السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

أنا وعلى الحجار وجوائز الدولة

  • 3-12-2021 | 13:16
طباعة

أعلن المجلس الأعلى للثقافة أواخر سبتمبر الماضي، فتح باب الترشح لجوائز الدولة لعام 2022 فى الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، وذلك اعتبارًا من أول أكتوبر الماضى وحتى آخر ديسمبر الجاري، وفقًا لأحكام القانون 37 لسنة 1958 والقوانين المعدلة له، بإنشاء جوائز الدولة للإنتاج الفكرى وتشجيع العلوم على اختلاف أنواعها والفنون والآداب، فئات هذه الجوائز أربعة هى النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية، وهكذا ترتيبها أدبيًا وماديًا من أعلاها إلى أدناها، حيث تُمنح النيل والتقديرية لمن يتم ترشيحه بمعرفة مرجعيات أكاديمية بالأساس، بينما يمكن للمرشحين التقدم بأنفسهم لنيل جائزتى التفوق والتشجيعية، ولاحظ أن القانون المنشئ لهذه الجوائز تجاوز عمره اليوم خمسين عامًا.

 

لم يحدث أن مُنِحَت إحدى جوائز الفنون لمُطْرِب، بينما شهدت الخمسون عامًا الماضية أكثر من مشروع غنائى يستحق فى نظرى تقدير الدولة على هذا المستوى، منها مشروع المطرب الكبير على الحجار، وقد شهد مسرح الزمالك السبت الماضى تواصلًا متجددًا متوهجًا معتادًا الحقيقة بين الحجار وجمهوره، ضمن حفلات منتظمة يقيمها شهريًا لما يقرب من خمسة عشر عامًا الآن، وهو حاليًا بصدد الانتهاء من جولة شهدت إحياء عدة حفلات بصعيد مصر، نظمتها له تباعًا خلال الأيام القليلة الماضية إدارة نوادى وفنادق ضباط القوات المسلحة، بمحافظات الأقصر والفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط، هكذا يقوم مطرب بوزن الحجار بدوره فى مواجهة عملات الفن الرديئة.  

 

على الحجار حاز جائزة السلطان القابوس للثقافة والفنون والآداب فرع الفنون عام 2019، متفوقًا على 27 مطربًا عربيًا وقت أن مُنِحَت الجائزة لأول مرة فى مجال الطرب العربي، وجاء تكريم وزارة الثقافة ممثلة فى دار الأوبرا المصرية لـ على الحجار بعدها، فى حفل مشهود على المسرح الكبير فى يناير 2020، جاء بمثابة حفظ ماء الوجه بعدما عبر الحجار فور إعلان فوزه بجائزة السلطان قابوس، والمرارة تكسو حلقه والدموع تخنق حنجرته الذهبية، عما تمناه من الحصول على جائزة كهذه من بلده مصر، تاريخ على الحجار تضيق به أى مساحة، ولكن إطلالة عابرة عليه تضعك أمام مشروع غنائى عمره الآن 45 عامًا.

 

فى مثل هذا الوقت من العام الماضي، كنت شاهد عيان على تقدم على الحجار بملفه، إلى الإدارة المختصة بالمجلس الأعلى للثقافة، للحصول على جائزة التفوق فى الفنون، وهى فى الواقع أقل مما يستحق، ذهبت فى صحبته بعد إلحاحٍ مني، وتقبل هو الأمر بقناعة إلقاء حجر فى بحيرة راكدة، لعل وعسى يلتفت القائمون على جوائز الدولة إلى تقدير مطرب بإحداها، كان ضمن ملف الحجار كارت ذاكرة به حوالى 3000 عمل له مؤرخة بتوقيتات إنتاجها أو تقديمها، وبعد استقبال حار ومبشر من الموظفين هناك، فوجئنا بهم يطلبون شهادة موثقة بختم النسر، تفيد أن على الحجار له إنتاج عمره أكثر من 10 سنوات!

 

استقبلنا الصدمة بهدوء، وأنقذ الموقف وقتها القائمون على الإذاعة المصرية، أرسلوا لنا الشهادة المطلوبة على "الواتس آب" وضمناها ملف الحجار قبل أن نغادر مُحْبَطين، وكالمعتاد لم تتعاف العقليات من نمطيتها، وذهبت الجائزة العام الماضى لموسيقار يستحقها بكل تأكيد، وفى دردشة مع مختصين خلال الأيام القليلة الماضية، نمى إلى علمي، أنه باستثناء جائزة الدولة التشجيعية، فإن أعضاء لجان تحكيم جوائز الدولة جميعها موظفون حكومة كبار، وكلاء وزارة، مديرون عموم، أو ما شابه، جائزة الدولة التشجيعية فقط يُحكِمها عدد من المرجعيات المتخصصة، وقتها أدركت الأزمة وراء النمطية التاريخية فى منح مثل هذه الجوائز، والحقيقة أن النمطية لا تزال حاكمة لملف الثقافة بالكامل.      

أخبار الساعة

الاكثر قراءة