الجمعة 21 يونيو 2024

المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬والعبور‭ ‬الآمن‭ ‬


د . رانيا أبوالخير

مقالات21-11-2021 | 14:50

د . رانيا أبوالخير

في‭ ‬خضم‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اللا‭ ‬يقين‭ ‬عاشتها‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬حينما‭ ‬نزل‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬احتفالات‭ ‬عيد‭ ‬الشرطة‭ ‬لتقديم‭ ‬مطالبهم؛‭ ‬بعضها‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاحتياجات‭ ‬المعيشية‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بممارسات‭ ‬الشرطة‭.

‬ورغم‭ ‬محدودية‭ ‬المطالب‭ ‬وكذلك‭ ‬محدودية‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬تفاقمت‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وغير‭ ‬محدود،‭ ‬إذ‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تضاعفت‭ ‬الأعداد‭ ‬وتزايدت،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬حجم‭ ‬المطالب‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬زمنى‭ ‬محدود،‭ ‬إذ‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬والعشرين‭  ‬من‭ ‬يناير‭ ‬تغيرت‭ ‬الوجوه‭ ‬وتصاعدت‭ ‬المطالب،‭ ‬لتواجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بمؤسساتها‭ ‬واقعا‭ ‬مغايرا‭ ‬تماما؛‭ ‬داخليا‭ ‬وفى‭ ‬محيطها‭ ‬الخارجي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أعطى‭ ‬تفسيرات‭ ‬متباينة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محل‭ ‬جدل‭ ‬ومناقشة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬وسرعة‭ ‬تطوره‭. ‬

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الجدل‭ ‬وتلك‭ ‬المناقشات،‭ ‬برز‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يرأسه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع،‭ ‬إذ‭ ‬سارع‭ ‬المجلس‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬مسئوليته‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬وحماية‭ ‬المتظاهرين‭ ‬السلميين،‭ ‬وإعادة‭ ‬الاستقرار‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دخلت‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬الغياب‭ ‬الأمنى‭ ‬بسبب‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬المقرات‭ ‬والارتكازات‭ ‬الأمنية‭ ‬الشرطية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الانفلات‭ ‬الأمني،‭ ‬ووضع‭ ‬المصريين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬المجهول‭. ‬فضلا‭ ‬عما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وأنشطتها‭ ‬المختلفة؛‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وتجاريا‭ ‬وتعليميا‭ ‬وسياحيا‭ ‬إلى‭ ‬التعطل‭ ‬كليةً،‭ ‬بسبب‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬المتصاعدة‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامى‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وانتشار‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المسلحة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الداخل‭ ‬المصرى‭ ‬كما‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬سيناء،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬جوارها‭ ‬الجغرافى‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬واليمن‭. ‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬لعب‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬بتماسكه‭ ‬وتلاحمه‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬المخلصين‭ ‬دورا‭ ‬وطنيا‭ ‬يظل‭ ‬التاريخ‭ ‬شاهدا‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬أحداثه‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬هي‭ ‬الأصعب‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر،‭ ‬إذ‭ ‬أدرك‭ ‬الجيش‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬أهمية‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬المطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬المصري،‭ ‬واعيًا‭ ‬لأهمية‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬مطالب‭ ‬مشروعة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬تلبيتها،‭ ‬وبين‭ ‬مطالب‭ ‬وراءها‭ ‬أجندات‭ ‬خارجية‭ ‬ومصالح‭ ‬فئوية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يواجهها‭ ‬بقوة‭ ‬وعزم،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬ميز‭ ‬إدارة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬أحداث‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬تسليم‭ ‬السلطة‭. ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬برئاسة‭ ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬رغم‭ ‬صعوباتها‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تمكن‭ ‬بمعاونة‭ ‬كامل‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬العسكرى‭ ‬في‭ ‬العبور‭ ‬الآمن‭ ‬بالدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬مُوظفًا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خبراته‭ ‬العسكرية‭ ‬ومهاراته‭ ‬الإدارية‭ ‬وحنكته‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المشهد‭ ‬العام‭ ‬بشكل‭ ‬احترافى‭ ‬ومنضبط،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬عبرت‭ ‬عنها‭ ‬خمسة‭ ‬بيانات‭ ‬أصدرها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬فبراير‭ ‬2011،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الآتى‭: ‬

1-‭ ‬البيان‭ ‬الأول،‭ ‬صدر‭ ‬قبل‭ ‬تنحي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬محمد‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬بيوم‭ ‬واحد،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬فبراير‭ ‬2011،‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬إنه‭: "‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬مسئولية‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والتزاما‭ ‬بحماية‭ ‬الشعب‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالحه‭ ‬وأمنه،‭ ‬وحرصا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬ومكتسبات‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬وممتلكاته،‭ ‬وتأكيدا‭ ‬وتأييدا‭ ‬لمطالب‭ ‬الشعب‭ ‬المشروعة،‭ ‬انعقد‭ ‬اليوم‭ ‬الخميس‭ ‬الموافق‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2011‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لبحث‭ ‬تطورات‭ ‬الموقف‭ ‬حتى‭ ‬تاريخه‭... ‬وأنه‭ ‬قرر‭ ‬المجلس‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الانعقاد‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬لبحث‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬وتدابير‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬ومكتسبات‭ ‬وطموحات‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭". ‬

2-‭ ‬البيان‭ ‬الثانى،‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬نظرا‭ ‬للتطورات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬للأحداث‭ ‬الجارية‭ ‬والتي‭ ‬يتحدد‭ ‬فيها‭ ‬مصير‭ ‬البلاد،‭ ‬وفى‭ ‬إطار‭ ‬المتابعة‭ ‬المستمرة‭ ‬للأحداث‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬وما‭ ‬تقرر‭ ‬من‭ ‬تفويض‭ ‬لنائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬اختصاصات،‭ ‬وإيمانا‭ ‬من‭ ‬مسئوليتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬بحفظ‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن‭ ‬وسلامته،‭ ‬قرر‭ ‬المجلس‭: ‬ضمان‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الآتية‭: ‬أولا‭- ‬إنهاء‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬فور‭ ‬انتهاء‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬الطعون‭ ‬الانتخابية‭ ‬وما‭ ‬يلي‭ ‬بشأنها‭ ‬من‭ ‬إجراءات،‭ ‬إجراء‭ ‬التعديلات‭ ‬التشريعية‭ ‬اللازمة‭ ‬وإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تقرر‭ ‬من‭ ‬تعديلات‭ ‬دستورية‭. ‬ثانيا‭- ‬التزام‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬برعاية‭ ‬مطالب‭ ‬الشعب‭ ‬المشروعة‭ ‬والسعي‭ ‬لتحقيقها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬التوقيتات‭ ‬المحددة‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭ ‬وحزم‭ ‬حتى‭ ‬تنامى‭ ‬الانتقال‭ ‬السلمي‭ ‬للسلطة‭ ‬وصولا‭ ‬للمجتمع‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلع‭ ‬إليه‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭. ‬ثالثا‭- ‬عدم‭ ‬الملاحقة‭ ‬الأمنية‭ ‬للشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬رفضوا‭ ‬الفساد‭ ‬وطالبوا‭ ‬بالإصلاح،‭ ‬مع‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬وسلامة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭. ‬ضرورة‭ ‬انتظام‭ ‬العمل‭ ‬بمرافق‭ ‬الدولة‭ ‬وعودة‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬وممتلكات‭ ‬الشعب‭. ‬

3-‭ ‬البيان‭ ‬الثالث‭ ‬بمناسبة‭ ‬تنحى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬محمد‭ ‬حسنى‭ ‬مبارك‭ ‬وتكليف‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بإدارة‭ ‬شئون‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ :" ‬إن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬يتطلع‭ ‬مستعينا‭ ‬بالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬شعبنا‭ ‬العظيم،‭ ‬وسيصدر‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لاحقا‭ ‬بيانات‭ ‬تحدد‭ ‬الخطوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬التي‭ ‬ستتبع‭. ‬وإن‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬ليس‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬يرتضيها‭ ‬الشعب‭". ‬

4-‭ ‬البيان‭ ‬الرابع‭ ‬جاء‭ ‬استمرارا‭ ‬للمسئولية‭ ‬المناط‭ ‬بالمجلس‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تحاط‭ ‬بالدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أن‭:" ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬ليست‭ ‬ضمانا‭ ‬مطلوبا‭ ‬لحرية‭ ‬الفرد‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكنها‭ ‬الأساس‭ ‬الوحيد‭ ‬لمشروعية‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬محددا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الالتزامات‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الآتي‭: ‬أولا‭- ‬التزام‭ ‬المجلس‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬البيانات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭. ‬ثانيا‭- ‬على‭ ‬كل‭ ‬جهات‭ ‬الدولة‭ ‬الحكومية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬القيام‭ ‬برسالتهم‭ ‬السامية‭ ‬والوطنية‭ ‬لدفع‭ ‬عملية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬وعلى‭ ‬الشعب‭ ‬تحمل‭ ‬مسئوليته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬ثالثا‭- ‬قيام‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬والمحافظين‭ ‬بتسيير‭ ‬الأعمال‭ ‬حتى‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭. ‬رابعا‭- ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬السلمي‭ ‬للسلطة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحر،‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬بتولي‭ ‬سلطة‭ ‬مدنية‭ ‬منتخبة‭ ‬لحكم‭ ‬البلاد‭ ‬لبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحرة‭. ‬خامسا‭-  ‬التزام‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬بكل‭ ‬الالتزامات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬سادسا‭- ‬مطالبة‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬المدنية‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬شعار‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشعب‭. ‬

5-‭ ‬البيان‭ ‬الخامس،‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تكرار‭ ‬الوقفات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬البعض‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬واستكمال‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬البيان‭ ‬إلى‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬فيما‭ ‬يأتي‭: ‬أولا‭-‬الإضرار‭ ‬بأمن‭ ‬البلاد‭ ‬لما‭ ‬تحدثه‭ ‬من‭ ‬إرباك‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬ومرافق‭ ‬الدولة‭. ‬ثانيا‭-‬التأثير‭ ‬السلبى‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬للمواطنين‭. ‬ثالثا‭- ‬إرباك‭ ‬وتعطيل‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬من‭ ‬الدولة‭. ‬رابعا‭-‬تعطيل‭ ‬مصالح‭ ‬المواطنين‭. ‬خامسا‭- ‬التأثير‭ ‬السلبى‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬القومى‭. ‬سادسا‭- ‬تهيئة‭ ‬المناخ‭ ‬لعناصر‭ ‬غير‭ ‬مسئولة‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المواطنين‭ ‬الشرفاء‭ ‬تضافر‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬للوصول‭ ‬بالوطن‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتقدمها‭. ‬وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬هو‭ ‬الأهم،‭ ‬حيث‭ ‬تولى‭ ‬بموجبه‭  ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬حكم‭ ‬البلاد،‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬مسئوليته‭ ‬بكلمات‭ ‬يظل‭ ‬التاريخ‭ ‬يسجلها‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬نور،‭ ‬حدد‭ ‬خلالها‭ ‬تعهده‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬مصر‭ ‬وذلك‭ ‬بقوله‭ :"‬إن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تسقط‭ ‬أبدًا،‭ ‬وسوف‭ ‬تظل‭ ‬عظيمة‭ ‬بين‭ ‬الأمم،‭ ‬وإن‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬مصر،‭ ‬وسيعيدون‭ ‬بناء‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬جديد‭"‬،‭ ‬مطالبًا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بأن‭ :" ‬يعطوا‭ ‬المثل‭ ‬والقدوة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬والنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬مصر‭". ‬

وجدير‭ ‬بالإشارة‭ ‬أن‭ ‬المسئولية‭ ‬التي‭ ‬حملها‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬وكامل‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬العسكرى‭ ‬للعبور‭ ‬بمصر‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المسئولية‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تحملها‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬خلال‭ ‬الحروب‭ ‬الخمسة‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬العسكرى،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬1956‭ (‬العدوان‭ ‬الثلاثي‭)‬،‭ ‬مرورا‭ ‬بحرب‭ ‬1967،‭ ‬وحرب‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬خوضه‭ ‬ملحمة‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة‭ (‬1973‭) ‬ودوره‭ ‬التاريخى‭ ‬في‭ ‬إفشال‭ ‬هجوم‭ ‬أرئيل‭ ‬شارون‭ ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭"‬المزرعة‭ ‬الصينية‭"‬،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬قائدا‭ ‬للكتيبة‭ ‬16،‭ ‬ومنع‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المزودة‭ ‬بلواء‭ ‬مدرع‭ ‬ولواء‭ ‬مشاة،‭ ‬من‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬للقناة،‭ ‬وهى‭ ‬المعركة‭ ‬التى‭ ‬استمرت‭ ‬36‭ ‬ساعة‭ ‬انتهت‭ ‬بالفشل‭ ‬الذريع‭ ‬للقوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬اختراق‭ ‬الكتيبة‭ ‬16‭. ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أخر‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬عمليات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية‭ ‬وهى‭ ‬حرب‭ ‬الخليج‭ ‬الثانية‭ ‬عام‭ ‬1990‭. ‬

ومن‭ ‬نافل‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬نجاحات‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬العسكرية‭ ‬المتعددة‭ ‬والتي‭ ‬تعززت‭ ‬بخبرات‭ ‬سياسية‭ ‬اكتسبها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬توليه‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬المصري‭ ‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬التسعينيات‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬انحرافات‭ ‬أو‭ ‬إخفاقات‭ ‬تُذكر‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬انقسامات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬المصري،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصحيح‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تفهمه‭ ‬لطبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬وتحدياتها،‭ ‬جعله‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الانقسامات‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬وحنكة،‭ ‬إذ‭ ‬يُذكر‭ ‬أنه‭ ‬أصدر‭ ‬أوامره‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬بعدم‭ ‬إطلاق‭ ‬رصاصة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬إبان‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬رغم‭ ‬المحاولات‭ ‬المستميتة‭ ‬التي‭ ‬أقدمت‭ ‬عليها‭ ‬عناصر‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬لجر‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬إلى‭ ‬الاشتباك‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى،‭ ‬ولكن‭ ‬حكمة‭ ‬القيادة‭ ‬ووطنية‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬أدركت‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬إفشاله‭.‬

يؤكد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬موقف‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬عقب‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬حينما‭ ‬أوفى‭ ‬بوعده‭ ‬في‭ ‬تسليم‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬أفرزه‭ ‬صندوق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مهمته‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬طمعا‭ ‬في‭ ‬سلطة‭ ‬أو‭ ‬سعيا‭ ‬لمكسب‭ ‬شخصى‭ ‬أو‭ ‬الفوز‭ ‬بعطية،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬مهمته‭ ‬هى‭ ‬الوصول‭ ‬بمصر‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭. ‬وامتدت‭ ‬هذه‭ ‬الحكمة‭ ‬حينما‭ ‬ترك‭ ‬منصبه‭ ‬الوزاري‭ ‬ليعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقه‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يتخل‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬وطنه،‭ ‬بل‭ ‬ظل‭ ‬مقيما‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬يتابع‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬تنشرها‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬ورجالها‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عام‭ ‬كامل،‭ ‬أنهى‭ ‬وجودهم‭ ‬بعده‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬بتلاحمه‭ ‬مع‭ ‬جيشه‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬ملبيا‭ ‬لنداء‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تقزم‭ ‬مصر‭ ‬ومكانتها،‭ ‬فكانت‭ ‬ثورة‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬إيذانا‭ ‬بإعادة‭ ‬الانطلاق‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لاستكمال‭ ‬طريق‭ ‬البناء‭ ‬الذى‭ ‬ناشده‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬وكان‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المهنئين‭ ‬للشعب‭ ‬المصرى‭ ‬وجيشه‭ ‬الوطنى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬بإزاحة‭ ‬حكم‭ ‬الجماعة‭ ‬وعودة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬أبنائها،‭ ‬وظل‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬داعما‭ ‬ومساندا‭ ‬لكافة‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬انتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬مكانة‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬وقيمته‭ ‬الوطنية‭ ‬وخبراته‭ ‬العسكرية‭ ‬ومعارفه‭ ‬السياسية،‭ ‬فكان‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬للمدعوين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الاحتفالات‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬عرفانا‭ ‬وتقديرا‭ ‬لدوره‭ ‬الوطنى‭ ‬المخلص،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬اسمه‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية،‭ ‬بل‭ ‬والعسكرية‭ ‬أيضا‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭:" ‬بإطلاق‭ ‬اسم‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الهايكستب‭ ‬العسكرية‭ ‬تقديرا‭ ‬واحتراما‭ ‬لدور‭ ‬هذا‭ ‬الراجل‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭".‬

خلاصة‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬نعى‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬حينما‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭:" ‬بطلا‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة‭ ‬ساهم‭ ‬خلالها‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬أعظم‭ ‬الأمجاد‭ ‬والبطولات‭ ‬التي‭ ‬سُجلت‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المصري‭... ‬قائداً‭ ‬‮…‬‭ ‬ورجل‭ ‬دولة‭ ‬تولى‭ ‬مسئولية‭ ‬إدارة‭ ‬دفة‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الصعوبة‭ ‬تصدى‭ ‬خلالها‭ ‬بحكمة‭ ‬واقتدار‭ ‬للمخاطر‭ ‬المحدقة‭ ‬التي‭ ‬أحاطت‭ ‬بمصر‭"‬،‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬من‭ ‬أصدق‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬لعبه‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬نصف‭ ‬قرن،‭ ‬قدم‭ ‬خلالها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التضحيات‭ ‬لوطنه‭. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جنانه‭.