الإثنين 1 يوليو 2024

«الجارديان»: هجمات إيران تشعل الصراع بين طهران والرياض

8-6-2017 | 00:00

كتبت: ميادة محمد 

في تحليلها للأحداث الإرهابية التي وقعت في إيران وتأثير ذلك على المنطقة العربية، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الهجمات اختارت موقعين يمثلان رمزين من أهم رموز ثورة 1979، وهما البرلمان وقبر مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.

وأشارت الصحيفة إلى أن طهران كانت آمنة نسبيا في السنوات الأخيرة من مثل هذه الاعتداءات، لذلك فهذه الهجمات مثلت صدمة كبيرة.

وذكرت الصحيفة أن قوات الحرس الثوري الإيراني المتشددة اتهمت المملكة العربية السعودية بالمسئولية عن هذه الاعتداءات المنسقة، وبغض النظر عن حقيقة الادعاء، فمن المحتمل أن يكون لها تأثير سياسي كبير خارج إيران، ما يثير التوتر مع الولايات المتحدة أيضا إلى جانب الرياض والمسلمين السنة في الخليج.

وأوضحت الصحيفة أن داعش أعلنت مسئوليتها سريعا عن الهجوميين وإذا كان ذلك صحيحا، فهذا يعني أن التنظيم استطاع أخيرا تصدير هجماته العشوائية إلى منزل خصومه الرئيسيين الشيعة.

وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للإيرانيين فإن الهجوم على قبر الخميني يعادل محاولة شخص تفجير النصب التذكاري لإبراهام لنكولن في واشنطن، وفي حال ثبتت مسئولية داعش عن الهجوميين، فستكون هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها عملية بنجاح في قلب إيران، على الرغم من أنها حاولت عدة مرات في الماضي القريب.

وأوضحت الصحيفة أن داعش تخوض حرب أيدولوجية وعسكرية مع القوات والحلفاء الإيرانيين في سوريا والعراق، وفي مقطع فيديو نشر في مارس الماضي تعهد التنظيم بقهر إيران واستعادة أراضيها إلى الأراضي المسلمة السنية، كما كانت من قبل، حيث يؤكدون أن الزعماء الإيرانيين وأسلافهم الفرس اضطهدوا السنة على مدى قرون.

وذكرت الصحيفة أن لداعش حلفاء طبيعيين بين الجماعات المسلحة في مقاطعة سيستان بلوشستان الجنوبية الشرقية المضطربة، التي تضم عدد كبير من السكان السنة، وفي عام 2010.  قتل المتطرفون السنة المرتبطون بشبكة جند الله 39  شخصا في مسجد بالمحافظة، كما أن كلا من الأقلية الكردية والعرب لهما تاريخ من الهجمات الصغيرة في الشمال الغربي والجنوب الغربي.

ورأت الصحيفة أن هذه الهجمات التي وقعت اليوم في إيران تأتي على خلفية الانهيار الذي يواجهه داعش، بعد أن اقتحمت قوات كل من الجيش العراقي والسوري المدعومة من إيران، بالإضافة إلى مقاتلين أكراد وقوات أمريكية وبريطانية معاقلها في الموصل والرقة.

ودعت داعش أتباعها إلى الجهاد ضد أعدائها أينما يتواجدون، ردا على ما تواجهه في سوريا والعراق، وقد يكون ذلك سبب الهجمات الأخيرة في مانشستر وكابول وبغداد ومراوي في جنوب الفلبين ولندن، ويتماشى ذلك مع النمط الناشئ للهجمات العشوائية من قبل أتباع التنظيم.

وأكدت الصحيفة أن القادة والمحللين الإيرانيين المحافظين، سوف يتماشوا مع اتهامات الحرس الثوري للمملكة، إضافة إلى اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمسئولية عن هذه الهجمات.

وذكرت الصحيفة أن طهران لن تنسى الجهود السرية الموثوقة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في الألفينيات لزعزعة استقرار إيران عن طريق تمويل جماعات المعارضة الداخلية المسلحة، كما دعمت واشنطن بشكل غير رسمي مجاهدي خلق وهي جماعة كان يدعمها سابقا صدام حسين، وكانت مسئولة عن العديد من الهجمات المسلحة داخل إيران.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان عداء ترامب العلني سيشجع على تكرار جهود زعزعة الاستقرار السابقة ، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، حيث رفض الرئيس الحالي سياسة سابقه باراك أوباما، وشن هجوما على طهران خلال الشهر الماضي، وأكد خلال زيارته للرياض على أن إيران هي المصدر الرئيسي في العالم للإرهاب والصراع الطائفي.