بسطور من نور نكتب عن أحد رجال مصر العظماء الذين أثرو في تاريخها الحديث والمعاصر, نكتب عن المشير أركان حرب محمد حسين طنطاوي الذي ولد في عام 1935 في عابدين, لأسرة نوبية من محافظة أسوان, صعيدي النشأة من أحد أقاليم مصر العظيمة.
وفيما يلي بعض من المحطات المهمة للمشير طنطاوي:
المحطة الأولى : أهم الحروب التي خاضها. خاض المشير طنطاوي خمسة حروب منها أربعة حروب عسكرية ضد إسرائيل فهو أحد أبطال حرب 1956، وشارك في حرب 1967، ثم جاءت بعدها حرب الاستنزاف بين الجيش المصري والإسرائيلي، وهي فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة المصرية استعاد فيها الجيش المصري بناء قواته ومهد لحرب النصر العظيمة حرب السادس من أكتوبر 1973، وكان المشير طنطاوي قائد الكتيبة (16 مشاة) في حرب 1973، وكان برتبة مقدم آنذاك، والحرب الخامسة التي شارك فيها المشير طنطاوي هي حرب تحرير الكويت عام 1991، وكان رئيساً لهيئة عمليات القوات المسلحة.
المحطة الثانية: نعرض فيها نبذة عن أهم المناصب التي تقلدها في الجيش المصري.
شغل المشير محمد حسين طنطاوى مناصب قيادية عديدة فى القوات المسلحة، حيث كان رئيسا لهيئة العمليات وفرقة المشاة، وفي عام 1975عين ملحقاً عسكرياً لمصر فى باكستان وبعدها فى أفغانستان، وفى عام 1987 تولى منصب قائد الجيش الثانى الميداني، ثم قائد قوات الحرس الجمهورى عام 1988 حتى أصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع عام 1991 برتبة فريق، وعقب شهر واحد أصدر الرئيس الأسبق مبارك قرارًا بترقيته إلى رتبة فريق أول، كما صدر قراراً جمهورياً بنهاية عام 1993 بترقيته إلى رتبة المشير ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى، وترأس المجلس العسكري في فترة فارقة في تاريخ مصر الحديث، بعد تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011، وظل يشغل هذا المنصب حتى قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستوري وتسلم منصبه في 1 يوليو 2012.
المحطة الثالثة : أهم سمات وصفات المشير.
من أهم سمات وصفات المشير، لطيف ومهذب هكذا وُصف في برقية من برقيات الخارجية الأمريكية كشف عنها النقاب موقع ويكيليكس، كما وصفه فخامة الرئيس السيسي بالرجل العظيم الذي قاد مصر في أصعب الفترات وبأنه رجل له صفات الأبطال، ووصفه بالأب والمعلم.
فعلا المشير طنطاوي جمع في مسيرته أهم الصفات التي تساعد على النجاح فمن أهم صفات الأب الاحتواء ومن أهم صفات المعلم الأمانة.
فالرجولة في أسمى معانيها كان للمشير نصيباً منها.
قال تعالى
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) سورة الأحزاب آيه 23
المحطة الرابعة : إدارة البلاد في الفترة التي أعقبت ثوة 25 يناير.
بعد تنحي الرئيس السابق مبارك وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد برئاسة المشير طنطاوى، بعد أحداث ثورة 25 يناير2011، وبموجب البيان الخامس الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أصبح المشير "محمد حسين طنطاوى" الحاكم الفعلى لمصرعقب ثورة 25 يناير وممثلاً للجمهورية فى الداخل والخارج.
وتولى المشير أمور البلاد في هذه الفترة بمنتهى الحكمة والقدرة والكفاءة والرؤية الثاقبة والتخطيط المثالي، واستطاع أن ينجو بوطننا الغالي مصر من الوقوع في براثن المخططات التي حاكت بمصر وبدول الشرق الأوسط، رغم كل المحاولات التي تعرضت لها القوات المسلحة في هذه الفترة من مخططات الغرض منها زلزلة البلاد إلا أن الجيش بقيادة الرجل العظيم المشير طنطاوي كان حائط الصد الذي يتلقى الضربات عن الشعب.. واستطاع المشير، أن يحافظ على هيبة ومكانة القوات المسلحة المصرية فى العالم.
المحطة الخامسة: الأوسمة والأنواط.
نال المشير طنطاوي العديد من الأوسمة والأنواط العسكرية على سبيل المثال منها:
وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكرى، ونوط الاستقلال العسكري، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكري من الطبقة الثانية بعد حرب أكتوبر، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الممتازة، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة السعودية، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يوم الجيش، كما نال المشير طنطاوي أيضاً أوسمة مدنية ومنها قلادة النيل، ووسام الجمهورية التونسية.
المحطة السادسة: إنجازات رياضية، بطولات المنتخب العسكري في كرة القدم.
حصل المنتخب العسكري لكرة القدم، في عهد المشير طنطاوي في فترة توليه وزير الدفاع في الجيش المصري خلال الفترة من 1991 إلى 2012 على 5 كؤوس في كرة القدم لكأس العالم العسكرية، في كل من عام 1993، 1999، 2001، 2005، 2007.
المحطة الأخيرة: رحل عن عالمنا المشير طنطاوي في 21 سبتمبر 2021، عن عمر يناهز 85 عاماً، وأُعلن الحداد الرسمي ثلاثة أيام، وأقيمت له جنازة عسكرية خرجت من مسجده مسجد المشير طنطاوي، وتقرر تسمية قاعدة الهايكستيب العسكرية باسمه.
هكذا يجب أن يسطر التاريخ سيرة عظماء مصر بسطور من نور، لكي يتضح لأبناءنا وللأجيال القادمة المعرفة التامة عن إنجازات هذا الجيل الرائد وكيف أن القيادة لا تنبع من فراغ وإنما تنبع من خلال جهد ومثابرة وإيمان بالدور الذي يقومون به، ولكي يتعرفوا على أهم إنجازات الشخصيات التي أثرت في تاريخ بلدنا العظيمة مصر.