الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عن دراما رمضان 2017 أتحدث .. نتمني أن تكون مختلفة

  • 6-6-2017 | 10:20

طباعة

بقلم : أمينة الشريف

كل عام وكل المسلمين بخير وصحة وعافية بمناسبة شهر رمضان الذي يطل علينا كل عام بنفحاته الروحانية والصوفية والسعادة الإيمانية..

أما بعد...

الكل الآن متربص لما سيظهر علي شاشات الفضائيات، مشاهدين ونقاداً ومتخصصين ومراقبين ومحللين ونواب المجلس وآخرين.

المائدة الدرامية هذا العام من كل لون يقدمها لنا نجوم لهم رصيد هائل من الحب والتقدير في نفوس المشاهدين أتمني من الله ألا يخذلوهم حتي لا يغيروا نظرتهم إليهم. مبدئىاً، يبدو أن الشاشة هذا العام قد تكون مختلفة بعض الشيء عما سبق، خاصة الأعمال التي يغلب عليها العنف والقتل وحتي لا أتهم بإصدار أحكام مسبقة فقد أصبح هذا الانطباع عندى بعد مشاهدة البرموهات التي تتحفنا بها الوكالات الإعلانية يوميا عشرات المرات، فهناك أكثر من عمل كوميدي ومخابراتي وتشويقي ولكن يبدو أن الأغلب ستكون أعمالا اجتماعية تمس مشاكل حقيقية يعيشها المجتمع المصري المعاصر.

المنافسة بدأت منذ قليل ومعروف أن المقدمات تؤدي إلي النهايات والحلقات الأولي تفصح عمن سيسبق ويقود المشاهدين وينفرد بنسبة مشاهدة عالية لكن أتمني من النجوم الذين قد لا تعجبهم أقلام بعض النقاد ألا يغضبوا ويبرروا رفضهم لأي انتقاد سلبي بأنهم لا يلتفتون إلي النقد بقدر اهتمامهم بأحكام المشاهدين، لكن أذكرهم أن المشاهدين الآن أصبحوا نقاداً ربما أكثر قسوة وشراسة من النقاد أنفسهم فأحكامهم لاذعة جداً جداً وسوف تظهر بعد الثانية الأولي فور انتهاء الحلقات وتشتعل معها مواقع التواصل الاجتماعي وقد نبهت وتوسلت أكثر من مرة هنا في هذا المكان وناشدت الكتاب والمنتجين الرفق بالمشاهدين وتقديم دراما تليفزيونية بناءة وداعمة وليست محرضة وهادمة.. يارب يتحقق هذا الحلم في دراما رمضان ولو بنسبة بسيطة .. «يجعل كلامنا خفيف عليهم».

- الأبطال الرئيسيون في المسلسل يجلسون علي خشبة أحد المسارح وقد انطفأت أنواره يحتفلون بعيد ميلاد البطلة الرئيسية ويطلب حبيبها البطل الرئيسي ايضا من كل واحد أن يحكي عن أمنياته. مشهد وجداني إنساني بالدرجة الأولي ويهزم مليون مسلسل تركي بالضربة القاضية والحكي هنا بالكلام بخلاف الصورة التي هي أوقع وأكثر تأثيرا.. هذا المشهد الذي استمر علي الشاشة لدقائق معدودة جدا من أهم المشاهد التي احتواها مسلسل «ليلة» الذي انتهي عرضه قبل أيام بطولة رانيا يوسف ومكسيم خليل وحمزة العيلي وهيدي كرم وابتهال الصريطي ويحيي أحمد وآخرين.. هذا المسلسل كتبه برومانسية شديدة الإنسانية الكاتب الموهوب هاني كمال وإخراج محمد بكير استرجع في حواره جزءاً كبيراً من آدامية الإنسان التي كاد يفقدها في زحمة الحياة وقبل أن تصبح في عداد الفضائل المأسوف علي ضياعها، المسلسل كله يخلو من مشهد عنف واحد لأن صناعه اختاروا أن يكون مختلفاً ضد التيار الجارف الذي بدأ يغرق أعمالنا الفنية في السنوات الماضية الأخيرة.. بالعنف والإثارة ، السيناريو أبسط من البساطة نفسها.. لم يحتاج فيه الكاتب إلي استعراض فتونة عضلاته الدرامية، فقط فضل أن ينحاز إلي المشاهد الذي هو الآن في أمس الحاجة إلي من يطبطب علي مشاعره وأحاسيسه وحاجاته النفسية والإنسانية فقط انحاز المؤلف إلي حوار في منتهي الأهمية الجمال جاء في كلمات كنا نكاد نفتقدها بسبب طوفان البذاءة واللا أخلاق سواء في الواقع أو الدراما، كلمات مثل الحب والاحترام والانصات إلي الآخر والجرح واحترام الغير، والأهم من هذا الصداقة وخلافات الزوجين في هدوء دون نشر خيبتها علي الملأ وعقلانية الزوج الذي تراه زوجته خائنا وعودته إلي بيته وأبنائه بعد نزوة عاطفية طارئة والاهتمام بأصحاب الحالات الخاصة شكراً صناع مسلسل «ليلة» استكملوا العزم ولا تتوقفوا حتي تعودوا بنا إلي طبيعتنا الإنسانية الهائلة.

    الاكثر قراءة