الأربعاء 26 يونيو 2024

في ذكرى ميلاده.. رياض السنباطي عبقري تلحين القصيدة

رياض السنباطي

ثقافة30-11-2021 | 15:58

بيمن خليل

تحل اليوم 30 نوفمبر ذكرى ميلاد أحد أبرز الموسيقيين العرب في القرن العشرين رياض السنباطي، والذي عرف عنه قدرته وتميزه على تلحين القصيدة العربية بعبقرية موسيقية شديدة الثراء والتجديد، ورافق السيدة أم كلثوم في مشوارها الغنائي للقصيدة العربية، بتلحين وأجمل القصائد التي سمعناها وتعلقنا بها، ولعل من أبرز هذه القصائد قصيدة الأطلال التي غنتها أم كلثوم للشاعر الكبير إبراهيم ناجي.

ولد رياض محمد السنباطي في 30 نوفمبر 1906م، بمدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط، وكان يعمل والده (مقرئ) يقوم بالغناء في الموالد والأفراح والأعياد الدينية، في مدينتهم والقرى المجاورة لهم، وكان يعشق الطفل رياض السنباطي سماع دق العود في يد أبيه في وقتها، ويستمع إلى غناء التواشيح والغناء الأصيل.

 

في التاسعة من عمره تقريبًا وجده أبيه هاربًا من المدرسة يضرب العود عن جار لهم، ويغني بصوتع "الصهبجية" لسيد درويش، فأعجبه صوته فأصطحبه معه للغناء في الأفراح والموالد، وكان السنباطي شغوفًا بتعليم الموسيقى والغناء أكثر من شغفه في التعليم.

وفي نفس المرحة العمرية أصيب السنباطي بمرض في عينيه جعل الدراسة أمر صعب عليه، مما جعل والده يدفعه أكثر لتعليم الموسيقى والغناء وكانت تظهر عنده استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، وبرغم صغر عمره على أنه كان يستطيع أن يؤدي وصلة غنائية كاملة بمفرده، وكان يطلق عليه في وقتها "بلبل المنصورة" حتى استمع له الشيخ سيد درويش وأعجب به ,أراد أن يأخذه معه إلى الاسكندرية ليحظى على فرص أكبر وافضل على أنه والده رفض الأمر لأنه كان يعتمد عليه بصورة كبيرة.

 

كانت نقطة الانطلاقة الحقيقية بالنسبة للسنباطي حين قرر والده الانتقال به إلى القاهرة وذلك في عام 1928م، حيث كان يرى لابنه أنه يستحق حياة فنية أفضل، واضعًا أم كلثوم مثالًا أمامه حيث كان والدها صديقًا له في الماضي.

تقدم رياض السنباطي للالتحاق طالبًا بمعهد الموسيقى العربية، على أن قدراته الموسيقية ذهلت لجنة التحكيم حينذا والذين رأوا بأن قدرات السنباطي أكبر من أن يكون طالبًا، فعيين بالمعهد أستاذًا لآلة العود والأداء، ومن هنا كانت بداية انتشاره في الوسط الموسيقي في مصر.

اشتهر السنباطي  بتلحينه للقصائد، وبلغ عدد مؤلفاته الغنائية نحو 539 عملًا، في شتى أنواع قوالب الغناء مثل الاسكتش والأوبريت والأوبرا العربية والديالوج والأغنية السينمائية  والدينية والطقطوقة والقصيدة والمواليا والمونولوج، بالإضافة إلى 38 قطعة وهي عدد مؤلفاته الموسيقية، كما أنه قام بالتلحين لأكثر من 120 شاعر منش عراء الأغنية.

 

وتعد أغنية "الأطلال" من أشهر القصائد المغناة التي قام بتلحينها وأدتها السيدة أم كلثوم، واعتبر النقاد تلك الأغنية بأنها تاج الأغنية العربية في القرن الـ 20، وغنتها أم كلثوم عام 1966، وهي أغنية مأخوذ أبياتها من قصيدة الأطلال الأصلية، بالإضافة إلى بعض الأجزاء من قصيدة "الوداع" للشاعر إبراهيم ناجي.

وفي عام 1952 قدم السنباطي فيلم "حبيب قلبي" الذي قام ببطولته وشاركته في البطولة الفنانة هدى سلطان، وأخرجه حلمي رفلة، وعلى الرغم من نجاح الفيلم على أن السنباطي لم يكرر التجربة مرة أخرى في التمثيل.

حصل السنباطي على عدة اوسمة وتكريمات وجوائز، منها: وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات، وجائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس عام 1964، وجائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1977، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى، والدكتوراه الفخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى، من أكاديمية الفنون، 1977، وجائزة اليونسكو من جناحها العربي وكان الوحيد عن العالم العربي ومن بين 5 نالوها عام 1977.

 

وقد رحل الملحن العظيم، ملحن القصيدة العربية رياض السنباطي في 10 سبتمبر من عام 1981م، عن عمر ناهز الـ 74 عامًا.