طرح المجلس الأعلى للثقافة كتاب "فـلـسـفـة الإبـداع " وتدور محاور هذا الكتاب حول العلاقة العضوية بين الإبداع والمستقبل؛ فالإبداع تجسيد للمستقبل وليس امتدادًا للماضي عبر الحاضر. ولهذا فالماضي أو الحاضر هو الوضع القائم الذي نتجاوزه إلى وضع قادم، والمجاوزة فعل مبدع، والموضوع المبدع هو ظهور جديد، ولكنه يسبقه قصد.
ويتعاطى الكتاب مع الإبداع كمشروع في المستقبل وهذا المشروع، أو إن شئت الدقة، هذه الأيديولوجيا عندما تتجسد في الواقع تتحول إلى ثقافة، ولكن عندما تتحول الثقافة إلى "دوجما" dogma تمتنع الرؤية المستقبلية، وبالتالي يمتنع الإبداع، ومع أن الإبداع ضروري ضرورة حضارية فإن علماء النفس لم يهتموا بدراسته دراسة علمية إلا مع بداية القرن العشرين، أما قبل ذلك فالاهتمام كان منصبًا على الذكاء.