الجمعة 17 مايو 2024

بعد قضيتي رشوان توفيق وعم صالح.. خبراء: عقوق الوالدين جريمة أخلاقية والتربية عامل أساسي فيها

العم صالح

تحقيقات28-11-2021 | 22:13

آية يوسف

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعى أمس بحالة من الذهول والأسى إثر تداول فيديوهات أثناء لقاء تلفزيوني مع الفنان رشوان توفيق، والذي أوضح من خلاله أنه يعاني أثر إقامة ابنته دعوى حجر عليه، مما أصابه بالحزن وذهل جميع جمهوره وجعله يتعاطف معه ومع قضيته، حتى وصل الأمر إلى أن محام بالنقض قرر تبني قضية والمرافعة عنه.

ولم يقتصر الأمر على قصة الفنان رشوان توفيق، بل أيضا هناك قصة العم صالح المصاب بمرض الشلل الرعاش، مما جعل أبنائه يلقون به في الشارع، مما أدى إلى انتفاضة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي أثر جحود وعقوق الأبناء على الآباء وعدم البر بهم.

وتحث الأديان السماوية والتربية الاجتماعية على بر الوالدين والاحسان بهم، وقال تعالى "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا"، فأمر العقوق بالوالدين أو عدم البر بهم هو شئ نهى عنه جميع الاعراف والمواثيق الأخلاقية، لما للآباء من مكانة وقيمة فضلا عن جهدهم وكل ما يبذلوه حيال أبنائهم منذ الصغر.

أسباب عقوق الأبناء

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، إن مسألة عقوق وجحود الأبناء ضد الآباء لا تعد ظاهرة لأن الظاهرة تعني أنها بأعداد كبيرة جدا ولكن هي منتشرة وموجودة داخل المجتمع في بعض الحالات وازدادت مؤخرا فشاهدنا قضية الفنان رشوان توفيق أمس، ومن أسباب انتشار هذا العقوق بالآباء، البعد عن الدين، فقال الله تعالى "وصاحبهما في الدنيا معروفا" و"ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما".

 وأوضح علام، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن هذا بالإضافة إلى نقص التربية وأحيانا يكون بسبب انشغال الأب والأم في أمور أخرى عن تربية وتقويم سلوك أبنائهم، وبالتالي عندما يكبرون ويشتد عودهم يمارسون سلوكيات الجحود، فضلا عن أن بعض الآباء في طرق التربية يميلون لكسر الحواجز بينهم وبين أبنائهم من باب مصادقة أبنائه، وهذا خطأ لأن هناك فرقا بين أن نكون أصدقاء وبين كوني والده، فلا يصح أن ينادي الابن الأب باسمه.

 وأضاف أنه عندما يتساهل الآباء مع هذه التصرفات، يؤدي ذلك إلى تمادى الأولاد في سلوكياتهم، ولانتشار ظواهر مواقع التواصل الاجتماعي دور مهم في هذا الأمر، فاليوم أصبحنا نتهاون مع قيمنا الأخلاقية بداعي الملل أو إضحاك العامة فبالتالي هذه الأمور تؤثر على تفكير المراهقين وأحيانا الكبار أيضا لأنه اعتاد رؤية هذه التصرفات غير الأخلاقية، موضحا أن هذا فضلا عن قلة المروءة والشهامة فأصبحنا نرى هذا يتجلى كثيرا حولنا لأن من يمتلك صفات المروءة لن يعوق أو يحجر على والده.

وأشار إلى أنه للأمور المالية عامل أيضا مثل مشكلة الفنان رشوان توفيق، ومع الأسف نحن في زمن أصبح الجميع فيه ينظر للأمور المالية أولا دون النظر للأب وأنه صاحب الفضل في هذه الأموال وكم عانى للحصول عليها، فضلا عن تأثير الزوج والزوجة أو عوامل خارجية أخرى على الأبناء فيشكلون عامل ضغط على الأبناء للعقوق أو الحجر على آبائهم، خاصة وإذا كان هناك شخص قوى الشخصية يمثل سلطة على قرار الآخر.

طريقة التربية

ومن جانبه، قالت الدكتورة نوران فؤاد، أستاذة علم الاجتماع، إن عقوق الوالدين كظاهرة مجتمعية منتشرة لها أسباب كثيرة بداية من التنشئة الاجتماعية أي على ما أعتاد عليه الأطفال وطريقة تربية الآباء لهم، كما أن التربية ليست من خلال الأم والأب فقط بل من خلال تعاملات الأسرة الممتدة، أي رؤية الأطفال للتعاملات الأسرية وكيفية تعامل الأب والأم مع الجد والجدة واحترامهم لهم والخال والعمة فالأبناء تتأثر وتحاكي سلوكيات آبائهم، لأن المحاكاة شيء مهم ومؤثر في تربية الأطفال والأبناء.

وأوضحت فؤاد، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، كما أنه للواعظ الديني دور هام في النشأة والتربية، فقال الله تعالي "وبالوالدين إحسانا" وفي الإنجيل "أكرم أباك وأمك" فجميع الأديان السماوية حثت على المعاملة الطيبة والحسنة للآباء، أيضا دور المدرسة في التنشئة فهي وزارة التربية والتعليم أي تربية قبل التعليم، وحث الطفل على بر الوالدين ومعاملتهما معاملة حسنة.

وأكدت أنه في الماضي كنا نقوم بكتابة تعبير عن الآباء والأمهات وأهميتهم كنوع من حث الأطفال على بر الوالدين وتعليمهم، والآن أصبح هذا شيء غير موجود.

وأضافت أن البيئة التي نشأ فيها الأبناء هي العامل الأساسي في جحود وعقوق الطفل، وبالنسبة لمسألة الحجر على الفنان رشوان توفيق يجب بداية الوقوف على الأسباب الحقيقة للأمر والتحري منه بداية، فعلى سبيل المثال عندما رفعت غادة نافع قضية حجر على والدتها الفنانة ماجدة، فكان هذا لحماية والدتها فهي كانت بارة بها ورأت كيف قام بعض المستغلين باستغلال حالة والدتها الصحية وسلبوا أموالها فقامت بالحجر لحمايتها من عمليات النصب المتكررة.