طالب السفير الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، المجتمع الدولي بالتدخل وتحمل مسؤولياته والتحرك الفعلي للضغط على إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) لوقف ممارساتها وجرائمها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
جاء ذلك في كلمة السفير الدكتور سعيد أبو علي اليوم /الثلاثاء/ أمام الاجتماع المشترك (31) بين مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، واجتماع مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين في دورته (85) والتي انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتستمر على مدى يومين.
وأكد السفير أبو علي، أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، هو حق طبيعي وتاريخي وقانوني، مازال يتأكد على أرض الواقع، كما في قرارات الشرعية والتي كان آخرها في الأمم المتحدة قبل أيام وبشبه إجماع دولي.
وحيا أبو علي ، مواقف الدول الـ 158 التي دعمت وأكدت هذا الحق في تصويتها الأخير، داعيا هذه الدول مجتمعة وعبر آليات الأمم المتحدة وهيئاتها لأخذ زمام المبادرة والتحرك الفعلي اللازم لإرغام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع لهذه الإرادة الدولية.
وقال إنه آن لهذا الاحتلال أن ينتهي بما يمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوق ويمكن الإرادة الدولية من ترجمة قرارتها ويمكن المنطقة بأسرها من بناء السلام والاستقرار والازدهار ودحر العنف والإرهاب إسهاما في تعزيز السلم والأمن والتعاون الدولي.
وشدد على أن التعبير عن هذا الموقف والحراك الدولي وتوظيف الطرق القانونية والسياسية والاقتصادية إلى جانب إنفاذ العدالة الدولية بات اليوم أكثر الحاحا ليجسد المجتمع الدولي قوة إرادته وإصراره على تنفيذ قراراته والالتزام بقواعد وأسس ومبادئ قوانينه وسبل تطبيقها، التي أصبحت على محك الاختبار أمام تكرار إصدارها والإمعان الإسرائيلي في انتهاكها والتنكر لها وتجاهلها بل الضرب بها عرض الحائط استهتارا واستعلاء وتحديا يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه الباهظ من دمائه وأرضه وحقوقه .
ونبه إلى أن النظام الدولي يمتحن بمصداقيته وفعاليته وينقلب بصمته وضعفه وقلة حيلته تحفيزا وتشجيعا للاحتلال على مواصلة ممارساته وجرائمه ما يضاعف من التعقيدات والتحديات والمخاطر التي تنذر بها مآلات هذا الصراع ليس على المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين، محذرا من عواقبه الوخيمة، داعيا للتصدي الحازم لتداعياته بإعادة إحياء عملية سلام جادة بإشراف دولي وعلى أسس ومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإنهاء هذا الاحتلال وإنقاذ حل الدولتين طريقا وحيدا لتحقيق السلام الذي تنشده المنطقة ودول العالم.
وقال السفير أبو علي" إن اجتماع اليوم يأتي في ظل تصاعد الهجمة الشرسة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تندرج عناوينها في إطار"جرائم حرب" وهي تشمل جرائم التطهير العرقي والتهويد والتهجير والاستيطان إلى جانب جرائم القتل والاعتقال والتعذيب والاستهداف لمنظمات المجتمع المدني الفلسطيني ووصمها بالإرهاب في سابقة خطيرة تندرج تحت إرهاب الدولة الرسمي".
وأضاف أن هذا الاجتماع يأتي أيضا في ظل استمرار وتواصل الأزمة المالية الطاحنة التي تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) على مدار السنوات الماضية والتي أدت إلى التأثير بشكل مباشر على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، والعاملين بالأونروا وباتت تنعكس على مجمل مسؤوليات الأونروا وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.
ونبه إلى ما تواجهه الأونروا من حملة شرسة وظالمة على منهاجها التعليمي والمحاولات المستمرة لوصمه بالتحريض على العنف والإرهاب، والتي تستهدف منع الدول المانحة من تقديم مساهماتها إلى الموازنة العامة للأونروا؛ ما يهدد بعدم قدرة الوكالة على الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
ونوه أبو علي، إلى دعم الجامعة العربية وتعاونها مع الأونروا لمواجهة هذه الحملة كما الأزمة المالية، مشيرا إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفي نطاق متابعته واهتمامه الخاص بمتطلبات اسناد الأونروا، وجه في 11 أكتوبر الماضي رسالة لوزراء الخارجية العرب لتوجيه سفاراتهم بالخارج لإثارة هذا الموضوع في مجال عملهم سواء مع الحكومات أو البرلمانات للتصدي لتلك الحملة، كما وجه أبو الغيط بعثات الجامعة في الخارج بالتنسيق مع مجالس السفراء العرب في إطار مجال عملهم الدبلوماسي لدعم الأونروا وضمان استمرار الجهات المانحة في تقديم التمويل اللازم لها .
وأعرب السفير أبو علي عن تطلعه في أن يسهم أيضا المؤتمر الدولي لدعم الأونروا والذي من المقرر عقده في منتصف الشهر الحالي في تأمين توفير تمويل مستدام وكاف ويمكن التنبؤ به، وأن تكون هناك مشاركة كبيرة وفعالة من كافة الدول المانحة وأن يسفر المؤتمر عن نتائج فعالة تجنب الحلقة المفرغة التي تعانيها الأونروا والأزمات المالية المتكررة خلال السنوات الأخيرة.
وأكد أن الجامعة العربية ستظل داعمة ومساندة للأونروا كعنوان للالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وحتى الوصول إلى حل عادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مضيفا "سنظل حريصين على استمرار وتفعيل وتطوير قنوات العمل المشترك والتنسيق بين جامعة الدول العربية والأونروا".
ووجه السفير أبو علي، تحية تقدير لوكالة (الأونروا) على دورها الحيوي والمهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، كما رحب ب" موريتز بيلاغر" القائم بأعمال مدير دائرة التعليم في الأونروا الذي يشارك لأول مرة في الاجتماع، مقدما التحية والشكر على جهود مدراء التعليم في مناطق الوكالة الخمس وكافة العاملين فيها ودورهم الفعال في تقديم خدمات التعليم لأبناء اللاجئين الفلسطينيين في ظل ظروف صعبة للغاية وتحديات كبيرة وخاصة مع تفشي فيروس كورونا وما فرضه من تحديات جديدة جوبهت بالصمود والإصرار على مواصلة العملية التعليمية والابتكار واستخدام أساليب جديدة لضمان استمرارها بكفاءة وفاعلية.
كما وجه السفير أبو علي، التحية والتقدير للدول العربية المضيفة والمنظمات والاتحادات العربية والإسلامية المتخصصة أعضاء مجلس الشؤون التربوية، لما تبذله من جهود متواصلة لدعم المسيرة التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات، ومساعدة أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في استهداف التعليم الفلسطيني.
وأكد ثقته الكبيرة في أن الاجتماع، سيخرج بنتائج مهمة تدعم العملية التعليمية وتفضح وتدين الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وبتوصيات تسهم في تحقيق تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبنائنا الفلسطينيين وضمان جودة التحصيل العلمي لهم بما يمكنهم من الارتقاء بمؤسسات دولتهم الآتية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكينها من ممارسة سيادتها واستقلالها وتجسيد حلم الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، بل والضمير العالمي الإنساني بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
يشارك في الاجتماع وفود الدول العربية المضيفة وهي: المملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، ولبنان، ومصر، إلى جانب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، فيما يمثل الأونروا في الاجتماع المشترك، القائم بأعمال مدير التعليم بالأونروا ، ومدير تنسيق برنامج التعليم.