السبت 27 ابريل 2024

هل يدخل الصحفيون الجنة؟!

مقالات26-11-2021 | 13:02

أطل شيخ الصحفيين محمد العزبى بـ"يوميات الأخبار" الإثنين الماضى فأدخل البهجة على قلوب عشاق صاحبة الجلالة، وتبارى الجميع يحتفى بعودة أحد أكبر رموز المهنة فى تاريخها احتفاءً مستحقًا ولا يزالون، المشهد أجبرنى على العودة من جديد لتأمل قيمة إنسانية فى المقام الأول قبل أن تكون مهنية، ودائمًا ما تراودنى الفكرة من آن لآخر كلما تابعت أو صادفت عطاء الكبار قيمة وقامة بوزن محمد العزبي، خاصة إذا ما قارنت رغمًا عنى زمنًا بزمن أو أحوالًا بأحوال، أما القيمة فهى قيمة العطاء حتى آخر العمر، طالما استمرت الرغبة وتوافرت القدرة وتحققت الإرادة، محمد العزبى متعه الله بالعمر والصحة يعيش الآن عامه الـ91.

 

"هل يدخل الصحفيون الجنة؟!.. هو عنوان كتابى قبل الأخير – ولعله الأخير – وقد أصابه النحس فلم يجد ناشرًا رغم الوعود المصحوبة بالمبالغة فى الترحيب به وبي.. والحق أننى لم أبذل جهدًا فاستمتاعى كان كتابته فى الوقت الضائع.. فهل هو نحس العنوان أو نحس المؤلف؟!.. يا مسهل".. هكذا تحدث الأستاذ الكبير محمد العزبى فى "يوميات الأخبار" عن مشروع كتاب جديد له انتهى منه مؤخرًا، لعلك تلاحظ روح "العزبي" الساخرة المشهور بها كأحد أهم كتاب صاحبة الجلالة الساخرين، هى بالتأكيد أحد أسرار قيمة الرجل الكبرى، ناهيك عن شغف بصاحبة الجلالة يتجدد بامتداد العمر، وإن غلفت مسحة الحزن روحه المتوهجة حزنًا على أحوالها الآنية.

 

لا عاش ولا كان أستاذنا الكبير، من لا يهتم بنشر كتابك الجديد أو الأحدث، فلن يكون الأخير بمشيئة الله، وحضورك المبهج وروحك المتوهجة وعطائك المتجدد، فصدور كتاب لـ"محمد العزبي" فى هذه الأيام له ألف معنى ومعنى، ويحمل عدة رسائل وعبر، لا تمثل جميعها إلا نفحات مهنية وإنسانية نقية وثرية، يتعافى بها حتمًا أهل القراءة والكتابة ومعهم سوق النشر على حدٍ سواء فى أيام صعبة، وهى صعبة أول ما تكون فيما يتعلق بأزمة تقدير "القيمة" فى حياتنا الآن فى كافة المجالات، فالمسخ متوغل، والسطحية سائدة، والمزيف يجد مكانه فى قوائم الأكثر مبيعًا، والاستعجال سيد الموقف لدى أجيال تفتقد "القدوة" فى الأساس.

 

تقدير كبير واجب ومستحق لرموز الهيئة الوطنية للصحافة، وفى مقدمتهم رئيس الهيئة، المهندس عبد الصادق الشوربجي، والدكتورة فاطمة سيد أحمد، والقائمون على المؤسسات الصحفية القومية الرائدة، دار الهلال ودار المعارف وأخبار اليوم، ومعهم صحفى شاب كـ"حمدين حجاج" مبشر بوعيه وشغفه بالمهنة وروادها واحترامه وإكباره لها ولهم، جميعهم سارعوا فى حالة استجابة متضامنة مطمئنة تفاعلًا مع يوميات الأستاذ العزبى فى جريدة الأخبار، وعادوا فى أقل من 24 ساعة مؤكدين استعداد المؤسسات الصحفية القومية الثلاث، لنشر كتاب شيخ الصحفيين الجديد فى أبهى صورة، ليلحق بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى يناير القادم، إلى هذا الحد جددت إطلالة العزبى روح صاحبة الجلالة وزادتها ألقًا.

 

الأستاذ محمد العزبى والدكتور مراد وهبة والدكتور مجدى يعقوب، على سبيل المثال وليس الحصر، يمثلون قصص نجاح ملهمة إلى أبعد الحدود مهنيًا وإنسانيًا، تستحق أن نفرد لها الصفحات ونسلط عليها الأضواء ونمنحها ساعات البث على مختلف الموجات والشاشات، ونهتم بحضورها فى صدارة المشهد فى مختلف المناسبات، هذا فى تقديرى أحد أوجه إعادة التأسيس لكل ما يمثل "القيمة" فى حياتنا، ونضع أمام الأجيال الجديدة النموذج والمثل والقدوة، ونواجه بشكل أو آخر سواد العملات الرديئة فى مختلف المجالات، أن تواصل وتستمر فى العطاء المتفرد حتى أبواب التسعين من العمر أو ما بعدها، معجزة إنسانية بكل المقاييس، قدروها حق قدرها يرحمنا ويرحمكم الله. 

Dr.Randa
Dr.Radwa