تصدرت "القمة المصرية - الألمانية" اهتمام مقالات كبار كتاب الصحف الصادرة اليوم الإثنين، خلال الفعاليات التي يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعلى رأسها مؤتمر مجموعة العشرين وأفريقيا - الذي يحضره 10 من رؤساء أفريقيا، إضافة إلى رئيس وزراء إيطاليا ممثلاً لدول الاتحاد الأوروبى- وترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحت عنوان (شراكة نحو المستقبل) بهدف تعظيم حجم الاستثمارات العالمية في أفريقيا.
ففي مقال الكاتب مكرم محمد أحمد بصحيفة "الأهرام" بعنوان "لقاء سادس بين ميركل والسيسي"، أكد أن العلاقات المصرية - الألمانية تمر بأفضل فتراتها وكذلك العلاقات المصرية - الأمريكية، ما يعكس استعادة مصر لمكانتها الدولية، كدولة قوية في الشرق الأوسط تشكل حائط صد أمام جماعات الإرهاب ونموذجاً فريداً في التنمية.
واعتبر الكاتب أن العلاقات “المصرية - الألمانية” لم تكن مجرد علاقة مانح ومتلق، ما مكن مصر، من شراء غواصتين ألمانيتين - وصلت الأولى إلى مصر والثانية في الطريق - إضافة إلى حجم ضخم من الاستثمارات مع أكبر الشركات الألمانية.
وتنبأ الكاتب بأن كلمة الرئيس السيسي - أول المتحدثين في قمة العشرين الأفريقية بعد كلمة المستشارة الألمانية وخطاب رئيس الاتحاد الأفريقي الافتتاحي - ستركز على الملف الليبي والفوضى التي تضرب الشمال وعجز المجلس الرئاسي بقيادة السراج، لأن الجماعات المتطرفة تشكل مظلة آمنة هناك.
واستعرض الكاتب برنامج الزيارة والجلسة الثانية في مقر الاستشارية الألمانية، حيث يعاود الرئيس حديثه عن ضرورة مساعدة ليبيا على تحقيق الأمن والاستقرار، إلى جانب الاجتماع مع المسئولين هناك ورؤساء أكبر 20 شركة عالمية، وعدد كبير من رجال الأعمال الألمان وبعض رجال الأعمال المصريين.
ومنح الكاتب أهمية خاصة للقاء السادس الذي يجمع ميركل والسيسى في غضون عامين ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين بعد أن أصبحت مصر شريكاً قوياً لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا على أهمية ومكانة مصر في المنطقة،كما أنها سوق جاذبة للاستثمارات الألمانية والأوروبية.
وألمح الكاتب إلى توقعات بأن تتجاوز أعداد السياح الألمان إلى مصر نهاية عام 2017 المليون سائح بما يؤكد علاقات الشراكة الوطيدة بين البلدين.
ومن جانبه،أكد الكاتب خالد ميري، في مقاله بصحيفة "الأخبار" بعنوان "السيسي وميركل.. قمة سادسة"، أن القمة المصرية - الألمانية ستعطي المزيد من الزخم للعلاقات وشراكة تحقق مصالح الدولتين على كل الجبهات.
واعتبر الكاتب أن القمة الأفريقية تعكس إيمان ألمانيا بأن أفريقيا تحتاج اهتماماً عالمياً بالاستثمار وخلق فرص عمل بداخلها فهذا هو السبيل الوحيد للوقوف في وجه الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأن القمة السادسة للرئيس السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعطي الضوء الأخضر لانطلاق قطار التعاون إلى آفاق غير مسبوقة.
وأشار الكاتب إلى أن ألمانيا الآن أكثر تفهما للمواقف المصرية، وأكثر اقتراباً واقتناعاً بزاوية الرؤية المصرية للأحداث في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وعدد الكاتب أوجه العلاقات المصرية - الألمانية وعدم اقتصارها على الجانب السياسي بل تنطلق إلى الجوانب الاقتصادية والشراكة في التعليم الفني والتعاون في الإنتاج الزراعي والحيواني، مؤكداً اهتمام ألمانيا بالمساعدة الفنية في مشروعي 1.5 مليون فدان والمليون رأس ماشية، مع نقل وتوطين التكنولوجيا.
أما التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية فيكشف عن تطابق لمواقف مصر وألمانيا في هذا الملف، فقادة ألمانيا يتفهمون الآن تماما أن مصر هي خط الدفاع الأول عنهم وعن أوروبا والعالم في مواجهة الإرهاب.
وأوضح الكاتب أنه الآن بعد أن اكتووا بنيران الإرهاب الذي ضرب العواصم الأوروبية واحدة بعد الأخرى باتوا متأكدين أن ما تفعله مصر في مواجهة الإرهاب بشمال سيناء وليبيا ليس أمراً داخلياً، لكنه شأن دولي أيضا يجب دعمه ومساندته، ولذلك وقع الألمان مع مصر لأول مرة اتفاقاً أمنياً العام الماضي للتعاون في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وألمح الكاتب إلى أصداء خطاب الرئيس في قمة العرب وأمريكا بالرياض، في ألمانيا بتأكيده على ضرورة مواجهة كل من يقوم بتمويل أو تسليح أو تدريب الإرهابيين، ما استلزم دعم رؤيته.
وكان لزيارة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر لألمانيا قبل بداية شهر رمضان صدى إيجابي وكان لكلمته أمام 2000 من رجال الكنائس في يوم الكنيسة الذي يعقد كل عامين مردود طيب ليبدأ بالفعل العمل على أن يتولى الأزهر تدريب أئمة المساجد الألمان في مصر.
وواصل الكاتب حمدي حنضل، من خلال مقاله بجريدة "الجمهورية" تحت عنوان "صورة مصر" تناول القضايا المتعلقة بصورة مصر الخارجية، مؤكدا على إصلاح الهيئة العامة للاستعلامات وتمكينها من استعادة دورها بالمهنية والكفاءة وبث روح الأمل في نفوس العاملين بالهيئة والعمل على تحسين أوضاعهم بما يتفق مع قدراتهم ومؤهلاتهم ودورهم بإصلاح إداري شامل وتحديث أدوات الهيئة في مواجهة ما ينشر من صور مسيئة من خلال التكنولوجيا الحديثة وإنشاء جيش إلكتروني قادر على الرد بالعلم والمهنية على ما تمتلئ به صفحات الفيس بوك وفي مواجهة حملات التشكيك والكراهية وبث الفتن للإيقاع بشبابنا.
وأكد الكاتب أن صورة مصر بالخارج تمثل واحدة من أهم التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وأن كثيرا من قرارات مصر وتوجهاتها لا تجد صداها لدى الإعلام الدولي.. وبعضها يتم نشره "ملوناً" بما لا يتفق مع حقائق الواقع أو المصلحة العليا للوطن أو الدور الحقيقي الذي تلعبه مصر في هذا العالم.
وقال الكاتب إن أفاقاً جديدة من الأمل تمتلئ بها نفوس من يدركون حقيقة ما تتعرض له مصر من مؤامرات تنعكس سلباً على مصر في مقابل الحقيقية التي نريدها قوية.. ناصعة.. من هيئة الاستعلامات وتمكينها من استعادة دورها المنشود "داخلياً".. و"خارجياً"، منتقداً ما تعرضت له خلال السنوات القليلة الماضية من عمليات تقليص وتهميش وإغلاق الكثير من المكاتب الإعلامية بالخارج.