ميز الله المؤمنين والأشخاص الصالحة عن الكاذبين والمنافقين بالصدق وقول الحقيقة، بينما خص الله المنافقين بالكذب وقول الزور، والكذب من أبشع الصفات التي يتسم بها أي إنسان، وجعل الكذب من صفات المنافقين، وأن أي شخص يكذب يصبح شخص منافق، فقد قال ذلك رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في حديثه:« آيةُ المنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ».
جزاء الكاذبين
- الأشخاص الكاذبة الذين يكذبون دائمًا ولا يقولون الحقيقة فجزائهم في الآخرة هو عذاب جهنم، أما جزائهم في الدنيا هو الاستحقار من الأشخاص حولهم، وكما أن كثير من الأشخاص لا يصدقونهم حتى إذا كانوا يقولون الحقيقة، فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا».
- الكذب من الأمور التي تنقص من الرزق، وتجعل كل شيء ليس به بركة، وتسحب البركة من كل شيء، وذلك تبعًا لقول الرسول في حديثه الشريف: «بِرُّ الْوَالِدَيْنِ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَالْكَذِبُ يَنْقُصُ الرِّزْقَ، وَالدُّعَاءُ يَرُدُّ الْبَلَاءَ»، فهناك أشخاص كثيرة تواجه مشكلة ضيق ونقص في الرزق، ولا تعلم ما هو السبب في ذلك، فطبقًا لهذا الحديث فالكذب يسحب البركة من الأشياء، وينقص الأرزاق.
- الشخص الكاذب يُحرم من رحمة الله، ويلعنه الله في كتابه العزيز في قوله:« فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
- الكذب نوع من أنواع المرض الذي يصيب قلب الإنسان، ولكن هذا المرض برضاه الشخص وليس كمثل الأمراض غصب عنه، وهذه الفئة من الأشخاص الكاذبة وعدها الله بعذاب أليم، فقال -الله تعالى-: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ».
- الكذب من الأمور التي تجعل الإنسان خائف دائمًا، ودائمًا قلق و لا يشعر براحة في حياته، قال ذلك الرسول في حديثه: « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ».
- الخروج عن هداية الله، وأن الله لا يهدي الأشخاص الكاذبة، تبعًا لقوله: «إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب».