الإثنين 13 مايو 2024

السيسي يعيد أمجاد الدبلوماسية المصرية بـ "سياسة الشرف"

الرئيس عبد الفتاح السيسي

أخبار19-11-2021 | 18:16

حسن محمود

في التاسع عشر من نوفمبر من كل عام، تحل مناسبة مولد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبتلك المناسبة نسلط الضوء على بعض الإنجازات التى حقهها والجهود المبذولة على صعيد السياسة الخارجية وعلاقات مصر الدولية والتى أعادت لمصر لمكانتها المعهودة في قلب العالم مرة أخرى بعد سنوات من التراجع الملحوظ. ومنذ تولي الرئيس السيسي الحكم حرصت مصر على إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا على حد سواء كانت دولا كبيرة أو صغيرة، بسياسة أعلن عنها الرئيس السيسي وهي "سياسة الشرف في زمن غزّ فيه الشرف"، لكن الرئيس السيسي تحدى العالم واستطاع بسياسته المتوازنة الشريفة التي تحترم الطرف الآخر، أن يعيد لمصر مكانتها الدبلوماسية عالميا.

ونجحت السياسة الخارجية المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة مصر في 8 يونيو ٢٠١٤م في تحقيق انطلاقة جديدة على مختلف المحاور؛ لعل من أهمها الحصول على مقعدٍ غير دائم في مجلس الأمن، رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، رئاسة القمة العربية،  الجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغيّر المناخ، اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي. 
لقد أثمر جهود الرئيس السيسى فى تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية، جنبا الي جنب مع تحقيق المصالح الوطنية للدولة في المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية. 

كما ساهم الرئيس السيسى في تحقيق متطلبات الأمن القومي المصري وتعزيز القدرات المصرية في كل المجالات، وتوفير الدعم الخارجي والتعاون الدولي مع جهود التنمية الشاملة التي تشهدها مصر حالياً. 
 العلاقات مع القوي الكبري 

عمل الرئيس السيسى منذ توليه للحكم علي توطيد العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة،وهو ما انعكس فى إطلاق آلية الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية التشاور وتبادل الرؤي وحل الأزمات على الساحتين الإقليمية والدولية، وهو الأمر الذى انعكس جليا فى الزيارات الأخيرة لوزير الخارجية سامح شكري فى الأسابيع الأخيرة الولايات المتحدة ومقابلاته لأعضاء الكونجرس ودوائر صنع القرار الأمريكي لعرض الرؤي المصرية لقضايا وازمات الشرق الأوسط وخاصة القضية السورية والموقف من إيران. 

 

وشهدت العلاقات المصرية الأمريكية طفرة كبيرة، حيث إن التنسيق المصري الأمريكي، يمثل جزءًا مهمًا في استراتيجية التعاون مع القضايا والملفات، خاصةً فيما يتعلق بالملف الأهم والأكبر في المنطقة، وهو الإرهاب الدولي، والتنظيمات الإرهابية، والأفكار المتطرفة.  
وفى الوقت نفسه فتحت مصر آفاقًا جديدة للعلاقات مع قوى كبرى أخرى، مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، وقد أوضحت أزمة غزة في مايو ٢٠٢١. 

كما عملت مصر تحت قيادة الرئيس السيسى على تنسيق جهود التعاون مع القوي الكبري فى العديد من القضايا العامة لعل أهمها مكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة ومؤسساتها في مناطق الأزمات والصراعات، وكذلك تكثيف النشاط في عدد من الدوائر غير التقليدية للتحرك الخارجي، والحفاظ على العلاقات التاريخية مع العديد من دول العالم. 

كذلك عمل الرئيس السيسى على إقامة علاقات قوية ومتوازنة مع دول الجوار خاصة بعد اكتشاف حقل ظهر في السواحل المصرية عام ٢٠١٥، والذى يعد أكبر الاكتشافات على الإطلاق بمنطقة شرق المتوسط، وهو ما انطوي على تعاون اقتصادي مع اليونان وقبرص والعديد من دول البحر المتوسط وهو الأمر الذى تبلور فى منتدي شرق المتوسط. 

كذلك شاركت مصر دول العالم وخاصة دول أوروبا فى جهودها نحو العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل قضايا تغير المناخ وهو انعكس فى تواجد الرئيس السيسى فى قمة المناخ الأخير والتى عقدت فى مدينة جلاسجو الاسكتلندية مؤخراً، وطلب مصر استضافة القمة المقبلة. 

 العلاقات المصرية العربية 

 عززت مصر أوجه التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، مع الدول العربية وكذلك بحث سبل مكافحة الإرهاب، وهو ما بدا ظاهراً في تأكيد القيادة السياسية مرارًا وتكرارًا، على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن الدولة المصرية.
وبذلت مصر تحت قيادة السيسي جهودًا حثيثة لوقف نزيف الدم السوري، وتمّ عقد "مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية" في يناير 2015م، ثم عُقد مؤتمر ثانٍ موسّع بالقاهرة في يونيو 2015م؛ صدرت عنه وثيقتا "خارطة الطريق" و"الميثاق الوطني السوري".

كما شاركت مصر في اجتماعات اللجنة المصغرة الدولية المعنية بسوريا على المستويين الوزاري وكبار المسئولين، مع تواصل مساعيها الرامية إلى حثِّ القوى الدولية والأطراف السورية على دفع المسار السياسي. 
وتواصل مصر جهودها في استضافة اللاجئين السوريين الذين تُقدّر أعدادهم بحوالي نصف مليون شخص.
كما استضافت مصر وعقدت العديد من الاجتماعات مع مختلف الأطراف الليبية، وخاصةً البرلمانيين الليبيين، وكذا القوى الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة في ليبيا، فضلًا عن المشاركة بالمؤتمرات الإقليمية والدولية حول ليبيا.

شهد عام 2019م تدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن عبر عقد القمة الأولى لزعماء الدول الثلاث بمشاركة الرئيس السيسي بالقاهرة في 24 مارس 2019م، والتي تم الاتفاق خلالها على دفع التعاون والتنسيق والتكامل بين الدول الثلاث في مختلف المجالات. فيما عُقدت القمة الثلاثية الثانية بمشاركة الرئيس السيسي على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 22 سبتمبر 2019م.
كما دعمت مصر المؤسسات الشرعية فى السودان وأكدت على احترامها للمؤسسات السودانية والتأكيد على دعمها  لأمن واستقرار وسلامة الأراضي السودانية بعد الأزمات الأخيرة. 

 

 العلاقات المصرية الأفريقية 
عمل الرئيس السيسى فى هذا الجانب وخاصة فى السنوات الأخيرة على إعادة إحياء العلاقات المصرية  الإفريقية من جديد، كما وصلت هذه العلاقات ذروتها عندما تولت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لمدة عام، وهو ما انعكس بوضوح فى زيارة الرئيس السيسي للبلدان التي رأى في زياراتها دفعة للعلاقات بينها وبين مصر، وبالفعل نجح في ذلك الأمر الذي قابله مساندة من بعض البلدان الإفريقية للقضية المصرية بشأن سد النهضة،وكذلك زيارات الرؤساء الأفارقة لمصر والتى كان آخرها زيارة رئيسة تنزانيا لمصر، والتى ام تخف إعجابها وتأثرها بالتجربة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي. 
لقد عمل الرئيس السيسى على خلق آليات جديدة  للتحرك المصري تجاه بلدان القارة الأفريقية، وحرص على تنوعها بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصري الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين في عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب في المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات الصندوق الفني للتعاون مع إفريقيا التابع لوزارة الخارجية المصرية.

 العلاقات المصرية الآسيوية 
حرص الرئيس السيسى على التوجه نحو آسيا، كتوجه جديد لمصر غاب لعقود، وهو ما انعكس في العديد من زيارات الرئيس السيسي لدول القارة، ومنها الهند، واليابان، والصين، وسنغافورة، وغيرها. 
بدا واضحا من خلال تلك الزيارات ان الرئيس السيسى يسعي لنقل التجارب الناجحة فى هذه الدول فى شتي المجالات إلي مصر، جنبا إلي جنب مع الاستفادة من خبرات وقدرات وإمكانيات تلك الدول فى دفع عجلة الإنتاج وتحقيق النمو الاقتصادى لمصر. 

كما انعكس تطور العلاقات المصرية  الآسيوية، وتجسدت في جولات الرئيس الآسيوية وزياراته الرسمية إلى كل من سنغافورة والصين وإندونيسيا ودول كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام، والتي استهدفت الاستفادة جميعها من خبرات وتجارب هذه الدول فى المجالات التنموية والتعليم والصناعة وتنمية الاقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات، وأثمرت توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في هذه المجالات.

Dr.Radwa
Egypt Air