تتميز العلاقات المصرية البريطانية بالعمق والتقارب في وجهات النظر تجاه كل القضايا السياسية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب أوجه متعددة للتعاون على المستوى الثنائي في عدة قطاعات.

وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تناميا خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم واستمرت الزيارات والمباحثات المتبادلة بين قادة ومسئولي الحكومات في البلدين، حيث وصل اليوم الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني وأمير ويلز إلى مصر برفقة زوجته الأميرة كاميلا، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 15 عاما.

يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة انتصار السيسي قرينته، اليوم بقصر الاتحادية، الأمير تشارلز، أمير ويلز، وقرينته الأميرة كاميلا دوقة كورنوول، حسبما صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي.

 

تاريخ العلاقات المصرية البريطانية

وتعود العلاقات بين مصر وبريطانيا إلى أكثر من مائة عام، حيث تتميز بالتقارب في وجهات النظر على الصعيد السياسي تجاه العديد من قضايا السياسة الإقليمية والدولية ومن بينها الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا وكذلك قضايا اللاجئين ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما تعد بريطانيا من أكبر الدول المستثمرة فى مصر في قطاعات متعددة منها قطاعات الخدمات المالية والطاقة والإنشاءات والسياحة والمنتجات الدوائية والمنسوجات والاتصالات.

وعلى مر العقود الماضية شهدت العلاقات بين البلدين توترا ومحطات متباينة في التقارب والتباعد، وخاصة في فترة الخمسينيات والستينيات التي شهدت توترا لكن مع منتصف السبعينيات بدأت العلاقات تستقر وتتنامى، وتطورت بشكل كبير في كافة المجالات منذ مطلع الثمانينات، وخلال الوقت الراهن تتقارب وجهات نظر البلدين تجاه القضايا الإقليمية.

وبشكل مستمر تجري مباحثات بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من خلال الاتصالات الهاتفية وكان آخرها قبل أيام بالتزامن مع قمة المناخ التي استضافتها مدينة جلاسجو خلال الأسبوعين الماضيين والتي شارك فيها الرئيس السيسي، حيث تلقى الرئيس اتصالات هاتفيا من جونسون يطلعه خلالها على نتائج قمة جلاسجو.

حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني حرصه على إحاطة الرئيس بآخر تطورات المفاوضات الجارية في إطار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المنعقد حالياً بجلاسجو، وبالتصور البريطاني لكيفية خروج المؤتمر بنتائج ناجحة، في إطار التنسيق بين مصر وبريطانيا في موضوعات المناخ، فضلاً عن التشاور حول سبل التحرك المشترك للبناء على نتائج المؤتمر خلال الأشهر القادمة، وذلك استعداداً للرئاسة المصرية للدورة القادمة للمؤتمر.

وفي 10/11/2020 زار ريتشارد مور، رئيس المخابرات البريطانية بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الصلة، كما تطرق اللقاء إلى تبادل وجهات النظر بشأن المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً على مستوى التوترات بمنطقة شرق المتوسط، وكذا الأزمة في ليبيا.

وخلال الزيارة اطلع المسئول البريطاني على رؤية الرئيس في هذا الإطار، والتي تقوم بالأساس على دعم الحلول السياسية واحترام السيادة ووحدة الأراضي والالتزام بوقف إطلاق النار.

كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في نهاية سبتمبر 2020، تناول الاتصال التباحث وتبادل وجهات النظر حول تطورات عدد من الملفات الدولية والإقليمية وفى مقدمتها الوضع في ليبيا، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والهادف إلى استعادة الاستقرار والأمن ودعوة كافة الأطراف الليبية إلى التفاعل الإيجابي البناء في المسارات المختلفة المنبثقة من قمة برلين وإعلان القاهرة وذلك للوصول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستدشن بداية مرحلة جديدة للشعب الليبي نحو تحقيق السلام والاستقرار واستعادة أركان الدولة الوطنية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإرهابية، وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن دعمه للجهود المصرية الملموسة والمقدرة لتسوية الأزمة الليبية.

وفي 4/6/2020، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر وسائل الاتصال الإليكترونية في القمة العالمية للقاحات، والتي استضافتها المملكة المتحدة على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وبمشاركة عدد من وزراء الخارجية والصحة، وقد ألقى  الرئيس السيسي خلال القمة كلمة مسجلة.

كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة "إفريقيا - بريطانيا للاستثمار" بلندن، فى 20 يناير 2020 وذلك تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، لمناقشة فرص الاستثمار المشتركة وتبادل الخبرات وخطط تحفيز الشراكة في مجال الاستثمار في الفترة المقبلة، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مباحثاته مع بوريس جونسون تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي مع بريطانيا خلال الفترة المقبلة، وتعزيز التنسيق السياسي والأمني وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.