الخميس 23 يناير 2025

ورحل روجر مور فارس الجاذبية وسفير اليونيسف

  • 7-6-2017 | 13:44

طباعة

حوار أجرته: سناء السعيد

فى لقائى معه فى لندن عام ٧٧ قال لى:

زوجاتى تركن ذكرى جميلة فى حياتى

لا أؤمن بالعشق الممنوع

كنت مسلوب الإرادة أمام المرأة التى تلقى بنفسها فى أحضانى

ماذا عساى أن أفعل مع النساء المعجبات بى؟

تألقى ونجاحى فى جيمس بوند جاء لأننى إنجليزى

العلاقة الجنسية من أكثر العلاقات الجالبة للسعادة

 

فى الثالث والعشرين من الشهر الماضى رحل عن دنيانا السير “روجر مور” الممثل البريطانى الشهير والذى عرف عبر العالم من خلال أدائه لدور جيمس بوند العميل السرى ٠٠٧ .توفى “مور” فى سويسرا بعد صراع قصير مع مرض السرطان، جاءت وفاته بعد حياة حافلة لسنوات أمضاها فى إقليم “بيرن” بسويسرا، وهو أحد الملاذات الهادئة الذى راق للكثير من المشاهير والأثرياء العيش فيه، إنه روجر مور الحامل لوسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد، وفى عام ٢٠٠٣ منحته ملكة بريطانيا لقب “سير” ، كما نال وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية، فى عام ٩١ تم اختياره سفيرا لليونيسف، ورغم شهرته الواسعة التى حققتها له أفلام جيمس بوند، إلا أنه وفى أكثر من مناسبة كان يقدر كثيرا دوره عندما عمل لمصلحة صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة كسفير للنوايا الحسنة.

إنه روجر مور خريج الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية. قام بالتمثيل فى التلفزيون والأفلام. عمل كمخرج مسرحى ومنتج للأفلام. فى البداية حاول أن يطلق مسيرته فى هوليوود ولكنه لم ينجح فعاد إلى إنجلترا، إنه روجر مور الذى وصف نفسه بفاتن النساء. جمع بين كونه عاشقا للنساء وفى نفس الوقت معشوقا لهن. لم يكن ليضارعه أحد فى الميدان بجاذبيته الخارقة ونهمه الدائم فى التواصل مع الحياة ومع الوجود، ومع اللمسة الحانية التى تمنحه وميض الاطمئنان إلى العالم الذى يحيط به، ولهذا اعتبر العلاقة الجنسية الحميمة مع المرأة من أكثر العلاقات الإنسانية الجالبة للسعادة، فهو لا يؤمن بالعشق الممنوع، ولهذا أراده عشقا مشروعا يتنفس عبره مكنون ذات تبحث عن الوجود، عن ألا تكون بمعزل عن الآخر ولذلك كان مسكونا بالحاجة إلى الاندماج.

فى عام ٧٧ أجريت معه لقاء فى لندن. يومها رأيته فارسا جميلا.. قمة فى الوسامة، جذابا يجيد الحديث بطلاقة، شخصيته الفنية كانت تشكل نموذجا فريدا للرجل البريطانى الراقى، أسأله عن الحياة وأهم أدواره التى حققت له السعادة والشهرة معا فيقول:

( إنها سلسلة أفلام جيمس بوند، فلقد كان لها أكبر الأثر فى نقلى إلى المستوى العالمى. البداية كانت ٧٣ مع فيلم» عش ودعه يموت»، وأنوى التوجه إلى مصر قريبا لتصوير الجزء الثالث من سلسلة أفلام جيمس بوند)، أما آخر أفلامه فى مجموعة جيمس بوند فكانت فى ١٩٨٥ مع فيلم «نظرة إلى القتل» . إنها المجموعة التى حاز بها الإعجاب وأكسبته مالا وشهرة فى أنحاء العالم.

وعندما أسأله عن سبب نجاحه فى أداء دور جيمس بوند يقول:

( لأننى انجليزى، فعلى الرغم من أن ممثلين آخرين قاموا بالدور إلا أننى أعتقد بضرورة أن يظل بوند انجليزيا. إسناد الدور لغير الإنجليزى قد يكون فكرة مثيرة ولكنها غير واقعية، فبوند لابد أن ينحدر من أصل إنجليزى).

قلت له:(ولكن هذا قد يثير حولك الأقاويل إذ قد ينعتك الآخرون بالعنصرية)؟.

قال : ( أنا لست عنصريا على الإطلاق؛ ولكنى فقط أتحدث عن وجهة نظرى بالنسبة لمن يستطيع أداء دور جيمس بوند لا سيما أن المشاهد قد اعتاد الآن على أن يكون بوند انجليزيا).

وأعود به إلى نفسه ليحدثنى عنها:( أعرف أننى فاتن النساء، وأحب ذلك فكما قلت لك هو طريقى للتواصل مع الآخر، جاذبيتى هى التى قادتنى نحو التواصل مع النساء إلى الحد الذى قد يصعب على تقدير عدد النساء اللاتى مارست الجنس معهن). وعندما أقاطعه قائلة: أو ليست هناك وسيلة للاندماج مع الآخر سوى الارتماء فى أحضان النساء؟ يجيبنى قائلا:

ـــ ( لا بديل على الإطلاق. إنه التواصل الحقيقى... إنه الحياة والوجود الفاعل).

وأعود لأسأله:( أما كان يمكنك الحد من هذا النهم بالنسبة للنساء؟

ـــ يعود لابتسامته ويقول (وماذا عساى أن أفعل؟. النساء هن اللاتى يتهافتن علىّ. وهذا ليس بسبب فحولة جيمس بوند وحيويته على الشاشة وإنما لأننى روجر مور عنصر الجذب الحقيقى خارج الشاشة والذى لم يكن بمقدوره أن يمنع المرأة من الافتتان به. ولكنى أعترف من جديد بأن دور جيمس بوند قد جلب لى الكثير من النساء المعجبات إلى الحد الذى كانت فيه المرأة تلقى بنفسها فى أحضانى).

جاذبية روجر مور على الشاشة كانت خارقة، وبدورها انتقلت إلى الحياة الواقعية التى عاشها حتى الثمالة. وهنا أسأله:( هل عشقك للنساء هو الذى حدا بك إلى أن تتزوج أكثر من مرة ؟

ـــ يبتسم ويردف ( أيا كان فلقد تركت زوجاتى ذكرى جميلة فى حياتى).

أقاطعه قائلة:( كيف وقد قيل بأنك تعرضت للعنف من زوجتيك ؟)

ـــ يلتزم الصمت ويحلق بعيدا كأنما يستدعى لحظة الألم التى شعر بها عندما تعرض للعنف الأسرى فى زواجه الأول والثانى، ثم لا يلبث أن يفتح بوابة الذكريات مع “دورن” زوجته الأولى وهى رياضية مشهورة فى عالم التزلج على الجليد، والتى كثيرا ما سددت له الضربات وكانت تعنفه وقذفته مرة بإبريق الشاى قبل أن تهاجمه بيديها وتتعمد أن تخدشه بأظافرها. وتم الطلاق عام ٥٣ .وتزوج بالثانية وهى المغنية « دوروثى» ولم يكن حظه أفضل معها. يتذكر كيف ضربته على رأسه بالجيتار، واعتدت عليه وهو داخل سيارته، فحطمت الزجاج بحجر كبير قبل أن تحاول خنقه. وكان هذا بعدما علمت بخيانته لها مع الممثلة الإيطالية» لويزا ماتيولى» التى باتت فيما بعد زوجته الثالثة. وتزوج بعدها بكريستينا الرابعة والأخيرة.

فى نفس العام الذى التقيته فى لندن جاء إلى مصر فى زيارة استغرقت عدة أيام مرتبطة بتصوير الجزء الثالث له من سلسلة أفلام جيمس بوند. وتجول خلالها بين الأقصر والقاهرة وفوجئت به يدعونى على حفل بالقرب من الأهرام كان بعض مشايخ البدو قد أقاموه له تخلله رقص شرقى، يومها تم الاحتفاء به على نطاق كبير ورقص الجميع، كانت هذه هى المرة الأخيرة التى رأيت فيها النجم المشهور روجر مور.

وتمر السنوات وأخيرا يسدل ستار النهاية على المشهد الأخير فى حياة الممثل الانجليزى الصاعد، ورغم شهرته الواسعة التى حققتها له أفلام جيمس بوند، إلا أنه وفى أكثر من مناسبة كان يقدر دوره فى العمل بصندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة كسفير للنوايا الحسنة. كما أنه تمتع بالحس الإنسانى الأصيل فى ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ عندما ارتفع عدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من نصف مليون لاجئ. يومها وجه نداءً عاجلا للمجتمع الدولى لتقديم مساعدات إنسانية إضافية للنساء والأطفال الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم لا سيما أن فصل الشتاء يجلب معه تحديات كبيرة. وقال فى رسالة ناشد فيها المجتمع الدولى من أجل منح المساعدات العاجلة لهؤلاء قائلا:(إن الأطفال يتحملون العبء الأكبر للصراع. إنهم يموتون ويصابون وهم بحاجة إلى التعافى)، وتبقى ذكراه خالدة بوصفه روجر مور الإنسان المفعم بالحياة....

 

 

    الاكثر قراءة