الأحد 16 يونيو 2024

فيسك: علاقات قطر بالإرهاب تثير قلق السعودية

8-6-2017 | 21:41

كتبت: ميادة محمد 

حاول الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك،أن يوضح الأسباب الحقيقية وراء الأزمة بين قطر، والدول العربية؛ مشيرا إلى أنها أثبتت الانهيار التام للوحدة السنية، التي يفترض نشأتها مع حضور دونالد ترامب لقمة الرياض قبل أسبوعين.

وأوضح فيسك، في مقاله بصحيفة «إندبندنت»، البريطانية، أن المملكة العربية السعودية وعدت بقتال الإرهابيين الشيعة الإيرانيين حتى الموت، بعدها دخلت في أزمة مع قطر، التي تعد مصدرا للإرهاب. 
وأشار فيسك إلى أن مواطنين قطريين مولوا داعش بالفعل، وكان الزعيم السابق للقاعدة أسامة بن لادن، يخص وسائل الإعلام القطرية؛  ببرامجه الشخصية، وهي القناة ذاتها التي حاولت أن تضفي أخلاقا زائفة لتنظيم القاعدة، ولا سيما فرعه في سوريا، المتمثل في جبهة النصرة، من خلال السماح لزعيمه بساعات من البث المجاني، لشرح وجهة نظره، والدفاع عن تنظيمه، وكيف أنه جماعة معتدلة ومحبة للسلام.

 ولفت فيسك إلى أن الأزمة بدأت بعد الاختراق المزعوم لوكالة الأنباء القطرية، التي نشرت بعض التصريحات غير المؤكدة، والمؤلمة لأمير قطر، حول الحاجة للحفاظ على العلاقات مع إيران، بينما نفت الدوحة صحة هذه القصة، لكن السعوديون أكدوا صحتها؛ مما زاد الأزمة، في ظل ما لديهم من قلق حول تطور علاقات الدوحة، وطهران. 
وأوضح فيسك أن هناك ما يدعو السعوديين للقلق، فإذا كانت الكويت بعيدة عن هذه الأزمة، وتحاول أن تقوم بدور الوسيط، فإن هناك مشكلة تتعلق بقرب إمارة دبي من إيران، والأكثر من ذلك أنه يوجد بها عشرات الآلاف من المغتربين الإيرانيين، كما أن عُمان قامت بمناورات مشتركة مع إيران قبل شهرين، وكانت باكستان منذ فترة رفضت إرسال جيشها لمساعدة السعوديين في اليمن.
ويشاع أيضا أن قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال رحيل شريف، ينوي الاستقالة من رئاسة التحالف الإسلامي، الذي ترعاه السعودية لمكافحة الإرهاب.
ويرى فيسك أنه بالنظر أبعد قليلا، يمكن القول إن هناك ما يقلق السعوديين حقا، حيث تحتفظ قطر بعلاقات هادئة مع نظام الأسد، وساعدت في تأمين الإفراج عن الراهبات المسيحيات السوريات من أيدي جبهة النصرة، كما ساعدت في إطلاق سراح الجنود اللبنانيبن من أيدي داعش في غرب سوريا، والدليل على ذلك أنه بعد تحرير الراهبات، شكرن كلا من بشار الأسد، وتميم بن حمد.

ووفقا لفيسك هناك شكوك متزايدة في الخليج بأن قطر لديها طموحات أكبر بكثير من التوقعات، تتمثل في تمويل إعادة بناء سوريا بعد الحرب، وفي هذه الحالة حتى لو ظل الأسد رئيسا فإن ديون دمشق للدوحة ستضعها تحت السيطرة الاقتصادية القطرية؛ وهذا من شأنه أن يعطى قطر مكافأتين ذهبيتين، الأولى هي أن يكون لها إمبراطورية كبيرة، والثانية أن هذه الأراضي السورية الواسعة سيزيد بريقها، حيث ترغب العديد من شركات النفط في استخدامها كخط أنابيب من الخليج إلى أوروبا عبر تركيا، أو عبر ناقلات ميناء اللاذقية السوري.
وبالنسبة للأوروبيين فإن مثل هذا الطريق من شأنه أن يقلل من فرص الابتزاز النفطي الروسي، ويجعل طرق النفط البحرية لأقل عرضة للخطر، إذ لن يكون على السفن التحرك عبر خليج هرمز. 
وقال فيسك: «إذا تجنبت كل الافتراضات، واتضح عدم تأثير أمريكا حاليا على كل من تميم ووالده، فقد تتوجه قوة عسكرية سعودية إلى قطر، وحينها سوف تتمسك الرياض بحل الغاز السائل في الدولة، لكن الكاتب البريطاني، أكد أن السعوديين المحاربين للإرهاب، والمحبين للسلام لن يفكروا في مثل هذا المصير لدولة عربية. 
وأعرب فيسك عن أمله في أن تكون الخطوط الجوية القطرية في الوقت الحالي، هي الشيء الوحيد الذي يتم قطعه في الجسم القطري، فيما يتعلق بالعلاقات مع جيرانها العرب.