السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

آثار مصر ليست وثنية

  • 3-12-2021 | 12:17
طباعة

بعد محفل الافتتاح العظيم والمشرف لطريق الكباش فى الأقصر، والذى تابعته عشرات من وسائل الإعلام العالمية، وتابعه أكثر من مليار من البشر، ونجحت مصر فى تسويق جزء ثمين من تاريخها وحضارتها، كقوة ناعمة بين شعوب العالم، ظهرت دعاوى أهل الشر الذين تعودوا بعد كل احراز نجاح مصرى على صناعة حملات موجهة لتشويه التأثير المصرى أو التقليل منه!!

وانتشرت على السوشيال ميديا دعاوى باطلة من قبل الكتائب الالكترونية لقوى الشر تتدعى أن الآثار المصرية جزء من الوثنية! ومصر على وشك عبادة الأصنام.. الخ.  من هذا الهراء، ورغم سطحية هذه الادعاءات وتفاهتها إلا أنه لابد من الاعتراف بأن جمهور الشباب على السوشيال ميديا يسيطر عليه الجهل بالتاريخ والعلم، فكان لزاماً على قلمى أن يتناول هذا الموضوع محاولاً استنفاذ بعض العقول من الوهم!

لقد فرق القرإن الكريم بين التماثيل التى كان يصنعها الناس سواء فى عهود الأنبياء السابقين أو فى عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وبين البنيان والآثار الحضارية للأمم السابقة.

 

ففى الوقت الذى اشتبك الإسلام مع الوثنية ودعوة الناس إلى التوحيد الخالص ونبذ الشرك والتقرب إلى الأصنام والاعتقاد فيها أنها تضر وتنفع (حيث كانت هذه القضية هى القضية الأولى لدعوة الإسلام فى العصر الأول )!! تحدث القرآن عن عمارة وبنيان الأمم السابقة دون الإشارة من قريب أو من بعيد إلى هدمها أو محو آثارها، تحدث عن حضارة سبأ بسورة كاملة  (سورة سبأ)

قال تعالى:

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)سورة سبأ

ويعتبر مجتمع سبأ واحداً من أكبر أربع حضارات عاشت فى جنوبى الجزيرة العربية، ويعتقد أن هؤلاء القوم قد أسسوا مجتمعهم ما بين 1000 إلى 750 قبل الميلاد، وانهارت حضارتهم حوالى 550 بعد الميلاد، بسبب الهجمات التى دامت قرنين والتى كانوا يتعرضون لها من جانب الفرس والعرب.

 

كما تحدث عن حضارة عاد بقوله:

"ألم تر كيف فعل ربك بعاد (6) إرم ذات العماد(7) التى لم يخلق مثلها فى البلاد)،" سورة الفجر.

وتقع مدينة قوم عاد (إرم ذات العماد) فى منطقة جزيرة العرب بين كل من دولتى (اليمن، وعمان)، أما عن إسم مدينة الأحقاف الذى أطلق عليها فهذا يرجع إلى المعنى التى تحملة كلمة (الأحقاف) والذى تعنى الرمال (الصحراء)، وكان مكان إقامة قوم عاد تحديدا فى منطقة (صحراء ظفار)، التى تبعد قرابة الخمسين كيلومتر فى الجهة الشمالية من مدينة صلالة

وهكذا ستجد أن القرآن يذكر تلك الأمم بقصد العبرة والعظة فقط ولم يأمر بهدم آثارها أو محو المتبقى من حضارتها!!

بل أمر القرآن بالتجول بين تلك الآثار للتذكرة!

قال تعالى:

" أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلْأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ ۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ  الروم: 9.

وقال تعالى:

" أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِى الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ " غافر 21.

وقد أشار القرآن إلى آثار مصر فى أكثر من آية بقوله:

"وَثَمُودَ الذين جَابُواْ الصخر بالواد وَفِرْعَوْنَ ذِى الأوتاد " الفجر 10

وبالطبع تعنى كلمة الأوتاد.  الآثار المصرية الشاهقة!

كما أشار القرآن إلى عيون موسى التى تقع على بعد 33 كم من نفق الشهيد أحمد حمدى

"وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ" البقرة: 60.

وبالتالى علم الصحابة رضوان الله عليهم دروس القرآن الكريم، وحافظوا على آثار الأمم فى البلاد التى دخلوها، فى العراق ومصر وفارس والهند  الخ. فلم يثبت أنهم هدموا سوى الأصنام المعبودة فى الجزيرة العربية، لانها لم تكن آثاراً بل صنعت وفقط للعبادة!!

وحافظوا على آثار العراق والشام ومصر وكل البلدان، لأن تلك البلدان كانت تصنع حضارتها، والحفاظ على آثار الحضارات جزء من تعاليم القرآن لأخذ العبرة والعظة! كما سبق ذكره.

والمصريون القدماء بنوا حضارتهم لتظل آثارها شاهقة وحاضرة عبر العصور القادمة، وكان أجدادنا القدماء أشد ألأمم تديناً بإجماع المؤرخين، حتى قال هيروديت: " إن المصريين أشد البشر تديناً، ولا يُعرف شعب بلغ فى التدين درجتهم فيه، فإن صورهم بجملتها تمثل أناساً يُصلون أمام إله، وكتبهم فى الجملة أسفار عبادة ونسك "

والآثار المصرية القديمة تحكى لنا كيف شكلت العقيدة محور حياة المصرى القديم، فلولاها ما قامت تلك الأهرام!، ولا شيدت تلك الآثار بجمالها وزخرفها وقوة بنيانها، وما يزيدها القدم إلا جمالاً وبهاء، ولولا الإعتقاد بحياة الأرواح ما اخترعوا تحنيط الأجسام، لقد دخل الدين كعنصر قوى فى كل أعمال المصريين القدماء الخاصة والعامة، وكل دارس لتلك الحضارة العظيمة سيجد الدين فى الارشادات الصحية، وأوامر الجند، وفى الحرب والسلم، وفى الزراعة.. الخ

وقامت فلسفة المصريين على العقيدة، وإعمال الفكر والعقل بحيث أن يكون الدين والعقل فى إطار فكرى واحد، وهذه الجزئية ينبغى الوقوف عندها جيداً!، فالدين فى حياة المصريين القدماء لم يكن حجر عثرة أمام تقدمهم وانتصاراتهم وبناء وعيهم الدنيوي.

 

وفى فترات كثيرة من تاريخ المصريين القدماء ظهر التوحيد وظهرت الأخلاق المرتبطة بها وكذلك الصلوات والأدعية التى تظهره، حيث يقول العلامة عالم المصريات جاستون ماسبيرو (1846-1916): " وكان إله المصريين واحداً فرداً، كاملاً، عالماً بصيراً، لا يُدرك بالحس، قائماً بنفسه، حياً، له الملك فى السموات والأرض، لا يحتويه شيء، فهوا أبو الآباء، وأم الأمهات، لا يفنى ولا يغيب، يملأ الدينا، ليس كمثله شيء، ويوجد فى كل مكان"

هذا وقد تواردت عقيدة التوحيد على العقل المصري،إما بدعوة من الرسل الذين عاشوا فى مصر، أو بالفطرة الإنسانية التى تميل إلى خالق واحد فرد صمد.

وقد ورد فى القرآن الكريم أن نبى الله يوسف عليه السلام - وقد نشأ فى بيت عزيز مصر كما ورد فى سورة يوسف - ورد ما يفيد دعوته لصاحبيه فى السجن باعتناق التوحيد. قال تعالى:

" قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِى رَبِّى إِنِّى تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخرةِ هُمْ كَافِرُونَ* وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ* يا صَاحِبَى السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ* مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (37- 40) سورة يوسف

 

ثم جاء موسى عليه السلام، وذكّر المصريين بدعوة يوسف عليه السلام كما فى قوله تعالى: " وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) سورة غافر.

ولعل أبرز مظاهر الدين عند المصريين القدماء اعتقادهم فى الحياة الآخرة، وأنها الباقية بعد هذه الدنيا الفانية، فقد كانت الدنيا فى نظرهم فترة قصيرة، وبعدها حياة سرمدية، بل إن الدنيا ما هى إلا ممر إلى دار الخلود.

وقد قام اعتقادهم بالحياة الآخرة على أساسين: 1- أن هذه الدنيا معترك يتنازع فيه الخير والشر، والبر والفجور، فَلَو لم يكن هناك يوم يحاسب فيه المسيء على إساءته، ويكافأ المحسن بإحسانه ما استقام العدل الإلهى.

وهذا بالطبع إجمالاً ما جاءت الأديان بتأكيده

وكان أجدادنا القدماء يعتقدون فى النفس الإنسانية بأنها تنفصل عن الجسد، وهى لا تعيش إلا إذا كان الجسم سليماً، وسلامته هى الشرط لعودة الروح إليه ولذلك اخترعوا" التحنيط "

وكتاب " الموتى " من أعظم كتب التاريخ عظمة، وقد نقل الكثير من أسرار المصريين القدماء فى هذا الشأن.

ويشتمل الكتاب أيضاً على الكلمات السحرية التى تستعمل لعلاج الأمراض، وكذلك على الصلوات والأدعية، وعلى مايجب للميت من تحنيط وطقوس دينية، وما يقوله الميت الذى أقيمت له المحكمة الإلهية فى اليوم الآخر.

 

وفى خمسينيات القرن الماضي، ظهر كتاب " الديانة المصرية القديمة" ، لعالم المصريات التشيكوسلوفاكى "ياروسلاف تشرني"، والذى يؤكد فيه  أن الدين لعب دورا هاما فى حياة الإنسان المصرى القديم، فلم تكن هناك قوة تسيطر على حياته كما يسيطر الدين، فقد سيطر على كل شيء تقريبا، حتى إنه كان سبباً مباشراً ورئيسيا فى تطور حياته المدنية والعلمية والفنية والأثرية، فلولا معتقدات المصريين الدينية ما رأينا المعابد والأهرامات والمقابر والتماثيل والتحنيط وغيرها.

 لقد سبق المصريون سكان الكرة الأرضية إلى حمل لواء المعرفة, وفتح كثير من مغلقات العلم, وحل ألغاز الكون.

 

وفى كتابه " المصريون أول الحنفاء" ذكر الأستاذ الدكتور نديم عبدالشافى السيار أستاذ علم المصريات فى جامعة عين شمس (1946-2018) الكثير من المعلومات حول المشتركات الدينية بين المصريين القدماء والدين الإسلامى، فكلمة «حنف» فى القواميس المصرية، ولها صورة تفسيرية " إنسان راكع على ركبتيه ورافع يديه إلى السماء، وكلمات هيروغليفية تقول

الخاضع للإله الواحد!. انتهى كلام د.السيار.

 

وهذا المعنى لكلمة حنف يتوافق مع معنى نفس الكلمة فى اللغة العربية وفى القرآن الكريم،

حيث يقول الله تعالى:

"وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" البينة: 5

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120].

 

وتدل كلمة حنفاء فى اللغة العربية على الميل عن الضلال إلى الاستقامة

وذكر الدكتور السيار فى نفس الكتاب الكثير من الكلمات القرآنية المنبثقة عن اللغة المصرية القديمة!

 

يقول فى نفس الكتاب " كلمات: دين، صوم، حج، ماعون، حساب، آخرة، موت، سقر، ثواب، كابا «كعبة»، كلها كلمات مصرية قديمة، وأن أجدادنا كانوا يصلون بعد الوضوء، وكان لهم إمم أى إمام، وكانوا يصومون، ويحجون، ويزكون.

ويقول أيضاً عالم المصريات نديم السيار المصريون كانوا يتوضأون بنفس طريقة المسلمين حاليا وتبدأ بغسل الوجه والاذن والانف ثم اليدين ثم وضع القدم اليمنى فى إناء ماء ثم القدم اليسرى.

ويستدل بقول والس بدج فى كتاب الموتى الفرعونى ترجمة د. فيليب عطية: أنه كان لابد من ستر العورة قبل الصلاة ثم يبدأ المصلى يولى وجهه ناحية قبلى ناحية قبر اوزير فى ابيدوس

 

وكانت أوضاع الصلاة خمسة:

1- الأذان 2- وضع الوقوف مع وضع اليد اليمنى على اليسرى 3- وضع الركوع 4- وضع السجود 5- وضع القعود.

يبدأ المصرى بالصلاة ويقول: " أيها الواحد الأحد.. الذى يطوى الأبد.. يا موجد نفسك بنفسك.. يا مرشد الملايين إلى السبل.. يا من يجعل الجنين يكبر فى بطن أمه.. لم أُلحق ضررا بإنسان.. ولم أتسبب فى شقاء حيوان.. ولم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه ماء.. بل كنت عينا للأعمى.. ويدا للمشلول.. ورجلا للكسيح وأبا لليتيم.. إن قلبى نقى.. ويدى طاهرتان ".

"أقدسك ياسيد الكون بما يليق من كلمات بصلوات تزيد من عظمتك بأسـمائك العظيمة ومظاهرك المقدسة التى ظهرت بها فى اليـوم الأول للعالم".

"إنى يا إلهى لم أجع ولم أبك أحدًا.. وما قتلت وما غدرت.. وما كنت محرضًا على قتـل".

لقد تأثرت اللغة العربية بالكثير من المفردات والمعانى فى اللغة الهيروغليفية القديمة كما سبق ذكره من دراسة الدكتور السيار!!

كما وضح بجلاء المشتركات فى الخلق والعبادة بين المصريين القدماء والإسلام!!

مثل الوضوء والصلاة والصوم والسجود ومعنى الحنفية،، الخ.

فهل كان المصريون القدماء وثنيون؟! وآثارهم وثنية؟!

إن الوثنية فى عصرنا مترسخة فقط فى عقول هؤلاء الذين يتهمون مصر فى تاريخها وحضارتها لأنهم عبدوا الدولار من دون الله وجندوا أنفسهم للطعن فى مصر بقصد الاسترزاق!

وحسبنا الله ونعم الوكيل

أخبار الساعة

الاكثر قراءة