قالت السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية سابقًا إن الأزمة القطرية لها أبعاد كثيرة وليست أزمة بين عدد من الدول أو مع منطقة الخليج فقط ، فهي ذات أبعاد دولية امتدت من مصر إلى ليبيا إلى اليمن وأوروبا التي شهدت موجات من الحوادث الإرهابية خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت علام ، وهي كذلك عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ، إلى خطورة موقف قطر من حيث مساندتها ودعمها للإرهاب ماليًا وإعلاميا ولوجستيا ، مؤكدة على تحركات الأطراف المستفيدة بالدعم وهي أطراف لن ترضى بالخسارة أو الإستكانة أو حتى التراجع ، وبالتالي نجد هنا تأثيرا مزدوجا في كلا الاتجاهين على موقف قطر ؛ فدولة قطر الآن في موقف لا تحسد عليه.
وتوقعت علام تصرف قطر في هذه الحالة قائلة" يمكن أن تسير وفقًا لأكثر من سيناريو ، فقد تحتج بأنها دولة ذات سيادة ولا تحتاج الى وصاية وأن لديها كل أركان الدولة القوية - من وجهة نظرها - وبالتالي لن ترضخ لهذه الأمور ، وهذا قد يكون مؤشرا لأن تنحرف تماما نحو إيران ، ونحن في الفترة الأخيرة نعترف بأن إيران مصدر وراع للإرهاب في المنطقة والعالم كله".
وأضافت " يمكن أن تسير قطر وفقًا لسيناريو آخر ، حيث يمكن أن يحدث تغيير في سدة الحكم بها أو يحدث نوع من التفاهم داخل العائلة الحاكمة ، حيث يتفق تميم مع صناع القرار".
وفي سياق متصل ، قالت مساعد وزير الخارجية سابقًا " إنه من الممكن أن يصرح تميم باستعداده للحوار والاتفاق مع الأطراف الأخرى ، وهي الأطراف التي قطعت علاقتها مع قطر وعلى رأسها دول منطقة الخليج وأكبرها السعودية ودولة الإمارات ، ونجد أن هناك أطرافا كثيرة عرضت الوساطة منها السودان والتي قد تكون متفهمة أو متماشية مع الإخوان أو تيار الإسلام السياسي ، وعرضت تركيا أيضًا الوساطة ، لكن الآن تركيا تعتبر شهادتها مجروحة ولن نستطيع تقبلها".
وأضافت " نجد أن الرئيس فلاديمير بوتين تواصل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير تميم والملك محمد بن سلمان ، ودعا إلى التهدئة والتواصل من أجل إيجاد حل ، ونجد أيضًا الولايات المتحدة كانت في مرحلة ما تقول إنها تعتزم نقل القاعدة الأمريكية من قطر الى الإمارات لكنها تراجعت عن هذا القرار ، وهذا له أسبابه واعتباراته الاقتصادية والاستراتيجية ، ومن خلال ذلك تستطيع أن تستنزف القدرات الروسية وتعزز القدرات الإسرائيلية وليس من مصلحتها أن تهدأ المنطقة العربية لأن هناك أطرافا تحقق مكاسب كثيرة من وراء ذلك".
وأشارت إلى قيام كل من أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أيضًا بزيارات للسعودية لمعرفة ما المطلوب في حل الأزمة مع قطر.
من ناحية أخرى ، إقترحت السفيرة جيلان علام أن يقوم بالوساطة لحل الأزمة القطرية شخصية عربية بارزة مثل عمرو موسى أو نبيل العربي ، باعتبار أن كلا منهما كان يشغل منصب الأمين العام للجامعة العربية وله باع طويل في الدبلوماسية العربية.