الأربعاء 15 مايو 2024

وصل 24 دولة.. هل تعود إجراءات الغلق مرة أخرى لمواجهة متحور أوميكرون؟ أطباء يجيبون

وقف رحلات الطيران بسبب متحور أوميكرون

تحقيقات2-12-2021 | 17:05

أماني محمد

منذ نحو أسبوع ظهر متحور كورونا الجديد أوميكرون الذي بدأ في جنوب أفريقيا وعدة دول أفريقية، ما دفع العديد من بلدان العالم تصدر قراراتها بوقف رحلات الطيران بينها وبين تلك الدول، وازداد انتشار واكتشاف حالات جديدة مصابة بأوميكرون في العديد من دول العالم، خلال الأيام القليلة الماضية، كان من بينها السعودية والإمارات.

وجاء متحور أوميكرون الجديد في وقت كان العالم قد بدأ يستعيد عافيته ويتخذ من إجراءات العودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى بعد التوسع في التطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا، ليهدد المتحور الجديد الدول بالعودة إلى النقطة صفر في مواجهة الجائحة والسيطرة على انتشار الفيروس، حيث بدأت عدة دول تعود إلى وقف رحلات الطيران إليها ومنها كندا.

فيما أكد أطباء أن العودة إلى إجراءات الغلق مرة أخرى هو معادلة صعبة لأن العالم لن يتحمل التداعيات الاقتصادية لهذه الإجراءات بسبب تأثيراتها السلبية على موارد الدول، موضحين أن الأساس في مواجهة هذا المتحور هو التوسيع في دائرة تطعيم المواطنين بلقاح كورونا والالتزام بالإجراءات الاحترازية المتبعة منذ بدء الجائحة.

واتخذت مصر عدة إجراءات لمواجهة المتحور الجديد منها وقف رحلات الطيران من وإلى جنوب أفريقيا، فيما اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن قرار عدة دول حظر السفر وغلق الحدود لن يوقف انتشار المتحورة الجديدة لفيروس كورونا "أوميكرون"،  كما دعت الدول تبني مقاربة تقوم على تقييم المخاطر، لكنها نصحت من تجاوزوا الستين ومن صحتهم ضعيفة بإرجاء السفر.

وصل إلى 24 دولة

وفي هذا السياق، قال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن متحور أوميكرون الجديد تم رصده في 24 دولة منها دولتين بالقرب من مصر هما السعودية والإمارات، مضيفا أن اتخاذ أي دولة قرارا بالغلق مرة أخرى لمواجهة انتشار المتحور الجديد هو معادلة صعبة.

وأضاف المغازي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك عدة دول قامت بالغلق الكامل ووقف رحلات السفر منها وإليها بشكل تما لمواجهة المتحور وهو قرار صعب، لأن الغلق يتبعه إجراءات وآثار اقتصادية صعبة للغاية على الدولة وعلى المواطنين، مضيفا أن هذا الغلق يصعب الإجراءات التي تتخذها الدول لأنه يؤثر على مواردها.

وأشار إلى أن العالم لا يحتمل العودة للغلق للمرة الأخرى، لأنه سيؤثر على الموارد الاقتصادية وقدرة الدول على الإنفاق على الصحة ومواجهة الجائحة، مضيفا أن الحل الأفضل لمواجهة المتحور أو أي متحور آخر هو الإسراع في وتيرة التطعيم، وهو ما أكده مسئولو منظمة الصحة العالمية، وأن اللقاحات لا تزال فعالة مع إجراء بعض التعديلات وأننا لسنا في حاجة إلى لقاحات جديدة.

وتابع بأن مصر تستهدف تسريع وتيرة التطعيم، حيث وصل معدل التطعيم إلى رقم جيد وفقا لآخر الإحصائيات حيث تجاوز 40 مليون مواطن حصلوا على الجرعة الأولى، وهو هدف كانت تسعى الدولة لتحقيقه مع نهاية العام لكنها تمكنت من الوصول إليه الآن، مطالبا بزيادة حملات التوعية لتشجيع المزيد من المواطنين على الحصول على اللقاح.

ولفت إلى أن الحكومة اتخذت عدة إجراءات لتسهيل التطعيم من خلال مراكز للتطعيم في محطات المترو الرئيسية والأماكن العامة، ومع بداية ديسمبر الجاري دخلت فئات جديدة إلى التطعيم وهم الأطفال بدءا من 12 عاما وكذلك الجرعة المعززة الثالثة لبعض الفئات وهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطقم الطبية.

وشدد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وغسل وتطهير الأيدي والتغذية السليمة لتقوية المناعة وتجنب الازدحام والأماكن المغلقة وهي ذات الإجراءات المتبعة منذ بدء الجائحة، موضحا أن متحور أوميكرون لا يزال جديد وتجري الدراسات لمعرفة كل التفاصيل بشأنه، فلم يتحدد بعد مدى سرعة انتشاره مقارنة بالمتحورات السابقة وهل هو أقل شراسة، حيث تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى نحو أسبوعين لتكوين فكرة كاملة عن هذا المتحور.

اللقاحات أقل فاعلية

ومن جانبه، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن متحور أوميكرون الجديد بدأ ينتشر في العديد من دول العالم، وغلق المطارات ورحلات الطيران هو إجراء غير فعال ولن يحقق جدوى كبيرة، لأنه مكتشف منذ أسبوع تقريبا فهناك الآلاف يسافرون يوميا، وأصبح هناك عدوى تسمى بالعدوى المجتمعية وليست عدوى من المسافرين فقط، ومصر من المستبعد أن تعود لإجراءات الغلق مرة أخرى.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المتحور الجديد لا يزال قيد الدراسة وغير معروف هل هو مقاوم للقاحات أم لا أو أشرس في الإصابات، ومن المتوقع أن تنتهي الدراسات بعد نحو 10 أيام، ولا يوجد معلومات كافية حتى الآن، مضيفا أن المتحور الجديد أسرع في الانتشار وهو أمر تحدد قياسا على المعلن من معلومات بشأنه ومقارنته بمتحور دلتا.

وأكد عنان أن التحور الذي شهده أوميكرون موجود على السطح الروتيني الخارجي للبروتين الشوكي للفيروس يجعله أسرع  انتشارا، والتصاقه بخلايا الجهاز التنفسي سيكون أعلى، موضحا أن هذا ما يمكن تأكيده بشأن متحور أوميكرون الجديد، لكن لا  يمكن تحديد مدى شراسته وقوة فاعلية اللقاحات في التصدي له حتى الآن إلا بعد دراسة مستفيضة.

وأشار إلى أن اللقاحات في الغالب ستكون أقل فاعلية في مقاومة متحور أوميكرون لكن لا يمكن تحديد نسبة الفاعلية الآن، فمتحور دلتا أدى لتقليل فاعلية اللقاحات بنسبة من 5% إلى 10%، موضحا أن دول أوروبا مصممة على العودة إلى الغلق مرة أخرى، وهو إجراء ليس له أي فاعلية في مواجهة المتحور الجديد.

وشدد على أن سبب ظهور المتحور الجديد هو عدم حصول النسبة الأكبر من المواطنين على التطعيمات المضادة لكورونا، والحل الوحيد الآن هو أن يحصل الجميع على اللقاح حتى يحمي نفسه من المضاعفات الخطيرة للإصابة وأن تكون الأعراض أخف دون أن يحتاج إلى دخول المستشفى، مشيرا إلى أن نسبة دخول المستشفى مع اللقاح نادرة وكذلك نسبة الوفيات نادرة للغاية.

وأضاف أستاذ اقتصاديات الصحة أن مصر تستهدف تطعيم 40 % من السكان بجرعتي اللقاح قبل نهاية العام، وعدد الحاصلين على الجرعتين حتى الآن وصل إلى 15 مليون مواطن، هذا يعني أن هناك 25 مليون مواطن يحتاجون أن يحصلوا على الجرعة الثانية قبل نهاية العام، ومن المفترض بعد 3 أسابيع من الآن أن يكون هذا العدد تحقق، إذا التزم المواطنين بمواعيد الجرعات الثانية فهذا يعني أنه بعد 3 أسابيع سيكون عدد الحاصلين على الجرعتين 40 مليون مواطن.

ولفت إلى أنه إذا بلغ معدل التطعيم في المجتمع إلى أكثر من 60% سيمنع ظهور المتحورات الجديد، إذا قل عن ذلك ستقل فرص انتشار المتحورات الجديدة وأعراضها.

وقف رحلات الطيران

وأعلنت لجنة إدارة أزمة كورونا وقف رحلات الطيران الجمعة الماضية من وإلى جنوب أفريقيا، موضحة أن هناك عددًا من الدول المستهدفة بقائمة من الإجراءات، وتتضمن تلك الدول: جنوب إفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، واسواتيني، حيث من المقرر للقادمين من تلك الدول عن طريق الرحلات غير المباشرة (ترانزيت) ويمثل قدومهم إلى مطار القاهرة (ترانزيت) في طريقهم إلى دول أخرى، حيث سيتم إجراء اختبار فحص الحامض النووي السريع، وحال ظهور أي حالة ايجابية تمنع من صعود الطائرة التالية، ويعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها.

بينما للقادمين من تلك الدول عن طريق الطيران غير المباشر (ترانزيت) وتمثل القاهرة وجهتهم النهائية، فسوف يتم عمل اختبار فحص الحامض النووي السريع، وحال إيجابية التحليل يعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، أما حال سلبية الاختبار فيقوم بعمل حجر ذاتي منزلي لمدة 7 أيام، ويتم عمل اختبار pcr في نهاية مدة الحجر، كما يستمر متابعته لمدة 7 أيام أخرى عن طريق فريق الحجر الصحي حتى نهاية المدة القصوى لفترة حضانة الفيروس.