يبدو أن أزمة المهاجرين أصبحت من القضايا الرئيسية الملحة التي باتت تشغل بال رجال السياسة، وحتى رجال الدين الذين راحوا يحثون العالم على الاهتمام بهذه الكارثة وعلى رأسهم البابا فرانسيس.

وفي ظل اهتمامه بهذه القضية وصل البابا فرانسيس إلى أثينا في المحطة الثانية من جولته بشرق البحر المتوسط، بهدف لفت الانتباه إلى معاناة المهاجرين واللاجئين.

وبعد قضاء يومين في قبرص للتركيز على أزمة النازحين في العالم، وصل البابا إلى أثينا، حيث استقبله شباب يوناني يرتدي الزي التقليدي، بينهم شاب من إفريقيا وفتاة من الفلبين. 

وتركيز البابا فرانسيس على أزمة المهاجرين، يضفي الطابع الإنساني على أزمة المهاجرين واللاجئين، وأنها جزء أساسي من البابوية.

وشبه الزعيم الديني المصاعب التي يواجهها المهاجرون بـ "الأوديسة الحديثة الرهيبة"، كما أشاد بأثينا واليونان باعتبارهما مهد الديمقراطية، وفي الوقت نفسه، حذر البابا فرانسيس أيضًا من أن أوروبا "تمزقها الأنانية القومية" وشجب "التراجع" في أوروبا وخارجها.

زيارة أثينا هي الأولى التي يقوم بها البابا منذ أن زارها يوحنا بولس الثاني في عام 2001، وكانت زيارة البابا يوحنا بولس الثاني هي الأولى لأثينا منذ الانقسام بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية عام 1054.

ويشكل الكاثوليك في اليونان 1.2% فقط من السكان الذين يشكلون الأغلبية من الروم الأرثوذكس.

وحسب شبكة " dw.com" قام قس يوناني أرثوذكسي مسن بمضايقة البابا فرانسيس لدى وصوله للقاء رئيس الكنيسة اليونانية، رئيس الأساقفة إيرونيموس، وسُمع الكاهن وهو يصرخ ثلاث مرات: "أيها البابا، أنت مهرطق!".

واقتادت الشرطة القس بعيدًا، حيث توجه البابا إلى مقر إقامة رئيس الأساقفة لحضور اجتماع خاص حيث تم استقباله بحرارة، ورحب إيرونيموس بفرنسيس "بشعور من الشرف والأخوة"، وعندما التقى الزعيمان، طلب فرانسيس من إيرونيموس الصفح عن الجرائم التي ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية.

وقال البابا: "للتاريخ ثقله الخاص، وأنا اليوم بحاجة إلى أن أسأل الله وإخوتي وأخواتي مرة أخرى المغفرة عن الأخطاء التي ارتكبها العديد من الكاثوليك".