أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، عن اتفاقه مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي على إطلاق خطة مشتركة لمكافحة الإرهاب وذلك بعد أيام من هجمات لندن ومانشستر.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الجانبان، عقب المحادثات التي جرت بينهما اليوم الثلاثاء بباريس؛ لبحث التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب والقضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست).
وقال ماكرون إنه تم اتخاذ تعهدات لمكافحة الإرهاب الذي يمثل تهديدا كبيرا، مشيرا إلى أنه جار الإعداد لخطة عمل ملموسة مع لندن، وإلى أنه سيعقد قمة للدفاع مع ماي في نهاية العام الجاري.. مشيدا بالتعاون بين أجهزة الاستخبارات الفرنسية والبريطانية، واصفا إياه بالنموذجي.
وحول البريكست، قال ماكرون: "إن الباب لا يزال مفتوحا حتى تبقى المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي طالما المفاوضات لم تنته".. مؤكدا في الوقت ذاته أنها إذا بدأت سيكون من الصعب الرجوع للوراء، ومعربا عن أمله في بدء المفاوضات في أسرع وقت وبشكل منسق على المستوى الأوروبي.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس الفرنسي أهمية التنسيق بين باريس ولندن لمكافحة الاختلال المناخي.
من جانبها، أكدت رئيسة وزراء بريطانيا ضرورة التنسيق لمحاربة الإرهاب، مضيفة: "معا سنحضر لمباراة فرنسا وإنجلترا لكي نعرب عن تقديرنا واحترامنا لضحايا الهجمات".
وأضافت: "قررنا المضي قدما في محاربة التهديد الإرهابي على الإنترنت، ونعمل مع شركات الإنترنت في المملكة المتحدة لوضع حد للتهديدات الإرهابية، ولكن علينا القيام بالمزيد حتى تضطلع هذه الشركات بمسؤولياتها الاجتماعية في حماية الشباب من التطرف الإرهابي العنيف".
وتابعت: "لا يمكن للإنترنت أن يكون فضاء للجماعات الإرهابية و خطاب الكراهية.. وسنعمل على إنشاء أدوات لتحديد وحذف المحتويات التي تدعو إلى الإرهاب والكراهية".. مشيرة إلى أنه تم الاتفاق أيضا، في إطار مجموعة السبع، على وضع سياسات مشتركة لمحاربة المحتويات الإرهابية على الإنترنت، وأنه يجب النظر كذلك في إمكانية فرض مسؤولية قضائية على شركات الإنترنت المخالفة.
وكشفت عن أن وزيري الداخلية الفرنسي جيرار كولومب والبريطانية أمبر راد سيلتقيان في الأيام القادمة للمضي قدما في هذا العمل، مضيفة: "نحن متحدون في إدانتنا ومحاربتنا للإرهاب".
وفيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أكدت ماي على الرغبة المشتركة للحفاظ على العلاقات القوية مع الاتحاد الأوروبي وكل دوله، مشيرة إلى أن المفاوضات ستبدأ الأسبوع القادم.
وقد انتقل الرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء بريطانيا، مساء اليوم، إلى ملعب ستاد فرنسا الدولي لمشاهدة مباراة ودية بين فرنسا وإنجلترا، ووقفا دقيقة حدادا على أرواح ضحايا هجمات لندن ومانشستر الإرهابية.