أكد الدكتور عباس شراقي، مدير مركز تنمية الموارد الطبيعية بأفريقيا، بمعهد بحوث الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، أن الممر الملاحي من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط، ممرًا ضروريًا لتنمية الدول التي يمر بها هذا الممر، وعلى رأسها أوغندا وجنوب السودان والسودان ومصر وبقية دول القارة، باعتباره ممر نقل لهم، فهناك ارتباط كبير بهذا الممر الملاحي والطريق البري الرئيسي بين القاهرة وكيب تاون.
وقال شراقي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، إن هذا الممر الملاحي له أهمية كبرى، خاصة بالنسبة لدول المنبع مثل أوغندا وجنوب السودان لأن هذه الدول لديها أمطار غزيرة جدًا معظم أيام العام، وبسبب هذه الأمطار تقطع الطرق البرية جميعًا، ما يؤدي إلى توقف حركة النقل بالنسبة للبضائع والأغذية وحتى الأفراد، ما يؤدي إلى حدوث أزمات قد تصل للمجاعة.
وأضاف أنه بالتالي عمل ممر نهري سيجعل عملية النقل لا تتأثر بسقوط الأمطار، لأن وجود البواخر في النهر لن يعوقه وجود أمطار غزيرة عكس الطرق البرية والسكك الحديدية، كما أن هناك بعض الأماكن الملاحية موجودة حاليًا ويتم استخدامها على طول هذا الممر، خاصة وأن المسافة بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط تقدر بنحو 4 آلاف كيلو متر كخط مستقيم، ولكن الممر الآن يكون خط مستقيم فبالتالي ستكون المسافة أكبر.
وأشار إلى أن هناك بعض المناطق في مجرى نهر النيل تستخدم بالفعل كملاحة، ولكن هناك مناطق أخرى يصعب استخدامها، بسبب وجود الجنادل والشالالات، وبالتالي سيتم تطوير هذه الأماكن لتصلح للملاحة، وأيضا سيكون مع الممر الملاحي طرق برية لأن هناك بعض الأماكن يصعب فيها الملاحة ويصعب تطويرها حتى، لذلك في هذه المناطق سيتم نقل هذه البضائع بريًا ثم مواصلة الطريق الملاحي مرة أخرى.