الخميس 23 مايو 2024

كتاب  «رثاء الذات» يكشف غياب المرأة في  قصائد الجاهلية

12-6-2017 | 22:13

عن الهيئة العامة لقصور الثقافة صدر كتاب "رثاء الذات في الخطاب الشعري الجاهلي" للكاتب محمد رمضان زامل، و الكتاب الذي يقع في 452 صفحة من القطع المتوسطة، يعتبر دراسة مستفيضة حول شعر رثاء الذات وآفاقه الجمالية والإنسانية والثقافية من خلال استشفاف دلالات الصوت والتراكيب والصورة والبناء داخل بنية قصيدة رثاء الذات.

ويتناول الكتاب ظاهرة الإضمار ودورها في بناء الشعر وخلق فضاء يحيط بالنفس يوسع مساحة المتلقي، وما يتفرع عنها من ظاهرة جلية الخطر هي الالتفات الذي قيل عنه "إنه باب من أبواب فقه الصنعة لا يزال في مهجعه من الشعر صامتا لم ينطقه بعد"، ثم تأتي ظاهرتا الحذف والإطناب وكلاهما مقابل للآخر، أولا: الضمائر ودلالاتها: ضمائر الحضور، ضمائر المفرد، ضمائر الغياب، ضمائر المتكلم، وأخيرًا جاءت ضمائر الخطاب.

يقول "زامل" في بداية الدراسة: "لا يختار الشاعر البحر الذي تجيء فيه قصيدته، فاختيار الوزن لا يخضع لإرادة الشاعر إنما تمليه عليه التجربة والإحساس، بالإضافة لسليقته الشعرية".

ومن إيقاعات البحر، بحر الطويل، بحر الوافر، بحر الكامل، بحر البسيط، الرجز، لم يحظ شعر رثاء الذات إلا بثلاثة أبيات تامة من الرجز وثلاثة من مشطوره، وهو من البحور وحيدة التفعيلة، وتفعيلته الأساسية مستفعلة، وقد سمي الرجز قديمًا مطية الشعراء ليسره وسهولته وارتباطه بأعمال الحياة اليومية من حداء وسقاء.

ويذكر الباحث: "تفتقر المرأة في شعر رثاء الذات إلى التفاصيل فليس لها وجه أو ملامح مميزة، فهي أنثى وحسب، وإذا حدد الشاعر سنها في قليل من صوره، فهي عند امرئ القيس في سن الشباب".

يرعن إلى صوتي إذا ما سمعته ** كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا

وعند لبيب أبكار وعون:

في ربرب كنعاج صا ** رة يبتئسن بما لقينا

متسليات في مسو ** ح الشعر أبكارا وعونا