الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

​نساء محمد الطراوي


  • 29-11-2021 | 23:26

البهي

طباعة
  • طاهر البهي

احتضنت دار الأوبرا المصرية، المعرض الفني التشكيلي، للفنان الكبير محمد الطراوي، حيث ضمت حشدًا من اللوحات الرائعة بعنوان: "كوني أنت"، يوثّق فيها قفزة المرأة المصرية في عهدها الجديد، شهدت قاعة الباب توافد العشرات من نجوم ونجمات الفن والمجتمع على القاعة بدار الأوبرا المصرية.

عرفت الفنان التشكيلي الأسطورة محمد الطراوي منذ اليوم الأول الذي عملت فيه بالصحافة محترفًا، كان طراوي ـ ولا يزال ـ هو نجم أغلفة الصبوحة "مجلة صباح الخير التي يتغنى بحبها الطير"، على الرغم من سنه الصغير وقتها في ريعان الشباب، وكان طراوي ولا يزال معتزا بنفسه، يتمتع بكبرياء وعفة نفس؛ حتى أنني كنت شاهدا على مكالمة هاتفية على سويتش روزاليوسف بينه وبين مسئول بارز وقتها، الرجل يطلب منه في أدب أن يذهب إليه في مكتبه لرسم لوحة شخصية، في حين أن طراوي ـ الجبار ـ يطلب منه تشريفه في مكتبه ومرسمه بمجلة صباح الخير!

محمد


كان ذلك بالنسبة لي هو مفتاح شخصيته التي لم تتغير ولم تتبدل؛ حتى تكرر نفس المشهد عندما وسطني فنان ميجا ستار، يحمل نجومية مبهرة، طلب منى الوساطة لدى الطراوي وكان الرد كسابقه، لم أدخل معه في مناقشات إلا وحسمها بهذا الكبرياء الذي احترمته فيما بعد عندما عرفت منطقه، ومنذ الأسبوع الأول لي وأنا أتفقد مكاتب صباح الخير كما طلب مني أعظم رؤساء تحريرها لويس جريس، توقفت أمام مكتبه وهو يضع الربع فرخ على الإستاند منهمكا في إبداع غلاف للصبوحة، تفرسني بعينيه البارزتين وأشار لي بالجلوس، أنا: خايف أعطلك!
هو متجاهل ما قلت: إنت زميل جديد معانا؟ / أنا: ادعيلي، هو بتحب مجلتنا/ أنا: أنا من قرائها..أشعل البايب بعود من الثقاب، فامتلأ المرسم بالدخان، ووجدتها فرصة لأن أتفرس ملامحه، شاب ناضج رومانسي إلى أقصى حد في لوحاته، كان يغمس فرشة الرسم في فنجان قهوة أمامه، وسرعان ما مد يده يمنحني بورتريه شخصي لي بماء البن!
ودلفت إلى عالم هذا الفنان الساحر حتى أن موديلاته أصبحن صديقات مشركين، وكدت أتخصص في عالمه التشكيلي، الذي جمع بيننا نظريته الرومانسية، وهو ما كنت أتهم به دائما، حتى شخصياته الذكورية التي رسمها بدافع صحفي، بتكليفات من االكاتب الكبير مكرم محمد أحمد له إبان رئاسته للوقورة "المصور"، أذكر منها غلاف للأمين العام للأمم المتحدة المصري بطرس غالي، أضفى عليها طراوي بعدا حالما جعل بطرس غالي يحملها إليه إلى ردهات مبنى الأمم المتحدة، في نفس الوقت لم يبتعد الطراوي عن شغفه بالأصالة والموروث الفلكلوري الشعبي، كأنه يقول لها "انهضي فمصر تتغير إلى الأفضل، اصنعي حياتك كما تريدينها"، كأنه يقول في لوحاته الفلكلورية عن بقعة الضوء في جلباب البدوية: إنها وردة تمنحها للحياة؛ حتى أنه طاف بمحافظات مصر كلها يرسم عالم المرأة الثري في الأسواق والمناسبات الإجتماعية والفلكلورية بواقعها ورمزيتها؛ فهو منحاز لمصر وأصالتها وموروثها، أزعم أنه رسم المرأة المصرية كما لم يرسمها أحد، إن محمد الطراوي لا يقل عن رموز الفن التشكيلي في عصرنا الحديث، وهو بالفعل له مقتنيات في كثير من دول العالم، وعلى مستوى السلك الدبلوماسي، وهو حاصل على الدكتوراة الفخرية من إحدى الدول. 

لوحة
دعونا نمعن النظر في رمزية المرأة في عالمه التشكيلي، لم تعد صورتها كما كانت وعلينا أن نوثق قفزتها الجديدة، وفي حضرة المرأة تتجلى مقامات معرضه "كوني أنت"، كأنه يقول لها: اصنعي حياتك التي ترغبين أن تعيشيها، اصنعي ذاتك  أرسمي دروب الأمل، أعيدي للحياة رونقها وتوازنها وللورود عطرها.. أثبتي للعالم من تكوني أنت".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة