الأربعاء 5 يونيو 2024

( أهو جه ياولاد ) ،، وذكراه العطرة

12-6-2017 | 16:20

بقلم : خيرى كامل

هي تلقائية الإنسان التي تتمخض عنها ملكة حباها الله إياه دون تصنع أو افتعال يستخدمها في محلها مثلما خلقت فطرية دون شوائب تحيطها أو أغراض ما تسيطر على تفاصيلها .. مثلما أراد لها الله موهبة فطرية تلقائية نقية شفافة بها من الطهر مايجعلها تعيش قرونا في أذهان الناس بل وتتعدى حدود الحياة عندما يترنمون بها بين آن وحين متمتعين بها دون رياء أو مجاملة .. عن موهبة الفنان الذي رحل عن دنيانا فى قمة عطائه الفنى ( على إسماعيل ) المؤلف والملحن والموزع الموسيقى الذي مازالت أعماله الخالدة تطن في الآذان كما النحلة المشتاقة لفرط رحيق استقته من زهرة رائعة على العالم كله لم يكن على إسماعيل بالمتصنع أو المفتعل بل كان كما موسيقاه وألحانه من القلب والي القلب مباشرة ولهذا عاشت أعماله حتى الآن .

ولد الموسيقار علي إسماعيل في 28 ديسمبر 1922، ونشأ في بيئة فنية، فوالده الموسيقي المخضرم إسماعيل أفندي خليفة كان قائدًا لفرقة الموسيقى الملكية .

كان في صغره يتمتع بأذن موسيقية حساسة، فالتحق بمعهد الموسيقى وكان زميلاً للمطرب عبد الحليم حافظ و كمال الطويل وأحمد فؤاد حسن وفايد كامل. عمل فيما بعد بفرقة محمد عبد الوهاب وتميز بالتأليف والتوزيع الموسيقي، وأسس أكثر من فرقة منها الثلاثي المرح وثلاثي النغم. له الكثير من الأعمال في الإذاعة والسينما والمسرح، ووضع الموسيقي التصويرية لاكثر من 350 فيلما سينمائيا ، منها: (السفيرة عزيزة، بين القصرين، الأيدي الناعمة، مراتي مدير عام، الأرض، الاختيار، العصفور) .. وكون فرقة كاملة بالإذاعة بتشجيع من محمد حسن الشجاعي المستشار الموسيقى في الإذاعة آنذاك ولحن غنائيات راقصة مثل أغاني (يامغرمين)، و(حبيبي في عنيه).

تزوج علي إسماعيل من نبيلة قنديل الشاعرة الغنائية وكان أشهر ما قدمته أغنية (فدائي) و(دع سمائي).

كان أيضا المسئول عن فريق الموسيقى لفرقة رضا للفنون الشعبية وألف موسيقى كل الرقصات والتابلوهات الاستعراضية كما لحن علي إسماعيل جميع الأغاني والموسيقي التصويرية لفيلمى فرقة رضا وهي : «اجازة نصف السنة» و«غرام في الكرنك»

وإذا أردنا التحديد للوقوف على عبقريته الموسيقية سنقف رغم قدمها على أغنيته الرمضانية ( أهو جه ولاد ) أهو جيه يا ولاد .. هيصوا يا ولاد

أهو جيه يا ولاد .. زقططوا يا ولاد

في كل عام و يانا معاد

و عمره مابيخلفش معاد

أهو جيه يا ولاد .. أهو جيه يا ولاد

والتي كتب كلماتها الشاعرة نبيلة قنديل وهو الذي وضع لها اللحن فى حوالى ساعتين من الزمن عام 1959 م أي ما يقرب من الستين عاما بمعنى أنها تخطت النصف قرن .. في زمن فائت له عاداته وتقاليده ورجاله ونسائه وشبابه وأطفاله .. له معطيات تختلف عن الآن بشكل تام ورغم ذلك مازالت هذه الأغنية البسيطة في كلماتها الراقية في موسيقاها الرجعية في تفاصيلها تجلس على قمة الاغانى الرمضانية دون غيرها من الاغانى الرمضانية الحديثة التي لا نذكر منها شيئا .. لأنها ببساطة ارتبطت بالواقع الحي الذي نعيشه وعبرت بتلقائية عن هذا الواقع وعن المناسبة التي وضعت من أجلها .. هي بكل بساطة .. كلمات بسيطة .. مع لحن بسيط .. وصلت إلى القلوب ببساطة .

والجدير بالذكر أن علي إسماعيل لحن النشيد الوطني الفلسطيني : نشيد " فدائي" الذي كان مستخدما منذ عام 1972 .

وقاد الفرقة الموسيقية للأغاني الوطنية الرائعة لعبدالحليم حافظ وكمال الطويل في أعياد الثورة مثل (المسئولية، صورة، مطالب شعب وموزع اغاني "السد العالي" "الوطن الأكبر" «حبيبها».

ولحن الكثير من المونولوجات الغنائية لكل نجوم فن المونولوج في ذلك الوقت وأبرزهم : محمود شكوكو وسعاد أحمد وثريا حلمي أشهر مونولوجاتها .. كما لحن أغاني الأفراح لعايدة الشاعر .. وفي السبعينيات بشر علي إسماعيل بالنصر والعبور في حرب أكتوبر 1973 عندما قدم أغنيات (رايات النصر) للمجموعة وأغنية رايحين شايلين في إيدنا سلاح.

هذا هو على إسماعيل الذي نتحدث عنه والذي جاءت لحظة نهاية رحلته الحياتية في مساء السادس عشر من يونيه عام 1974 وأثناء إجرائه بروفة لموسيقى احدى المسرحيات ، وقع مغشيًا عليه، وفارق الحياة عن عمر يناهز 52 عامًا