السبت 4 مايو 2024

الأقصر في ثوب جديد

مقالات26-11-2021 | 14:45

شاهد العالم بأسرِه الحفل الأسطوري الذي نظمته مصر على مستوى عالمي بمناسبة إعادة افتتاح طريق الكباش الشهير بالأقصر الذي يربط بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك، وبقدر ما كان لهذا الاحتفال من أهمية كبرى من حيث ضخامة الحدث وإبهار العرض العالمي الذي سلّط الضوء على هذه البقعة الساحرة من الأرض، بقدر ما قدّم للمصريين وللعالم رسالة جديدة غاية في الأهمية، وهي التي جاءت في تلك الجُملة التي ذكرها الدكتور خالد العناني - وزير السياحة والآثار-  في معرِض حديثه خلال الحفل حين قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجّه بأن يكون هذا الاحتفال بمثابة إعادة تقديم مدينة الأقصر للعالم في ثوب جديد، وما أجمله من ثوب بديع تزينت به هذه المدينة الجميلة التي باتت بعد هذا الحدث، المقصد الأول والأهم لكل سائحي الدنيا الباحثين عن التاريخ والحضارة مع الحداثة والترفيه، بعدما طال هذه المدينة من تطوير غيَّر وجهها بشكل تام، فلم تعد شوارع الأقصر كما كانت ولم تعد مركباتها ومبانيها كما كانت بعدما تحلَّت بهوية بصرية احترافية تليق بتلك المدينة التاريخية العالمية، وأصبحت أيقونة العالم ومتحفه المفتوح الذي ما أن تطأ قدم الزائر له، حتى ينعم بعبق التاريخ الذي يحيط به من جميع الجهات، بل إن كل خطوة تخطوها قدماه على أديمها، سواء في برّها الشرقي أو الغربي تلمس صفحاتٍ من تاريخ طويل، امتد على تلك الأرض لآلاف السنين، ومازال يحكي قصة حضارة ما برحت تدهش العالم كله حتى يومنا هذا.

 

لم يكن الغرض فقط افتتاح هذا الطريق الممتد بين معبدي الأقصر والكرنك إذن، وإنما إعادة صياغة مفهوم قيمة "طيبة" في عقول وأفئدة محبي الحضارة المصرية القديمة، وإعادة تقديم مصر الحديثة إلى العالم، مصر التي تقوم ببناء حاضرها الزاهر دون إغفال ماضيها العريق الذي أعادت اكتشافه من جديد وتعاملت معه بالطريقة العلمية التي طالما كنا نحلم بها، واستطاعت - في ظل قيادتها الحالية - أن تعالج ملف السياحة بشكل مختلف تمام الاختلاف عن الماضي الذي كان يصوّر تلك الحضارة العظيمة على أنها مجموعة من الأحجار القديمة وسط رمال الصحراء مِن حولها بعض الجِمال والخيول، لكن الآن وبعد ما تم إنجازه في الأقصر وباقي المناطق الأثرية في مصر، تغيرت الصورة تمامًا عن ذي قبل، فمصر الآن بعد التطوير والتعديل في منظومة السياحة والآثار، أصبحت من أولى المقاصد السياحية التي يجد فيها السائح الآثار القديمة التي لا مثيل لها في أي مكان في العالم، مع جمال وتنوع الطقس في العديد من مدنها الممتدة في مساحتها البالغة مليون كيلو متر مربع، بالإضافة إلى أرقى الفنادق والخدمات السياحية التي تُقدَّم بأسعار تنافسية مقارنة بأي وجهة سياحية أخرى، كل هذا بخلاف الأمن الذي أنعم به المولى - عز وجل - عليها، مصر التي تغمرها روح المحبة وكرم الضيافة الذي يتميز به شعبها العظيم.

 

إننا نعيش الآن عصرًا من الانجازات على كافة الأصعدة تجعلنا حقًا نفخر بكوننا مصريين… عاشت مصر.

Dr.Randa
Dr.Radwa