الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بالصور.. «سبيل أم عباس».. أثر قتله الإهمال ودفنته تلال القمامة

  • 4-2-2017 | 18:52

طباعة

تحول «سبيل أم عباس»، من أثر  عريق، إلى أثر قتله الإهمال، ودفنته تلال القمامة العالية، تحت ثراها، بعد أن غطت على جمال المكان، وطبيعته التاريخية، رغم العدد الكبير من الشكاوى، والمناشدات التي وجهها الأهالي إلى المسؤولين، دون مجيب.  

ورغم مرور مئات السنين، التي وقف فيها هذا الصرح التاريخي شامخا، فإن الأعوام الأخيرة حملت له نهاية مؤسفة، تحول خلالها إلى «مقلب قمامة»، ولم يشفع له خضوعه لإدارة 3 جهات مختلفة، هي المجلس الأعلى للآثار، ووزارتي الثقافة، والسياحة؛ وذلك للطبيعة الفريدة للحي الذي يحتضن هذا الأثر المهم، ووجود جوامع السلطان حسن، وشيخون، وبن تغري بردي، وأحمد بن طولون، ضمن الحي ذاته.    

القمامة تقتل الأصالة 

ويقول محمد خليل الشهير بـ«رزة»، أحد سكان الحي، إن صناديق القمامة موجودة، بجوار الأثر منذ سنوات، وحاولنا أكثر من مرة أن نتحدث مع مسؤولي الحي عن ضرورة نقلها، دون جدوى، حتى اختفت معالم الأثر، تحت تلال القمامة.  

وأضاف: «عندما يحضر السائحون لزيارة الأثر، نجدهم يقفون ذاهلين، وتتجلى في عيونهم الدهشة، والخوف، عندما يشاهدوا مكب النفايات أمام المدخل الرئيسي لهذا الأثر الضخم، ويصرون على تصوير هذا الوضع المزري؛ بهدف توثيق فضائح عبث المصريين بتاريخهم». 

حامد قمر، صاحب محل تجاري بالحي، يوضح أنه تقدم بأكثر من شكوى؛ يطالب فيها بضرورة نقل صناديق القمامة، بعيدا عن حرم السبيل، كاشفا عن أنه تحدث مباشرة إلى رئيس الحي، أثناء جولته بالمنطقة، وناقش معه الوضع على الطبيعة، وتلقى وعدا بنقل صناديق القمامة، إلا أن ذلك لم يتم.

بدورها تقول منى كامل، موظفة حكومية، إن وجود القمامة في هذا المكان؛ ينشر الحشرات، ويجمع الكلاب الضالةن مما يعرض الأطفال للخطر، خاصة أثناء ذهابهم، وعودتهم من مدارسهم.

 المسؤولون: ماعندناش مكان 

المسؤولين عن مواجهة تلك الكارثة، لم يبدو عليهم اهتمام بالوضع المزري الذي، أصبح عليه الأثر، ولم نجد لديهم سوى رد واحد هو: «ماعندناش مكان تاني، وعليكم أن توفروا مكانا، واحنا ننقل الصناديق فورا»!!

وقال  خالد مصطفى، المتحدث باسم محافظة القاهرة، إن المحافظة تلقت أكثر من شكوى بخصوص تلك الأزمة، ورغبة سكان الحي في نقلها من هذا المكان، خاصة انها تقبع إمام أثر إسلامي هام يأتيه زوار أجانب من جميع بلدان العالم، إلا أن المحافظة، غير قادرة على الاستجابة؛ لعدم توافر مكان بديل، خاصة أن الشوارع الجانبية بحي الخليفة، ضيقة ولا يمكن لسيارات المحافظة، أداء عملها في تفريغ الصناديق من القمامة بشكل يومي، داخلها.

وأوضح المتحدث أن الصناديق تخدم عددا هائلا من سكان الحي، ونقلها، لن يحث فارقا كبيرا؛ لأن  سكان الحي يتخلصون من القمامة في تلك المنطقة، كاشفا عن أنه تم رفع الصناديق، خلال فترة ماضية، إلا أن الأهالي استمروا في التخلص من القمامة أمام السبيل.

تجدر الإشارة إلى أن «سبيل أم عباس»، الذي يقع في قلب القاهرة القديمة، بحي الخليفة، على أرس شارع السيوفية، أنشأته «بنبى قادن»، زوجة الأمير أحمد طوسون باشا، ابن محمد علي باشا، ووالدة الخديو عباس حلمي الأول، الذي حكم مصر في الفترة من 1848 وحتى 1854.

وظل هذا السبيل يعمل على توفير مياه الشرب لأهالي الحي، وعابري المنطقة حتى مطلع القرن العشريين، عندما بدأت يد الإهمال تبسط سطوتها عليه.  

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة