الأحد 9 يونيو 2024

«كتب الأرصفة» بين التشويه ورخص الثمن

6-6-2017 | 22:01

كتب: رمضان أحمد عبد الله

تنشر الكتب على الأرصفة بجوار محطات المترو أو أسفل بعض الكباري أو بوسط البلد أو في مفارق الطرقات ونقاط عبور الشوارع وأحيانا بجوار المساجد أو الميادين، ويمتاز أغلبها برخص أسعارها وربما يجد فيها الباحث كتبا نادرة لا يجدها في كبرى المكتبات خاصة التي مضي على إصدارها عشرات السنين، ويجد القاريء الكتب العلمية والأدبية بأسعار أرخص بكثير عن اسعاربيعها بالمكتبات.

ويدور جدل حول تللك الكتب فالعض يتهمها بأنها تبيع كتبا مزيفة، وأنها طبعت "تحت بير السلم" وبها تشويه بالصفحات إما بحذف بعضها أو سوء طباعة أوإقتطاع أجزاء أو فصول من الكتاب الأصلي، كما يتهمها البعض بأنها مطبوعة ماستر، بدورها تلقي "الهلال"اليوم الضوء على كتب الرصيف القيمة والتشويه.

في البدء نفى "أحمد" بائع كتب  بميدان المطرية، في حديثه لـ"الهلال اليوم" أنهم يطبعون الكتب أو يقومون بتزييفها، مضيفا أنهم يحصلون على الكتب من المطابع الأصلية التي تتولى طباعتها فهم يشترونها في أغلب الأحوال بالجوال، وحسب ما يحتوي الجوال من كتب عديدة متنوعة وفي مجالات مختلفة.

وأضاف أحمد، أنهم يبعون الكتب الصادرة عن هيئات رسمية مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب، إضافة إلى منتجات المطابع الكبرى.

وبرر رخص أسعار الكتب بأن البائع على الرصيف يقنع بجزء بسيط من الربح لأن التزاماته قليلة قياسا بصاحب المكتبة الذي عليه التزامات من أجورالعاملين وإيجار المحل والكهرباء والإلتزامات الآخرى.

بدوره أكد عادل متولي صاحب دار بورصة الكتب، على قيام بعض المطابع بتزييف الكتب خاصة الأدبية العالمية التى تفوز بجوائز عالمية أوعربية في الأدب بهدف بيعها بأسعار منخفضة، فهم يطبعونها في "بير السلم" طبعات رديئة، وتابع متولي  لـ"الهلال اليوم" قائلا: نعاني كثيرا مع الزبائن الذين يقارنون بين الأسعار التي يبيع بها الباعة على الأرصفة.

لافتا إلى أن القراء يفضلون الشراء من المكتبات بعدما نقوم بشرح الفارق بين الأسعار وبالفعل يؤكدون أن كتب الأرصفة بها صفحات محذوفة أو سيئة الطباعة،ويرى متولي أن الحل في تشديد الرقابة والمتابعة والتفتيش الدائم على المطابع من قبل المصنفات الفنية، وتحرير محاضر للمخالفين،إضافة إلى التفتيش على كتب الأرصفة أوعمل تصاريح لهؤلاء الباعة  ومعرفة مصادر تللك الكتب.

من جانبه قال فائق عوكل مدير مبيعات بمكتبة دار المعرفة بالأزهر، المشتري له العذر في البحث عن الأرخص نظرا للظروف الإقتصادية التي يعاني منها الناس في ظل الإرتفاع المستمر للأسعار، مشيرا إلى أنه ليست كل كتب الأرصفة بها تزييف أو تشويه،فمن المؤكد أن فيها القيم والنادر وفيها المشوهه،مضيفا أن بعض المطابع بالفعل تطبع طبعات رخيصة أو شعبية فهذه المطابع غير مرخصة ولا تخضع لأي معايير أو قوانين وباعة الأرصفة معذورون لأنهم أحيانا لا يعرفون إذا كانت المطابع التي تورد لهم تخضع للقانون أم لا.

وقالت هناء أحمد أخصائي إعلام تربوي بإحدى المدارس، إن هذه الكتب تتميز برخص أسعارها و خاصة الكتب الدراسية الخارجية و كتب الجامعات، مما يجعلها متاحة ومن السهل شرائها,  خاصة أن أسعار الكتب في المكتبات مرتفعة, أما عن التزييف  فليست كل الكتب الموجود بالأرصفة مزيفة.  

 مؤكدة أن الإنسان عامة يهتم بأن هذه الكتب مفيدة و نافعة له , سواء في الدراسة أو مجال العمل و لا يهتم  بجهة الإصدار، مشيرة أن رخص الأسعار لا يعني أنها مزيفة  فبائع الكتب على الأرصفة ليس عليه أية إلتزمات مادية.

   وتابعت لضمان  جودة الكتب  يجب أن تكون هناك رقابة  بشكل مستمر سواء على كتب الأرصفة أو على جهات الإصدار،  وعلى القارئ خاصة المثقف  أن ينتقي و يختارالجيد و الأفضل.