من أهم المهارات التي يجب تدريب الأطفال على اكتسابها منذ نعومة أظافرهم هي مهارة العطاء هذا لأن للعطاء متعة تدخل السعادة على القلب وتسمو بالروح، ويصل مردودها النفسي في لحظة العطاء إلى طاقة نفسية إيجابية إضعاف ماتم إعطاؤه لا يعلمها الا من يقوم بها خاصاً عندما يكون العطاء خالصاً لوجه الله سبحانه.
وتقول الدكتورة ميرفت ميرغنى مدرس مناهج وطرق تدريس تربية الطفل إن العطاء لا يقتصر على وقت محدد "شهر رمضان" فقط، أو فئة محددة "الأغنياء" فقط، فالجميع يمكن أن يشارك ويستمتع بأن يقدم للمجتمع عطاءه الذي يتناسب وقدراته، فالعطاء له أوجه وأنواع متنوعة منها المادي والمعنوي والتنويع بينهما جميل، والأجمل لو قدم كل منهما بفن وذوق فيمكن أن يكون العطاء بالوقت أو المال أو العلم أو الدم أو الجهد، وهو ليس لأشخاص محبوبين أو مقربين إلينا فقط وإنما كل شخص محتاج بدون أن يطلب، هكذا خلقنا الله لنكمل بعضنا الآخر ولنتعايش فى محبة وإخاء.
وتضيف د. ميرفت ميرغني أنه يمكن أن ندرب أطفالنا على مهارة العطاء من خلال:
التحدث عن أهمية العطاء ودوره وأثره فى المجتمع، وحث الأديان عليه، و ذكر الأحاديث النبوية والقصص من حياة الصحابة والصالحين، التي تحث على العطاء، تبسيط مفاهيم العطاء للأطفال مثل ألا ينظر إلى قيمة ما يعطي ولكن ينظر إلى مدى تأثيره في حياة الآخرين، وأن العطاء الحقيقي هو أن يعطي دون أن ينتظر مقابلا، أن النفس البشرية تحب أن تكنز وتجمع فإذا عودها العطاء والجود كان أحق الناس بالارتقاء والعلو.
- قضاء يوم مع أطفالك في إحدى الجمعيات الخيرية لتعويدهم على التبرع بوقتهم.
- تعويدهم على ادخار جزء من مصروفهم والتبرع به في مشروع أو مستشفى.
- زيارة دور أيتام ودور رعاية المسنين وادخال السرور والابتسامة على وجوههم.
- تعويدهم على التبرع بملابسهم والألعاب لمن هم بحاجة إليهم.
- اصطحاب الطفل في حملات التبرع مثل التبرع بالدم –تنظيف الحي – جمع القمامة –تجهيز شنط الطعام.
- زيارة أماكن إيواء الحيوانات "القطط والكلاب" وتجهيز احتياجات الزيارة من طعام وعلاج للحيوانات المصابة ما يساعد على غرس الرحمة والعطف داخل نفوس الأطفال.
وأخيرا نعود الأطفال أن للعطاء صورا كثيرا وبسيطة، ولكنها بالغة الأهمية، فالابتسامة عطاء والكلمة الطيبة عطاء والدعاء لمكروب بظهر الغيب عطاء، حينما نعفو عمن أساء إلينا عطاء، ونقبل عذرا من يعتذر ٱلينا عطاء، وتقديم التشجيع والتحفيز الصادق عطاء، حينما نكون مواطنين صالحين نسهم في خدمة المجتمع فهو عطاء.