حملت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، أمام مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، نداءً للشعب الليبي الذي وصفه بأنهم أحفاد عمر المختار، وهو الزعيم الليبي القائد لحركة التحرر والمقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، المعروف بشيخ المجاهدين وأسد الصحراء.
وفي كلمته، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي للشعب الليبي: "يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني، وأن تلفظوا من بلادكم كل أجنبي ودخيل مهما تغني بأن في وجوده خيراً لكم، فالخير في أياديكم أنتم إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء بلادكم بإرادة ليبية حرة."
وتابع: وفي هذا، ستجدون في مصر سنداً لكم وقوة متى احتجتموها، دعماً لأمنكم ولخياراتكم وطموحاتكم المشروعة في غد أفضل، وإعلاءً لمصالح بلادكم العليا، ويداً تمد العون لنقل الخبرات من أجل تعظيم مصالحنا المشتركة، إيماناً من مصر بوحدة الهدف على طريق البناء والتطوير والتنمية، بما يحقق آمال شعبينا الشقيقين في ظل ما يربطهما من أواصر الأخوة والجوار والانتماء العربي والأفريقي والمصير المشترك.
دلالات ورسائل
وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا حملت رسائل هامة، كان أبرزها مخاطبته للشعب الليبي بأنهم أحفاد عمر المختار، مضيفا أن الرئيس السيسي يذكر الشعب الليبي بتاريخه وبالقائد عمر المختار ودوره في التحرير الوطني والتاريخ المشرف للدولة الليبية في التحرر من الأعداء والاحتلال.
وأوضح في تصريحه لبوابة دار الهلال أن كلمة الرئيس كانت جيدة وشاملة واحتوت على موقف مصر المباشر تجاه الأزمة الليبية، موضحا أن الرئيس ذكر العالم في ضرورة أن يقوم بدوره لإجراء الانتخابات الرئاسية الليبية في موعدها في 24 ديسمبر المقبل.
وأضاف أن حضور الرئيس أكسب المؤتمر وثقة وزخما وأكد حرص الرئيس على نقل موقف مصر بصورة مباشرة، موضحا أن لقاء الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم حمل أيضا تأكيد موقف مصر الشامل والجذري في التعامل مع المشهد الليبي بأكمله.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي ركز عدة 4 رسائل هامة أولها التذكير بالتاريخ المشرف للدولة الليبية، وثانيا الدعوة لتوحيد ولم شمل الليبيين وهي الدعوة التي تبناها الرئيس منذ اليوم الأول للتعامل المصري مع الملف الليبي، وثالثا دعوة الدول الكبرى لدعم الحراك المصري الفرنسي في هذا التوقيت وتحميل المجتمع الدولي مسئوليته في التوصل لحل، ورابعا هو التأكيد على ضرورة أن يكون هناك استحقاقا سياسيا في 24 ديسمبر المقبل وألا تتوقف الانتخابات.
وأوضح أن المؤتمر اليوم أكد ضرورة ان يكون هناك إيمانا لدى الليبيين بالدعوة المصرية الفرنسية في الوقت الحالي والسعي للتوصل لحل سياسي، مؤكدا أن الهدف هو إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية في موعدها، وستبقى الدعوة المصرية بخروج الميليشيات والمرتزقة هي الأهم في نطاق الإقليم بأكلمه.