أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، خلال اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي"، أن هذه المجموعة تعد خطوة نحو تعزيز التفاهم والحوار بين روسيا والعالم الإسلامي، كما تسهم في تحقيق السلم والأمن الدوليين من خلال التعاون والتشاور في مختلف القضايا، وتعزيز الشراكات الاقتصادية.
وأشاد نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي -في الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزير الخارجية السعودي، وأوردتها وكالة الأنباء السعودية اليوم /الأربعاء/ - بدور منظمة التعاون الإسلامي على مدى أكثر من خمسين عامًا في التقارب بين الدول الإسلامية وتنسيق العمل الإسلامي المشترك، وبجهود المملكة في دعم المنظمة ومساعدتها في تحقيق أهدافها ونصرة القضايا الإسلامية.
وأثنى على دور روسيا في المنظمة وجهودها على مدى خمسة عشر عامًا منذ انضمامها كعضو مراقب للمنظمة، إيمانًا منها بأهمية العمل المشترك وضرورة الحوار بين أتباع الأديان كأحد أهم أدوات تحقيق السلام حول العالم، موضحا أن هذا الاجتماع يقوّي روابط الحوار بين العالم الإسلامي وروسيا، كما يعدّد أطر التعاون والشراكات ما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي؛ حيث يعد انعقاده في المملكة إشارة إلى اهتمام القيادة الرشيدة وسعيها لتعميق الفهم والحوار بين مختلف الثقافات وأتباع الديانات والشعوب.
وأكّد أن المملكة تسعى لنشر ثقافة التعايش والتسامح، وبذلت في هذا الإطار جهودًا ملموسة في مجال تأسيس الحوار الدولي، وسعت لبناء حوارٍ داخليٍّ فعّال بين كافة أطياف المجتمع عبر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وأسهمت دوليًا في نشر ثقافة الحوار بين مختلف أتباع الأديان والثقافات، وذلك من خلال عدة مبادرات، أبرزها الإسهام في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتبنّي وثيقة مكة، ودعم جهود مكتب التحالف بين الحضارات التابع للأمم المتحدة، وحرصت على متابعة كافة تلك الجهود وتطويرها عبر إنشاء لجنةٍ وطنيةٍ لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إيمانًا منها بدورها الفاعل إقليميًا ودوليًا في مد جسور التواصل ورفع راية التعايش والسلام في عالم يكتظّ بالصراعات.
وقال إن العلاقات السعودية الروسية شهدت على مدى 95 عامًا تطورًا مطردًا مبنيًا على أسس من الثقة المتبادلة، والتفاهم المشترك والتنسيق المستمر حيال القضايا والموضوعات التي تهم البلدين والمنطقة، ما عزز من فرص التعاون في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وأسهم في تحقيق النماء والرخاء لبلدينا، وشارك في حماية الأمن والسلم الدوليين.