بعد الإبهار الذي حققته مصر خلال الفترة الأخيرة.. وجذبها لأنظار واهتمام العالم بحضارتها وقدراتها ونجاحات وإنجازات شعبها. لا تفوتنا الاستفادة من النتائج العظيمة التي تحققت من الاحتفالات الأسطورية والمهيبة بأمجادنا وحضارتنا وتاريخ أجدادنا.. أو تنظيمنا لواحد من أكبر معارض السلاح في العالم، أو منتدى شباب العالم.. نريد بناء «ذهنية» جديدة لمصر في العقل والوجدان العالمي من خلال أفكار ووسائل «خارج الصندوق» تضمن استمرار الأثر والنتائج، وأن تظل حاضرة في وجدان العالم وفكره عن عظمة مصر.. وكيف وصلت إلى مصاف الدول المتقدمة.

نحتاج إلى وسائل عبقرية لتسويق مصر العظيمة، و«الجمهورية الجديدة»، فمصر غنية بأبنائها المبدعين، وأفكارهم التي تستطيع أن تنفذ إلى عقول ووجدان شعوب دول العالم.. من المهم أن نبني صورة ذهنية جديدة لمصر في عقول ووجدان العالم.. ومصر هي قبلة التسامح والتعايش والحضارات، ومهد الأديان، وأرض الرسالات.. والمعجزات.. مصر المنتصرة دائماً.. والمحفوظة برعاية ربها.. ومعدن شعبها النفيس.. لذلك علينا أن نجعل من احتفالاتنا الأسطورية بأمجادنا.. وما وصلت إليه مصر في الحاضر.. وصورتها في المستقبل حاضرة ومتوهجة في وجدان هذا العالم.

نحتاج إلى ترسيخ صورة مصر الرائعة في «الذهنية» العالمية.. وبناء الوعي الحقيقي لدى شبابنا من خلال اطلاعهم على قدرات الوطن.. وما وصل إليه من مكانة

إبهار.. «ممتد المفعول»

اليوم تشهد مصر حدثاً دولياً وعالمياً مرموقاً.. يجسِّد عظمة وقوة الدولة المصرية وما وصلت إليه من تقدم في كافة المجالات.. هو معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021» وهو واحد من أفضل 10 معارض في العالم.. سبق افتتاح اليوم أحداث وفعاليات عالمية أبهرت العالم.. وجذبت أنظار الشعوب إلى مصر وحضارتها.. ولعل الاحتفال الأسطوري «موكب المومياوات الملكية».. ثم الافتتاح المهيب والمبهر لأقدم طريق في التاريخ «طريق الكباش».. ثم احتفالية «التجلي الأعظم» في التاسع من ديسمبر المقبل.. وبعدها في يناير «منتدى شباب العالم».

هذه الأحداث العظيمة في تاريخ الدولة المصرية، وهناك المزيد القادم في القريب، وأيضاً في المستقبل، حيث عرفت مصر طريقها جيداً.. لكن يجب ألا تمر هذه الأحداث العالمية المرموقة التي خطفت قلوب وأبصار وعقول العالم، دون أن نستثمر فيها، فلا نكتفي بنتائجها العظيمة خلال وبعد أيام من الحدث.. لكن لابد أن نفكر في أن تظل في عقول ووجدان الشعوب لتتشكل صورة ذهنية جديدة وعظيمة عن مصر وحضارتها وقدراتها.. وأيضاً تكون باستمرار في ذاكرة الراغبين أو حتى لفت انتباه الشعوب لزيارة مصر للاستمتاع بالكثير والكثير من نعم اللَّه عليها، سواء الطبيعة الخلابة، والأجواء الدافئة، والمعالم والآثار الحضارية.. أو الشواطئ الممتدة وما تحويه من كنوز وشُعَب مرجانية.. والاستمتاع بدفء الأجواء والاستقبال في هذا البلد العظيم.

لذلك لابد أن نفكر جميعاً في كيفية استثمار هذه الأحداث على المدى البعيد.. بحيث لا تكون مجرد حدث وانتهي.. لكن الهدف هو أن يبقى دائماً في ذاكرة شعوب الدول، وأيضاً التذكير بكنوز مصر وحضارتها وجمالها وقدراتها، وما وصلت إليه، ليس فقط في الخارج، ولكن في الداخل أيضاً من أهمية أن يعيش شباب مصر هذه الحالة التي تدعو إلى الفخر بهذا الوطن لمزيد من ترسيخ الولاء وشرف الانتماء لمصر.. لذلك فكرت على قدر اجتهادي في مجموعة اقتراحات، ربما تحقق نفعاً وقيمة في الداخل والخارج.

أولاً: إن تنظيم مصر لأحد أكبر معارض الصناعات الدفاعية والعسكرية هو «إيديكس 2021» ويحظى باهتمام دولي وعالمي في ظل مشاركة ما يقرب من 400 شركة عالمية في هذا المجال، و42 دولة، وأكثر من 60 وفداً من دول العالم، ويقدم فخر الصناعة المصرية في هذا المجال من خلال عرض منتجات ومعدات عسكرية حديثة تحمل شعار «صنع في مصر».

لذلك من الضروري إذا كان مسموحاً تنظيم زيارات لشباب مصر وطلاب الجامعات لهذا المعرض العملاق، ليدركوا أن مصر أصبحت رقماً كبيراً بين دول العالم المتقدم، تواكب التكنولوجيا الحديثة، وتمتلك قدرات صناعية في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية بما يعزز صورتها وقوتها وقدرتها في ظل امتلاك مصر لأحد أقوى جيوش العالم، والجيش الأقوى في المنطقة وأفريقيا.

نريد أن نرسخ ونقوى جدار الفخر الوطني لدى الشباب بما لدى مصر من إمكانات وقدرات، والتعرف على فخر الصناعة العسكرية المصرية.. وأيضاً أهمية أن يكون لدى الجيش الوطني الإمكانات والقدرات ومواكبة التطور في هذا المجال لحماية الأمن القومي، خاصة أن هؤلاء الشباب يتعرضون لحملات ممنهجة من سموم الأكاذيب والتشكيك والتشويه والشائعات.. ونستطيع أن نحصن عقولهم.. ونزيد حالة الفهم عندهم ليكون ذلك صمام الأمان ضد محاولات تزييف الوعي.

ثانياً: لماذا لا تكون هناك ندوات على هامش المعرض، يحضرها الشباب للتعرف على أبعاد الأمن القومي المصري.. والتهديدات والمخاطر التي تواجه مصر.. وكيف تعاملت الدولة المصرية وقيادتها السياسية مع علاج الخلل الاستراتيجي في موازين القوة بالمنطقة الذي لمسناه قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وكيف نجح الرئيس في اتخاذ القرار التاريخي بتطوير وتحديث الجيش المصري العظيم، وتزويده بأحدث نظم التسليح والقتال.. وشرح فلسفة ذلك وأهميته، في ظل أننا نعيش في منطقة تشهد متغيرات حادة وشديدة الاضطراب، وحافلة بالأطماع والصراعات.. وكيف نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي بعبقرية في حماية الأمن القومي المصري.. وجعل من مصر قوة إقليمية ودولية قادرة على حماية أمنها ومقدراتها وثرواتها وحقوقها.

في اعتقادي أنها فرصة ثمينة لتوعية الشباب.. وبناء الوعي الحقيقي، خاصة أن هذه الملفات تشهد جذباً واهتماماً كبيراً من الشباب ويقبلون على التعرف على المعلومات العسكرية.. وأيضاً التعرف على حقيقة ما يدور في المنطقة من تهديدات وصراعات.. نستطيع أن نجعل الصورة أكثر وضوحاً لدى الشباب.. ليس شرطاً أن نخوض في كل التفاصيل، لكن نستطيع أن نصل بفهم ووعى الشباب إلى حد كبير فيما هو مسموح للنقاش والحوار والتواصل.

ثالثاً: لا تفوتنا الاستفادة من النتائج المبهرة لاحتفالي «موكب المومياوات الملكية».. وافتتاح «طريق الكباش» والاحتفالان أبهرا العالم.. وأيضاً كانت المشاهد أسطورية مهيبة، لذلك أخاطب هيئة التنشيط السياحي.. والهيئة العامة للاستعلامات.. وقبلهما الخارجية.. إهداء نسخ من الاحتفالين الأسطوريين إلى جميع دول العالم، وسفاراتها في القاهرة، مصحوبين بالترجمة واللغة المناسبة لكل دولة.. وأيضاً إهداء نسخ مترجمة لكل وسائل الإعلام العالمية والدولية والأوبرات العالمية في جميع الدول.. وعرض الاحتفالين في سفاراتنا بالخارج في أوقات الاحتفالات القومية.. ولماذا أيضاً لا نقدم هذه النسخ «للسياح» الذين يزورون مصر بسعر التكلفة، وعرضها في البازارات والفنادق لمن يريد اقتناء الاحتفالين، ويختار السائح اللغة التي تناسبه وبطبيعة الحال سوف يراها أصدقاء وأسرة وأهل وزملاء السائح عندما يعود إلى وطنه.

رابعاً: «منتدى شباب العالم» وهو كيان دولي مرموق.. نجح في خطف أنظار واهتمام شباب العالم، وأصبح منصة مرموقة بشهادة أممية.. لكن أريد تحقيق استفادة أكثر من هذا الحدث الكبير.. فلماذا لا تكون هناك حفلات صوت وضوء مبهرة، وماكيتات لملوك مصر.. تحكى قصة حضارتنا وأمجادنا، وسر تفوقنا حتى يعلم العالم.. ولماذا لا نجهز نُسخاً من احتفالي «موكب المومياوات الملكية» و«طريق الكباش».. لإهدائها إلى شباب العالم باللغة التي تناسب كل شاب، وتكون ضمن الهدايا التذكارية في حقيبة المنتدى؟!

ربما لا يقتصر الحديث عن الفعاليات والأحداث التي ذكرتها في السطور السابقة لنقدمها للعالم مرات ومرات وحتى نحتفظ بالتأثير على المدى الطويل والبعيد برسم صورة ذهنية لمصر في عقول ووجدان كل شعوب العالم، ولكن أقترح أن يكون ذلك أسلوب حياة.. نتعامل مع كل فعالياتنا وأحداثنا بإحداث تأثير وإبهار مستمر وممتد المفعول، وتكون صورة مصر باستمرار عالقة وراسخة في عقول شعوب العالم، وليس لمجرد أيام.. نريد أن تكون مصر حاضرة في الذهنية العالمية، ليس فقط في القضايا والملفات السياسية، التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجعل مصر ذات مكانة مرموقة وحاضرة مع الكبار في جميع المحافل الدولية، وشريكاً أساسياً في كافة الملفات الإقليمية، ويعول عليها العالم في قيادة المنطقة والشرق الأوسط، وشرق المتوسط.. ولكن نريد أيضاً بناء صورة إبداعية لمصر عن جمالها وحضارتها وقدراتها، وأنها دولة أصبحت من الدول المتقدمة بفضل رؤية قائدها، والتفاف وإنجازات شعبها.

تحيا مصر