الثلاثاء 21 مايو 2024

مع‭ ‬المشير


مفيد فوزى

مقالات21-11-2021 | 13:57

مفيد فوزى

لقد‭ ‬كنت‭ ‬أنطوى‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬كبير‭ ‬وشديد‭ ‬للمشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬جدا‭ ‬وأتذكر‭ ‬أننى‭ ‬مرة‭ ‬كنت‭ ‬عند‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬محمد‭ ‬حسنى‭ ‬مبارك‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬أجرى‭ ‬معه‭ ‬حديثا‭...‬وفى‭ ‬نظرة‭ ‬خاطفة‭ ‬رأيت‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬والرئيس‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭ ‬قادمين‭ ‬لمقابلة‭ ‬الرئيس‭ ‬وأنا‭ ‬لفت‭ ‬نظرى‭ ‬سمرة‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬سمرة‭ ‬أهل‭ ‬النوبة‭, ‬السمرة‭ ‬الجميلة‭ ‬التى‭ ‬تشى‭ ‬بقلب‭ ‬أبيض‭.‬

فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬حدث‭ ‬بينى‭ ‬وبين‭ ‬اللواء‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬مناقشة‭ ‬حول‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬حوارا؟‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬نعرض‭ ‬الفكرة‭.‬ومرت‭ ‬أيام‭ ‬ومرت‭ ‬أسابيع‭ ‬ومرت‭ ‬أشهر‭ ‬طويلة‭ ‬وأنا‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭.‬وفى‭ ‬اللحظة‭ ‬التى‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬سيادة‭ ‬اللواء‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭: ‬لقد‭ ‬تحدد‭ ‬ميعادك‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬صباحا‭ ‬فى‭ ‬مكتب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬بدأت‭ ‬أجمع‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى،‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬موضوع‭ ‬ليس‭ ‬بالسهل‭ ‬وجمع‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬عسكرى‭ ‬ليس‭ ‬بالسهل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لأنه‭ ‬الشخص‭ ‬المدنى‭ ‬اسأل‭ ‬جوجل‭ ‬وهو‭ ‬منبع‭ ‬المعرفة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭  ‬سابقا‭ ‬كنت‭ ‬عندما‭ ‬أود‭ ‬إجراء‭ ‬حوارا‭ ‬مع‭ ‬شخصية‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬الكتب‭ ‬وأبحث‭ ‬وأقرأ‭ ‬وفى‭ ‬تلك‭ ‬المرة‭ ‬سألت‭ ‬اللواء‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬حوالى‭ ‬50‭ ‬سؤالا‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يخبرنى‭ ‬وأسأله‭ ‬هو‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬العسكرية‭ ‬الألمانية‭ ‬أو‭ ‬الفرنسية‭ ‬أو‭ ‬الإنجليزية‭ ‬فقال‭ ‬لى‭ ‬سـألته‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬فقال‭ ‬لى‭: ‬يا‭ ‬سمير‭ ‬العسكرية‭ ‬الألمانية‭ ‬تتسم‭ ‬بالحزم‭ ‬الشديد،‭ ‬ثم‭ ‬تقابلت‭ ‬مع‭ ‬اللواء‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬فأفصح‭ ‬لى‭ ‬عن‭ ‬شىء‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتخيله‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬معجب‭ ‬وبشدة‭  ‬بأعظم‭ ‬الشعراء‭ ‬العرب‭ ‬القدامى‭ ‬وهو‭ ‬أبو‭ ‬الطيب‭ ‬المتنبى‭ ‬فاندهشت‭ ‬جدا‭.. ‬

وأنا‭ ‬مدرستى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬الشخصية‭ ‬التى‭ ‬أجرى‭ ‬معها‭ ‬الحوار‭ ‬وأرص‭ ‬المعلومات‭ ‬أمامى‭ ‬فهى‭ ‬المفاتيح‭ ‬الهامة‭ ‬للحوار‭ ‬فأخذت‭ ‬المعلومة‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬المجمع‭ ‬اللغوى‭ ‬وقابلت‭ ‬شباب‭ ‬سألتهم‭ ‬ما‭ ‬فضل‭ ‬المتنبي‭ ‬على‭ ‬الشعر‭ ‬ما‭ ‬قيمة‭ ‬المتنبي‭ ‬كشاعر؟‭ ‬سألتهم‭ ‬بما‭ ‬يتميز‭ ‬المتنبي‭ ‬سألتهم‭ "‬يعنى‭ ‬إيه‭ ‬المتنبي؟‭.‬

سالتهم‭ ‬ما‭ ‬وزنه‭ ‬بين‭ ‬الشعراء‭ ‬سألتهم‭ ‬أيهما‭ ‬أكثر‭ ‬شعرا‭ ‬المتنبي‭ ‬أم‭ ‬أبى‭ ‬علاء‭ ‬المعرى‭ ‬سألتهم‭ ‬الذين‭ ‬يعجبون‭ ‬بالمتنبي‭ ‬ماذا‭ ‬تكون‭ ‬شخصياتهم‭ ‬وصفاتهم؟‭ ‬سألتهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬سؤال‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭.‬

ثم‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المكتبات‭ ‬بوسط‭ ‬البلد‭ ‬واشتريت‭ ‬مجموع‭ ‬كتب‭ ‬للمتنبي‭ ‬وطلبت‭ ‬منه‭ ‬تغليفها‭ ‬جيدا‭ ‬وبطريقة‭ ‬محترمة‭  ‬تليق‭ ‬بالمشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬ثم‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬الموعد‭ ‬وبالطبع‭ ‬عسكريا‭ ‬وأمنيا‭ ‬سئلت‭ ‬ما‭ ‬هذه؟‭ ‬فطلبوا‭ ‬منى‭ ‬تركها‭ ‬فى‭ ‬سيارتى‭ ‬ولكنى‭ ‬قلت‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬أريدها‭ ‬لسيادة‭ ‬المشير‭.‬

ووضعتها‭ ‬بجانبي‭ ‬وأجريت‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬وكان‭ ‬سلسا‭ ‬وجميلا‭ ‬وراقيا‭ ‬وسالته‭ ‬كل‭ ‬الأسئلة‭ ‬التى‭ ‬أرنو‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬المعرفة‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬سألته‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬ما‭ ‬الذى‭ ‬يأخذه‭ ‬أو‭ ‬ينتشله‭ ‬من‭ ‬العسكرية‭ ‬الصارمة‭ ‬واعترف‭ ‬لى‭ ‬بأنه‭ ‬يحب‭ ‬الشاعر‭ ‬المتنبي‭.‬

سألته‭ ‬مالذى‭ ‬تحبه‭ ‬فى‭ ‬المتنبي‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬الحصافة،‭ ‬الحكمة،‭ ‬الرقى‭ ‬فى‭ ‬التعبير،‭ ‬سألته‭ ‬يعنى‭ ‬إيه‭ ‬يا‭ ‬فندم‭ ‬المتنبي؟‭ ‬قال‭ : ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬ربوة‭ ‬أو‭ ‬شىء‭ ‬عال‭.‬

سألته‭ ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬فى‭ ‬المتنبي‭ ‬متنفسا‭ ‬جيدا؟

قال‭: ‬نعم‭ ‬أراه‭ ‬شاعرا‭ ‬يملك‭ ‬الحكمة‭ ‬والدراية‭ ‬بالحياة‭.‬

هل‭ ‬ترى‭ ‬الشاعر‭ ‬المتنبي‭ ‬حياته‭ ‬واحدة؟

قال‭: ‬لا‭ ‬هى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحيوات‭ ‬حياته‭ ‬كشاعر،‭ ‬حياته‭ ‬كإنسان،‭ ‬وإلى‭ ‬آخره‭.‬

لماذا‭ ‬كان‭ ‬بعض‭ ‬الشعراء‭ ‬يحب‭ ‬الشاعر‭ ‬المتنبي‭ ‬مثل‭ ‬أبى‭ ‬العلاء‭ ‬المعرى؟

قال‭: ‬لأن‭ ‬المتنبي‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬حكمة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭.‬

ما‭ ‬الذى‭ ‬أوقعك‭ ‬فى‭ ‬حب‭ ‬المتنبي؟

قال‭: ‬لست‭ ‬أدرى‭ ‬ولكنى‭ ‬متأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬أبيات‭ ‬قرأتها‭ ‬لهذا‭ ‬الشاعر‭ ‬بحثت‭ ‬بعدها‭ ‬عن‭ ‬دواويينه‭.‬

‭ ‬قلت‭ ‬له‭ ‬يا‭ ‬فندم‭... ‬أنت‭ ‬الرجل‭ ‬العسكرى‭.‬

قال‭ : ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬العسكرى‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬مذاق‭ ‬شخصى،‭ ‬فى‭ ‬الأدب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أنا‭ ‬أحب‭ ‬فلان‭ ‬الكاتب،‭ ‬فلان‭ ‬القصاص‭.‬

قلت‭ ‬له‭ ‬أخبرنى‭ ‬من‭ ‬فلان‭ ‬وفلان‭ ‬يا‭ ‬فندم؟

قال‭: ‬لا،‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬يغضب‭ ‬الآخرين‭ ‬لو‭ ‬ذكرت‭ ‬شخصا‭ ‬واحدا‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنى‭ ‬أحب‭ ‬الروائى‭ ‬فلان‭ ‬وأحب‭ ‬المحلل‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬العسكرى‭ ‬فلان،‭ ‬أحب‭ ‬الكاتب‭ ‬فلان،‭ ‬فكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬يمثلون‭ ‬عندى‭ ‬مذاقا‭ ‬شخصيا‭ ‬خارج‭ ‬العسكرية‭.‬

قلت‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬إذن‭ ‬حضرتك‭ ‬وأملت‭ ‬بجسمى‭ ‬أحضرت‭ "‬الشيلة‭" ‬ووضعتها‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬أنا‭ ‬أحضرت‭ ‬لسيادتك‭ ‬دواوين‭ ‬للمتنبى‭ ‬فلمعت‭ ‬عينه‭ ‬وقال‭ ‬بخجل‭ "‬ليه‭ ‬كده‭ ‬ليه‭ ‬بس‭" ‬فقلت‭ ‬هذا‭ ‬أبسط‭ ‬شىء‭ ‬أقدمه‭ ‬لوزير‭ ‬دفاع‭ ‬مصر‭ ‬المتذوق‭ ‬للأدب‭.‬
لم‭ ‬يمض‭ ‬سوى‭ ‬يومين‭ ‬وطلبت‭ ‬لمكتب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬وقالوا‭ ‬لى‭ ‬المخابرات‭ ‬الحربية‭ ‬معترضة‭ ‬على‭ ‬اللقطة‭ ‬التى‭ ‬بها‭ ‬كلام‭ ‬عن‭ ‬المتنبي‭ ‬والهدية‭ ‬نفسها‭.‬

فأنا‭ ‬قلت‭ ‬للسيد‭ ‬مدير‭ ‬المخابرات‭ ‬وكان‭ ‬متواجدا‭ ‬آنذاك‭ ‬أنا‭ ‬يا‭ ‬فندم‭ ‬أخاطب‭ ‬الكتيبة‭ ‬العسكرية‭ ‬أنا‭ ‬كمفيد‭ ‬فوزى‭  ‬وأخاطب‭ ‬المثقف‭ ‬المصرى‭ ‬وأخاطب‭ ‬أيضا‭ ‬الإنسان‭ ‬العادى‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكتيبة‭ ‬العسكرية‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬دواعى‭  ‬فخرها‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬دفاع‭ ‬مصر‭ ‬الرجل‭ ‬العسكرى‭ ‬لديه‭ ‬إعجاب‭ ‬كامل‭ ‬وشامل‭ ‬بالشاعر‭ ‬المتنبي‭ ‬والمتنبي‭ ‬شاعر‭ ‬حصيف،‭ ‬شاعر‭ ‬الحكمة،‭ ‬ثانيا‭ ‬أخاطب‭ ‬المثقفين‭ ‬أقول‭ ‬للمثقف‭ ‬المصرى‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬دفاعه‭  ‬لديه‭ ‬حس‭ ‬أدبي‭ ‬شديد‭ ‬بدليل‭ ‬حبه‭ ‬للشاعر‭ ‬المتنبي‭ ‬ويقدره‭ ‬ويقرؤه‭ ‬وينتشله‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬إحساس‭ ‬بالملل‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يقرأ‭ ‬الدواوين‭ ‬بشكل‭ ‬شغوف‭ ‬وهو‭ ‬مذاق‭ ‬شخصى‭ ‬شديد‭ ‬الاحترام‭.‬

أما‭ ‬القارئ‭ ‬العادى‭ ‬أو‭ ‬الإنسان‭ ‬العادى‭ ‬فهو‭ ‬فى‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬يعيش‭ ‬مع‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬أيضا‭ ‬يعجب‭ ‬بأنه‭ ‬قارئ‭ ‬للشعر‭ ‬هاضما‭ ‬للأدب‭ ‬العربي‭.‬

فهنا‭ ‬وجه‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬حديثه‭ ‬لمدير‭ ‬المخابرات‭ ‬قائلا‭:   ‬ما‭ ‬رأيك؟‭ ‬فقال‭ ‬مدير‭ ‬المخابرات‭:‬

‭ ‬يذاع‭ ‬البرنامج‭ ‬دون‭ ‬حذف‭ ‬وأذيع‭ ‬البرنامج‭ ‬بعد‭ ‬مرافعتى‭ ‬المتواضعة‭ ‬دون‭ ‬حذف‭.‬

وأود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬أنه‭ ‬ظلت‭ ‬علاقتى‭ ‬عميقة‭ ‬جدا‭ ‬بالمشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬لأنى‭ ‬لامست‭ ‬جانبا‭ ‬خاص‭ ‬جدا‭ ‬معه‭.‬

فلم‭ ‬يجر‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬حوارا‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬سواى‭ ‬لذلك‭ ‬يظل‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬بمثابة‭ ‬الوثيقة‭.‬

وأنا‭ ‬مع‭ ‬مضى‭ ‬الأيام‭ ‬عرفت‭ ‬الأيام‭ ‬الصعبة‭ ‬القاسية‭ ‬التى‭ ‬عاشها‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬أثناء‭ ‬الانتقال‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬الإخوان‭ ‬وكنت‭ ‬مطمئنا‭ ‬جدا‭ ‬لأنه‭ ‬رأس‭ ‬المجلس‭ ‬العسكرى‭ ‬الذى‭ ‬خرج‭ ‬منه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬كنت‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬بين‭ ‬المشير‭ ‬والضابط‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ "‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭"‬علاقة‭ ‬محترمة‭ ‬عميقة‭ ‬أساسها‭ ‬تبادل‭ ‬الاحترام،‭ ‬وأتذكر‭ ‬أنى‭ ‬حضرت‭ ‬مرة‭ ‬إحدى‭  ‬الندوات‭ ‬التثقيفية‭ ‬العسكرية‭ ‬وقابلت‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬وهو‭ ‬فكرنى‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬أنت‭ ‬الذى‭ ‬اكتشفت‭ ‬حدوتة‭ ‬المتنبي‭ ‬وكيف‭ ‬اكتشفتها‭ ‬ومن‭ ‬أخبرك؟

فقلت‭ ‬له‭ ‬دى‭ ‬شطارة‭ ‬الصحفى‭ ‬يا‭ ‬فندم‭.‬