الثلاثاء 14 مايو 2024

«أرض الفرص»

مقالات1-12-2021 | 21:32

الاهتمام والإقبال الدولى على مصر لم يأت من فراغ.. لكنه قصة وطن امتلك الرؤية والإرادة.. فبلغ المكانة المرموقة.. والثقل والدور الإقليمى والدولى والفرص الواعدة.. ولم يأت صدفة، بل قصة كفاح  ونجاح عميقة وثرية استندت على رؤية وأهداف محددة.. تحققت بما يفوق التوقعات، وأصبحت جديرة بأن تكون «معجزة».. فامتلاك القوة والقدرة فى الداخل.. حقق الثقل فى الخارج، بفضل سياسات شريفة.. ومصداقية.. ورؤى عميقة، وحلول ناجزة من أجل أمن واستقرار وسلام العالم.. ودعماً للأمن والسلم الإقليمى والدولى، من هذا المنطلق أرى زيارة رئيس الوزراء الإسبانى لمصر، وما قاله عن حالة التطور والنمو التى تشهدها مصر، والرغبة القوية لدى مدريد لتطوير التعاون والشراكة بين مدريد والقاهرة.. وإصرار الشركات الإسبانية على الاستثمار والعمل، للاستفادة من النتائج والفرص التى أوجدتها المشروعات القومية العملاقة التى تنتشر فى ربوع البلاد.

 

 

من وحى زيارة رئيس الوزراء الإسبانى.. مصر أصبحت قبلة العالم الباحث عن التنمية والاستثمار والشراكة.. والحل فى مركز الثقل.. القوة والقدرة لا تأتى صدفة.

 

 

ما سر هذا الإقبال الدولى على مصر، دول كثيرة تتهافت عليها.. والتعاون والتقارب معها.. هل ذلك صدفة؟!.. أعتقد أن الثابت لدينا أن الدول المؤثرة والفاعلة والقوية والقادرة، التى تملك الفرص الغزيرة.. أو الدول التى لديها الحلول.. وتشكل رقماً كبيراً مهما، تحظى بالدور والمكانة والثقل.. هى من تُقْبِل عليها الدول من كل بقاع الأرض.

لا شك أن مصر دولة عظيمة ومهمة على الصعيدين التاريخى والجغرافي، أضف إلى ذلك التأثير الإقليمى والدولى وكذلك ما لديها من قدرات وموارد، وفرص، دولة أصبحت تمتلك القدرة فى شتى المجالات.. وحتى نكون موضوعيين، فإن أهمية مصر لدى العالم من المنظور الشامل جاءت نتاج رؤية وإرادة وجهود مخلصة قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مدار أكثر من 7 سنوات، حتى باتت مصر محور اهتمام العالم.. والتعويل عليها فى قيادة هذه المنطقة.

الحقيقة.. إذا لم تكن مهماً للدرجة الكبيرة، فلن ينظر إليك الآخرون، ولن يبحثوا عن التقارب والتعاون والشراكة معك، فرغم جائحة «كورونا» وتداعياتها، إلا أننى ألحظ حالة الإقبال الدولى سواء من خلال الزيارات المهمة والمتنوعة للرؤساء وكبار المسئولين الوطنيين فى العالم، وهذا يشير إلى أمرين مهمين: أن مصر لديها ما تقدمه لهذا العالم فى مجال تبادل المصالح والخبرات، وما لديها من فرص وقدرات، أو أنها تمثل ركيزة مهمة فى حل القضايا والأزمات.. وقيادة سفينة المنطقة إلى بر الأمن والسلام والاستقرار.. فإذا لم تكن تملك شيئاً.. فلن يعيرك الآخرون الاهتمام.. «مصرــ السيسى» أصبحت بؤرة ومحور الاهتمام لدى دول العالم المختلفة خاصة الكبار من الدول المتقدمة.

مصر نجحت فى التعبير عن نجاحاتها وإنجازاتها وقدراتها، وما تملكه من فُرص، وأيضاً تسويق «مصر القادرة والثرية» التى تمتلك الرؤية الشاملة والكافية التى اعترف بها العالم، بأنها حجر الأساس فى إرساء قواعد الأمن والسلم الإقليمى والدولي.

الحقيقة أيضاً أن القدرات الاقتصادية المصرية.. وما تملكه من فرص بفضل المشروعات القومية العملاقة خلال أكثر من 7 سنوات، والتى تنتشر فى كل ربوع البلاد.. فى استثمار حقيقى وعبقرى لكل موارد وثروات هذا الوطن، وتهيئة المناخ والأجواء والبنية الأساسية والتحتية لتكون مصر مصدر جذب واهتمام العالم.

قوة مصر وقدرتها وصلت للجميع، فقد أصبحت لاعباً رئيسياً ومهماً فى رقعة الشطرنج الدولية.. تناطح بشرف وسياسات ثابتة ومصداقية عالية الدول الكبرى فى العالم.. ولعل إصرارها على التمسك بالاستقلال الوطنى وعدم السماح بالتدخل فى الشئون الداخلية قد أصبح عقيدة دولية ينشدها العالم.. ويتحسس طريقه إليها، بل وأصبحت مصر ملهمة لكل الدول بفضل حكمة قيادتها السياسية التى صنعت الفارق فى وصول مصر إلى هذه المكانة المرموقة.

بالأمس.. تابعت المؤتمر الصحفى بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز.. والحقيقة أنه دار فى عقلى شريط من الذكريات المتتالية عن الرؤساء وكبار المسئولين الدوليين، أو مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المحافل الدولية التى تجمع الدول الكبرى أو حتى الاتصالات الهاتفية والمشاركة فى مؤتمرات وفعاليات دولية عبر الـ«فيديوكونفرانس»، فوجدتنى أخرج بنتيجة مهمة للغاية أن مصر الكبيرة حاضرة فى كل الأنشطة والمحافل الدولية.. وتحظى باحترام وتقدير العالم.. ويُنْظَر إليها كدولة تقود المنطقة وأفريقيا، وشرق المتوسط.. ولعل هذا ليس كلامي، ولكنه جاء على لسان الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال مهاتفته للرئيس عبدالفتاح السيسي.

لقد قررت أن أتناول زيارة رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز لمصر من هذا الجانب.. فإذا استرجعنا شريط الذكريات نجد بالفعل حقيقة ثابتة مفادها أن مصر عادت بقوة لتكون فى قلب وعقل واهتمام هذا العالم.

لكن لماذا جاء هذا الاهتمام..  هل من فراغ؟!.. الحقيقة أن مصر تحركت فى السنوات السابقة على كافة المحاور والاتجاهات والمجالات والقطاعات فى الداخل والخارج.. لذلك فإن قوة الداخل وما تحقق من إنجازات عظيمة سواء على مستوى قدرات الدولة فى كافة المجالات، سواء الاقتصاد، والأمن، والنجاح الكبير فى هزيمة العديد من التحديات والعقبات والتهديدات الخطيرة.. وتحقيق أهداف و«أجوال» فى العديد من الملفات والأزمات التى واجهت مصر على الاتجاهات الاستراتيجية للدولة فى مناطق مصالحها وثرواتها، وحقوقها المشروعة، كان لافتاً للعالم.. إذاً.. هذا البلد القوى الذى نجح فى أعتى التحديات والتهديدات.. ليس فقط فى الاشتباك، مثل التعامل مع الإرهاب ومحاولات التسلل للتخريب والتدمير فى الداخل المصري، ولكن يكفى أن تضع مصر وترسم خطوطاً حمراء.. ليس هذا فحسب، فإن ملحمة البناء والتنمية، والمعجزة الاقتصادية التى تحققت على ربوعها، جعلت مصر تمتلك فرصاً اقتصادية واستثمارية ذهبية يسعى العالم المتقدم للدخول معها فى شراكات وضخ استثمارات خاصة فى ظل موقع مصر الجغرافى الفريد، وما لديها من بنية تحتية عصرية.. وأيضاً شبكة موانئ ومطارات واتصالات عملاقة.. وثراء الدولة المصرية فى كافة المجالات: فى شعب يزيد تعداده على 100 مليون مواطن.. وهو محور وقلب الأسواق الأفريقية والعربية، وأيضاً شريان التجارة العالمية للنجاح والإنجاز، وأن تكون محور اهتمام وإقبال العالم لا يأتى من فراغ.. وهذا ما استخلصته من زيارة رئيس الوزراء الإسبانى لمصر وكلماته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى.

رئيس الوزراء الإسبانى أكد خلال المؤتمر الصحفى أن مصر وإسبانيا بلدان صديقان تربطهما علاقات طويلة ومتعددة ومتنوعة، حيث تطمح إسبانيا إلى تنويعها وتعميقها، لافتاً إلى أن بلاده تعتبر مصر بلداً مهماً جداً سواء على صعيد العالم العربى والمتوسط، ونحن مطالبون بتعميق علاقاتنا التجارية والاقتصادية والسياسية، وأن الوفد الإسبانى الذى يرافقه يعكس هذا الاهتمام الذى توليه الشركات الإسبانية للانخراط فى عملية النمو والتطور التى تشهدها مصر فى السنوات الأخيرة، وأن هناك تصميماً لدى هذه الشركات للاستفادة من المشروعات القومية والفرص التى أوجدتها.

هذا نص شهادة رئيس الوزراء الإسباني، التى تكشف أن هناك فرصاً اقتصادية ثمينة لدى «مصرــ السيسي» والجميع يبحث عن الاستفادة منها، ويستشعر أن مصر قادمة بقوة بفضل الرؤية الرئاسية الثاقبة والإرادة الصلبة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى كشف أنه تم الاتفاق مع رئيس الوزراء الإسبانى على تعزيز الاستثمارات الإسبانية فى مصر.

حجم القضايا والموضوعات التى بحثها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسباني، يكشف أهمية مصر ودورها وثقلها ومكانتها سواء على الصعيد الاقتصادى أو التعاون الدفاعى أو الرياضة والثقافة، وزيادة التبادل التجارى والتعاون الثقافى والسياحي، بالإضافة إلى أن هناك العديد من مجالات التعاون ورغبة الشركات الإسبانية للعمل والاستثمار فى مصر والاستفادة من فرصها الثمينة.

تطابق الرؤى المصريةــ الإسبانية المشتركة لتعزيز التعاون، يؤكد أن هناك إرادة مشتركة للشراكة، خاصة أن مصر تعتبر إسبانيا شريكاً أساسياً لها.. والاتفاق على أن البلدين فى حاجة إلى زيادة التبادل التجارى بينهما من خلال إتاحة الفرصة للصادرات المصرية للنفاذ إلى الأسواق الإسبانية، بالإضافة إلى تعزيز السياحة الوافدة إلى المقاصد السياحية المصرية سواء فى الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وغيرها.. والإشارة إلى التدابير الصحية التى اتخذتها مصر.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أشاد بالتعاون المصرى ـ  الإسباني، فى العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية المهمة باعتباره تعاوناً تتفتح له آفاق جديدة من خلال عقد منتدى رجال الأعمال بين ممثلى القطاع الخاص فى البلدين، خلال هذه الزيارة بمشاركة رئيسى الوزراء فى البلدين.

تبادل الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الإسبانى الرؤى حول التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة «كورونا» وجهود الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة، ونجاح مصر فى تحقيق التوازن الدقيق بين تطبيق الإجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار الفيروس من جانب، وتأمين استمرار النشاط الاقتصادي، وتفعيل مظلة الحماية الاجتماعية لمعالجة آثار الجائحة السلبية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية من جانب.

تناولت المباحثات أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، حيث أطلعه الرئيس عبدالفتاح السيسى على آخر تطورات قضية «سد النهضة».. مؤكداً ومشدداً على موقف مصر الثابت بالتمسك بصون أمنها المائى الآن وفى المستقبل، وأهمية التوصل إلى اتفاق شامل وعادل وملزم قانوناً بين مصر والسودان وأثيوبيا، حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وأهمية أن يدفع المجتمع الدولى فى هذا الاتجاه، والعمل على دعم ومساندة عملية تفاوضية فعالة لتحقيق هذا الهدف.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أيضاً أكد أهمية العمل على معالجة بؤر التوتر فى المنطقة من خلال حلول تعيد الاستقرار، وتعزز من قدرة الدول على تحقيق طموحات شعبها فى العيش بأمان وحرية وتحقيق التنمية المستدامة.. وهو ما تجسده رؤية مصر حول ترسيخ الأمن والاستقرار فى المنطقة.

 

تحيا مصر

Dr.Radwa
Egypt Air