل آخرون شهرته وارتكبوا جرائم آخرى ونسبوها له، وكانت أخباره تتصدر وسائل الإعلام، حتى تدخل نواب في البرلمان لإقناعه بتسلم نفسه للشرطة، وبالفعل سلم نفسه، قبل نهاية يناير 1985، حيث صدر ضده حكم بـ20 عام بالأشغال الشاقة، وخرج من سجنه عام 2005، بعد وفاة زوجته ومصرع ابنه في حادث سيارة، وأثرت تلك الأحداث فيه، وأبعدته تمام البعد عن إحداث أي حالة شغب.

 

 

وفي سجن برج العرب بالإسكندرية، يوم 18 يونيو عام 2006 الساعة السادسة مساء، وتحت حراسة مشددة من قبل القوات الأمنية، تم تنفيذ حكم الإعدام في عزت وحمدان، حيث دفنا في جزيرة النخيلة.

 

 

خط الفيوم "احتجز زوجته واولاده رهائن"

خط الفيوم

 

 

أدلى أيمن عبد المعبود، باعترافات تفصيلية أمام رجال الشرطة المصرية في محافظة الفيوم وسط البلاد، خلال الاستجواب الأمني بشأن واقعة قيامه باحتجاز رهائن وتعذيبهم لمدة 30 ساعة، قبل نجاح قوات الأمن في تحريرهم وضبط المتهم.

 

 

وقال المتهم لرجال الأمن إنه نفذ جريمته المتمثلة في احتجاز الرهائن والاعتداء عليهم بالضرب المبرح طوال هذه المدة، بسبب شكه فـي سلوك زوجته، وأنه قام بقتل والدة زوجته خلال فترة الاحتجاز، وألقاها من الطابق الثاني في فناء المنزل.

 

واعترف المتهم بأنه احتجز ابنه ووالدة زوجته ونجلتي زوجته وشقيقة زوجته وابنتها وأحد أقاربه الذي يعمل موظفا بشركة، وصديقه مالك محل هواتف محمولة، وذلك بمنزله الكائن بمنطقة ميدان عبده بمنشأة عبد الله في مركز الفيوم.

 

وأفاد أنه أطلق سراح الموظف وصديقه مالك محل الهواتف، بعدما أصاب أحدهما بطلق ناري، فسمح للثاني باصطحابه لمستشفى الفيوم العام. 

 

 

كما فجر المتهم مفاجأة بأنه قتل زوجته ودفنها في مكان آخر، قبل واقعة الاحتجاز بيومين، ودل رجال الأمن على مكان الجثة.

 

وكانت القصة قد بدأت ببلاغ إلى مركز شرطة الفيوم من بعض الأهالي بقيام أحد الأشخاص باحتجاز زوجته وأولاده وشخصين آخرين بمنطقة ميدان عبده بالفيوم، وتبين أن اسمه أيمن (44 سنة) وعاطل وسبق اتهامه فـي قضايا سلاح وابتزاز وشروع فـي قتل وحريق وإطلاق أعيرة نارية وقتل ومشاجرة.

 

 وضعت أجهزة الأمن المصرية خطة بإشراف اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام ارتكزت أهم محاورها على الحفاظ على أرواح المحتجزين وخروجهم سالمين والقبض على المتهم، وذلك بعد أن فشلت كل المفاوضات السلمية معه.

 

وتوجهت للمكان قوات من قطاع الأمن العام مدعومة بمجموعات قتالية من وحدة إنقاذ الرهائن بقطاع الأمن الوطني، وتمكنت من اقتحام المنزل لتحرير الرهائن، فقام المتهم بإطلاق أعيرة نارية تجاه القوات، مما اضطرها مبادلته إطلاق الرصاص، ، وأسفرت المواجهة عن إصابة المتهم بعيار ناري باليد وأخر بالفخذ، وتمت السيطرة عليه وضبطه وبحوزته بندقية آلية وطبنجة وبندقية خرطوش و140 طلقة مختلفة الأعيرة.

 

 

 

ونجحت قوات الأمن في تحرير المحتجزين وهم ابنة زوجة المتهم (16 سنة)، طالبة ومُصابة باشتباه نزيف بالبطن والصدر، وشقيقتها (11 سنة) طالبة ومُصابة بكدمات بالذراعين، وشقيقة زوجة المتهم (33 سنة) ربة منزل مصابة بكدمات متفرقة وجروح قطعية باليدين، وابنتها الطفلة البلاغة من العمر عامين، وابن المتهم (9 سنوات) تلميذ بالابتدائي، كما عُثر على جثة والدة زوجة المتهم ملقاة بفناء المنزل.

 

 لم يتم العثور على زوجة المتهم بين الرهائن المحررين، وأنه يجري البحث عنها خشية أن يكون المتهم قتلها ودفنها في مكان آخر، وهو ما حدث بالفعل.

 

وقد تم نقل المتهم والمصابين وجثة المتوفاة إلى مستشفى الفيوم العام تحت حراسة مشددة مع اتخاذ الإجراءات القانونية.

 

 

خط أسوان

 

تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من القضاء على أكبر وأخطر التشكيلات العصابية الإجرامية المسلحة بمنطقة صعيد مصر "محافظه أسوان" تخصص نشاطه الإجرامى فى جلب والإتجار بالمواد المخدرة والتنقيب عن خام الذهب وإستخراجه بطرق غير مشروعة بمناطق مختلفة أشهرها منطقة (مرسى علم بالبحر الأحمر) وإرتكاب جرائم قتل وخطف وبلطجة.

 

ويتكون التشكيل من ١٢ عنصر إجرامى شديد الخطورة يتزعمهم شقى خطر  يدعى "حمدى أبو صالح " محكوم عليه هارب من حكم بالإعدام وعدد من أحكام المؤبد والسجن والسابق إتهامه فى العديد من القضايا الجنائية المتنوعة "قتل - إتجار بالمخدرات-بلطجة") حيث إتخذ التشكيل من المنطقة الجبلية المتاخمة من قرية عرب كيما بدائرة مركز كوم أمبو بمحافظة أسوان مركزاً لمزاولة نشاطهم الاجرامى.

   

 

ومن خلال أعمال الرصد والمتابعة وردت معلومات  للأجهزة المعنية بالتحركات الخاصة بالتشكيل العصابى ومن خلال وضع خطة أمنية بإستخدام القدرات الفنية العالية فى الرصد والتحليل والتحريات أمكن تتبع خط سير التشكيل العصابى ورصد تحركاته وعقب إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تم إستهدافه بعدة مأموريات شاركت فيها أجهزة الوزارة (قطاع الأمن العام - قطاع الأمن المركزى- مديرية أمن أسوان - والمجموعات القتالية عالية الكفاءة).

   

حيث أمكن رصد تحرك أفراد التشكيل العصابى يستقلون ٢سيارة نصف نقل وبحوزتهم أنواع مختلفة من الأسلحة خاصة الأسلحة الثقيلة  وبمحاصرتهم من خلال الأكمنة المعدة لذلك بادروا بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات وبالتعامل معهم بتبادل إطلاق النيران والذى إستمر لعدة ساعات حتى صباح اليوم مما أسفر عن مصرع زعيم وأفراد التشكيل العصابى ، وضبط بحوزتهم (مدفع أر بى جى- ٢رشاش متعدد بشرائط الذخيرة  - ١٢ سلاح آلى - عدد أربعة بنادق مختلفة الأنواع -  ٢ طبنجة وفرد خرطوش-كميات من الذخيرة المختلفة لكافة الأسلحة) .. كما ضبط بحوزتهم كمية من المواد المخدرة لمخدر  (الحشيش - البانجو - الشادو)،  تم إتخاذ الإجراءات القانونية.

 

 

وفي ذات السياق يقول الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الاسرية ، أن أول انتشار لظاهرة واسم "الخط" تنتشر وبكثرة في صعيد مصر .

 

 

وتابع الدكتور علام  تصريحه لبوابة دار الهلال أن سبب اختيار الصعيد ملجأ لما يسمون أنفسهم ب"الخط" نظراً لطبيعة أراضي الصعيد الجغرافية ووجود طرق وعرة كثيرة بصعيد مصر، ومساحات شاسعه من الأراضي الصحراوية،مما يتيح للبعض الاختباء في هذه المناطق وبالتالي الإحساس بأنه يحكم مملكته، عكس المدن أو المحافظة فنطاقها ضيق ما يعوق اختبائه داخل إحدي الأماكن.

 

 

 

ووافقه الرأي اللواء أشرف آمين مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، حيث قال أن لفظ "الخط" هو مسمي قديم نشأ بمحافظات صعيد مصر.

 

 

وتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق، الصعيد من المناطق الجافه والحارة، بها موروث خاص بالثأر والعادات المتواترة عبر الأجيال.

 

 

وأضاف الخبير الأمني، الظروف المعيشية والجغرافية أصبحت سببا لإفراز بعض الأفكار والعادات، ثقافات موجودة أنتجت مثل هذا المنتج من أصحاب القلوب "الغليظة" تقترف مثل هذه الجرائم.

 

 

وأردف أن موضوع الثأر لا يسبب عبئ نفسي علي أهل الصعيد خاصة بسبب تلك العادات الموروثه.

 

 

واختتم اللواء أشرف آمين تصريحه لدار الهلال بأن "الخط" ليس مقصورا علي مناطق الصعيد وحسب، فسبق وأن ظهرت نماذج اجراميه تحمل اسم "الخط" بالدلتا والفيوم، ولكن صارت العاده أن كل من سعي في الأرض فساداً يطلق علي نفسه لقب " الخط ".

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة