على خلفية الحظر الجوي الذي فرضته الإمارات والسعودية والبحرين ومصر على الرحلات القادمة من أو المتجهة إلى قطر، وجدت الخطوط الجوية القطرية نفسها في مأزق تشغيلي أجبر طائراتها على اتخاذ طرق جوية طويلة ومعقدة لاستمرار العمل.
فبحسب مركز "سي إتش أفييشن" الدولي لمعلومات الطيران، ومقره سويسرا، تشير البيانات التحليلية إلى أنه على الرغم من الحظر المفروض على قطر، فقد لجأت شركة الطيران القطرية إلى ذات الطريقة التي تستخدمها الخطوط الجوية الإسرائيلية لتفادي المرور في أجواء محظورة وفقا لسكاي نيوز عربية
.
ويستدعي ذلك الإشارة إلى أن قطر ليس لديها منطقة معلومات طيران خاصة بها، حيث تسيطر فقط على مجال جوي لا يزيد على 25 ألف قدم فقط.
وتقع إيران على طول الخليج العربي، وهي القناة الوحيدة المتبقية للخطوط الجوية القطرية إلى الأجواء الدولية.
وعلى هذا النحو، فإن حركة المرور الصادرة من مطار الدوحة الدولي تتجه في معظمها إلى الشمال والشمال الشرقي إلى نقطة تحويل المسار قبل دخول منطقة معلومات الطيران الخاصة بطهران.
ومن هناك، تتجه الخطوط الجوية القطرية غربا إلى شمال إفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية التي تمر عبر المجال الجوي الإيراني في نهاية المطاف.
وتتوجه الرحلات الصادرة إلى بقية أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا شرقا، مستخدمة منطقة معلومات الطيران الخاصة بطهران مجددا.
وفي جزيرة قشم الإيرانية، تتجه الرحلات الجوية إلى أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا جنوبا باتجاه المجال الجوي العماني وحول شبه الجزيرة العربية قبل السفر إلى وجهاتها.
وتتبع حركة المرور الواردة إلى مطار الدوحة الدولي نمطا مماثلا مع الرحلات الجوية القادمة من أفريقيا وجنوب شرقي آسيا وأوقيانوسيا، لتدخل الخليج عبر منطقة معلومات الطيران الخاصة بعمان، قبل أن تصل في نهاية المطاف إلى قطر عبر منطقة معلومات الطيران الخاصة بطهران.
أما بالنسبة للرحلات القادمة من أوروبا وأميركا الشمالية وشمال أفريقيا فإنها تسلك في معظمها المجالين الجويين لتركيا وإيران قبل التوجه إلى الدوحة عبر نقطة ميدسي لتحويل المسار.
وتجدر الإشارة إلى أنه مع توقف جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين، فإن الخطوط الجوية القطرية لديها فائض في الطاقة الاستيعابية يقدر بنحو 80 ألف مقعد أسبوعيا، لذا فإن الطائرات متعددة الوجهات لن تبرح مكانها في مطار الدوحة لأسابيع قادمة إذا استمرت الأزمة الخليجية.
وضع خطير
ونقلت صحيفة ذا ناشونال عن جون ستريكلاند، الذي يدير شركة جلس كونسولتينغ الاستشارية في مجال الطيران مقرها لندن، قوله "الحظر المفروض على الرحلات القطرية من وإلى طيران الإمارات العربية المتحدة والسعودية، ادى إلى قطع سوقين رئيسيين ومصدرين مهمين لحركة النقل."
وأكد أن هذا الحظر يجعل التشغيل إلى عدد من الوجهات أكثر تعقيدا، فضلا عن إضافة الوقت والتكلفة للرحلات.
وبدوره قال غابرييل تيلمان، الرئيس التنفيذي للرابطة الدولية لتدريب الطيارين للصحيفة "إن الوضع خطير بالنسبة للخطوط الجوية القطرية، مشيرا إلى إن الطرق الطويلة ستزيد وقت الطيران بمقدار 30 إلى 50 دقيقة على الأقل."
وأوضح أن الطيران القطري إلى شمال إفريقيا سيعاني من تأخير أطول بكثير حيث يتعين على الطيران القطري الالتفاف بعيدا عن المجالين السعودي والمصري.