الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

محافظات

"المانجروف".. حماية طبيعية ضد مخاطر المناخ في البحر الأحمر

  • 13-11-2021 | 14:15

اشجار المانجاروف

طباعة
  • صلاح عبدالله

تتخذ مصر خطوات حثيثة لمواجهة آثار تغير المناخ، وتلعب دورا نشطا على الصعيد الدولي في المفاوضات الخاصة بالاتفاقيات البيئية الدولية؛ لاستضافتها لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم COP27 شرم الشيخ 2022.

ومن هذا المنطلق اتجهت الدولة المصرية في التوسع في زراعة أشجار المانجروف للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وانعكاسها علي البيئة البحرية، ودورها فى التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030، وتعزيز مبدأ التعافي الأخضر ومبادرة أتحضر للأخضر، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للحد من التصحر ومخاطر التغيرات المناخية.

وأكد خبراء البيئة، علي أهمية التوسع في زراعة هذه الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية، حيث تلعب دورا هاما في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية، فضلا عن دورها الحيوي في حماية الشواطئ من الموجات المتكررة، وتأثير العواصف علي هذه المناطق و تعمل على تنقية المياه من المعادن الثقيلة.

وتعد غابات المانجروف من أكثر المناطق جذبا للسياحة لاحتوائها على تنوع هائل من الأشجار و الحياة البحرية المتنوعة ومنها الطيور، والشعاب المرجانية والحشائش البحرية والأسماك الملونة وأسماك القرش وعروس البحر والدرافيل، وغيرها من الكائنات البحرية النادرة؛ وتتميز بقدرة فائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع تجعلها حيوية للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وانعكاسها علي البيئة البحرية.

وتلعب أشجار المانجروف دورا مهما في الحفاظ على تماسك النظام البيئي وتوازنه، حيث تحمي الشواطئ من الانجراف والتآكل، إذ تعتبر خط الدفاع الأول ضد الأمواج العاتية والأعاصير، وتوفر بيئة مناسبة لتكاثر ونمو وحضانة الكثير من الأسماك والقشريات، وتمثل عنصر هام في حماية المخزون السمكي وملاذ ومأوى للعديد من أنواع الطيور المقيمة، وتشكل مصدرا للمغذيات التي تثري الإنتاجية الأولية في البيئة البحرية.

وتتواجد بيئات المانجروف في سواحل جنوب محافظة البحر الأحمر، وتمتد بداية من شمال الغردقة وحتى الجنوب كما تمتلك العديد من الجزر غابات كثيفة من المانجروف و تشمل أبو منقار، جيسوم، سفاجا، القصير و وادي الجمال، حيث تشكل هذه البيئات جزءا مهما من منظومة الحياة النباتية الساحلية. المانجروف نظام بيئي يحافظ علي الشواطئ :

قال الدكتور احمد غلاب باحث بيئي بمحميات البحر الأحمر، أن أشجار المانجروف توفر حياة طبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها، حيث تقاوم عوامل النحر وتأكل الشريط الساحلي، وتوفر مكان طعام للعديد من الأسماك، والقشريات البحرية وأيضا غذاء للعديد من الحيوانات البرية خاصة الجمال، كما أنها تستطيع تحويل المياه المالحة لعذبه لنفسها، و تواجدها فى كل مكان دليل على وجود تنوع بيئى بيولوجي ضخم.

وأضاف أن تلك الشجرة تعد من أهم أشجار البحر الأحمر، وتعرف باسم القرم، والقندل، والشورا، وتعرف بأنها أكثر الأنظمة البيئية الساحلية إنتاجا، حيث إنها تنمو بكثرة فى مناطق المد والجزر، وان فروعها وجزورها تعد حضانات طبيعية، وتزاوج للعديد من الكائنات والطيور البحرية، وتشكل مناطق المانجروف بيوتا للعديد من الكائنات المستوطنة والنادرة والمهددة بخطر الانقراض والحيوانات المائية والبرية.

وأكد أيمن القرباوي الباحث البيئي بمحمية وادي الجمال بمرسي علم، علي أهميه المانجروف في الحفاظ علي الشواطئ من النحر ومثبت للتربة وحضانة للأسماك وذلك من خلال تفريغ بيض السمك فيه ومن ثم تعيش ذريعة الأسماك الصغيرة حتى تنمو وتكبر وتتحول من بعدها الي المياه المفتوحة بالإضافة الي تعشيش الطيور المقيمة والمهاجرة. وأضاف في تصريح خاص، ل دار الهلال، تعتبر أشجار المانجروف مكان امن لتعشيش الطيور ووضع البيض بالأعشاش وتعتبر من أفضل الأماكن لمحبي مراقبه الطيور والتمتع بالتصوير. التوسع في استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر :

بدا مركز بحوث الصحراء بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر ودعم من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مشروع استزراع غابات المانجروف بمدينة سفاجا للاستفادة منها في إعادة التوازن البيئي في المنطقة لما يمثل مردود اقتصادي كبير على السياحة البيئية والثروة السمكية ويخفف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على منطقة البحر الأحمر.

فوائد مشروع استزراع المانجروف :

الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين والمشرف على مشروع استزراع غابات المانجروف، أكد علي أهمية غابات المانجروف فى التنمية المستدامة والتغيرات المناخية، مما يساهم في حل العديد من المشاكل البيئية المرتبطة بالآثار المتوقعة للتغيرات المناخية علي العالم وخاصة مصر، بالإضافة إلي تحقيق الحماية الطبيعية للسواحل البحرية من مخاطر المناخ. وأضاف خليفة خلال زيارته لتفقد المشروع بمدينة سفاجا، إن المشروع يحقق 9 فوائد ترتبط بالتقليل من مخاطر المناخ بالمنطقة، موضحا أنه يستهدف في المرحلة المقبلة الامتداد والتوسع في استزراع أشجار المانجروف على ساحل البحر الأحمر وحتى مدينة الغردقة، بدعم مالي من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

وأكد خليفة على أن بين هذه المزايا تعتمد على التوسع في زراعة هذه الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية، لأنها تلعب دورًا هاما في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة؛ لافتا إلي أن المشروع ساهم في إعادة تأهيل 6 مواقع على ساحل البحر الأحمر منها ثلاث مناطق في القلعان وحماطة جنوب مرسى علم، وثلاث مواقع جنوب سفاجا، موضحا إنه تم إنشاء 2 صوبة لاكثار أشجار المنجروف في سفاجا وحماطة، وتم استزراع 30 ألف شتلة من أشجار الشورة، و18 ألف شتلة من أشجار القندل في المواقع المختارة ضمن مواقع المشروع.

وأوضح خليفة، أن هذه الميزة النسبية هي التي سوف تساهم في انتعاش قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر عقب انتهاء موجة انتشار فيروس كورونا والذي بات النشاط الاقتصادي الأول بالمحافظة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة