شهد سعر صرف الدولار الأمريكي قفزة جديدة أمام الليرة اللبنانية في السوق غير الرسمية وعلى منصة صيرفة ليصل إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزًا حاجز الـ 24 ألف ليرة لكل دولار لأول مرة في تاريخ العملة اللبنانية.

سجل متوسط سعر الصرف اليوم على منصة "صيرفة" التابعة لمصرف لبنان المركزي 19700 ليرة لكل دولار في أعلى مستوى له على المنصة الرسمية.

يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار تعطيل جلسات مجلس الوزراء للأسبوع السادس على التوالي بسبب الخلافات بين الفرقاء السياسيين المشاركين في تشكيل الحكومة حول مسار التحقيقات في انفجار ميناء البحري، وكانت حالة من التفاؤل سادت عقب تشكيل الحكومة التي يترأسها نجيب ميقاتي في العاشر من سبتمبر الماضي بتحقيق إنفراجة في الأزمات المالية والاقتصادية المركبة التي تشهدها البلاد والتي أدت إلى تدهور في الأحوال المعيشية والاجتماعية بالبلاد، إلا أن الخلافات بين القوى السياسية المشاركة في تشكيل الحكومة سرعان ما عادت بعد مرور أقل من شهر على نيل الحكومة الجديدة الثقة لتتعطل جلسات مجلس الوزراء بما يمنع من اتخاذ القرارات الهامة التي ينتظرها المواطن ويترقبها المجتمع الدولي لمساعدات لبنان في الخروج من أزمته.

وقادت حالة التفاؤل التي أعقبت تشكيل الحكومة سعر صرف الدولار إلى انخفاض قياسي، حيث سجل في منتصف سبتمبر الماضي 13500 ليرة لكل دولار في السوق غير الرسمية و12800 ليرة لكل دولار على منصة صيرفة.

وينعكس ارتفاع سعر الصرف على أسعار السلع والخدمات التي تزيد أسعارها بشكل يفوق قدرات الغالبية العظمى من اللبنانيين، إذ أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في وقت سابق هذا الشهر أن نسبة الفقر بالبلاد تصل إلى 74%، ويظل سعر صرف الدولار في البنوك ثابتا عند حد 1507 ليرة لكل دولار منذ أكثر من 20 عاما انتظارا لإصلاحات اقتصادية طلبها صندوق النقد الدولي كشرط للتفاوض والوصول إلى اتفاق ينقذ لبنان من أزماته، حيث يشترط الصندوق توحيد سعر الصرف في البنوك والسوق والمنصة الرسمية كخطوة للإصلاح.