الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

قلوبنا رقيقة

  • 9-12-2021 | 11:55
طباعة

نتعرض بين الحين والآخر لتجارب سيئة، وأحداث مؤلمة تجعلنا نتشكك فى قناعاتنا، ومبادئنا، وننكر أحيانًا على الأهل ما قاموا بتربيتنا عليه، ثم نسأل أنفسنا كيف يحدث هذا؟ ولماذا؟ هل نحن على صواب أم على خطأ؟ تكرار السؤال يتجدد بعد كل تجربة إنسانية أخفقنا فيها، ووقفنا بعدها حيارى نبحث لها عن تفسير!

 

لا تقهروا أنفسكم لأجل من لا يستحقون سلامها. اختزنوا من الحب الذى تمتلكونه نصيبًا لكم، فأفعالهم البغيضة قد تدفع بكم يومًا لكراهية أنفسكم! إنهم يتلونون، ويجيدون القيام بجميع الأدوار! لديهم من الأقنعة ما يكفي، وثياب الدور تلائمهم. لعل براعتهم ستقنعكم يومًا بأنهم الأفضل، وبأنكم مجرد أناس حالمين واهمين. سيسندون إليكم دور المضحى دائمًا؛ فتدورون على إثره فى حلقة مفرغة. تتلقون فيها الطعنات الواحدة تلو الأخرى فى صمتٍ.

 

ألسنا من هؤلاء الذين يحملون قلوبًا رقيقة، ويبادرون فى مد الأيدى للغير؟ ألم نتعهد بأن نحمل عنهم همومهم، ونقاسمهم آلامهم دون خوف من جحود، أو نكران للجميل! ألم نبالغ فى عطايانا لهؤلاء الذين تعودوا الأخذ بغير حساب، وكنا على ثقة من أن ما سنقدمه لهم قد يذهب أدراج الرياح! ألم نسير فى طريقنا نلتهم الأرض بخطواتنا من أجل إسعادهم! أرى أننا قد تلقينا العديد من الدروس التى تركت أثارها فوق قلوبنا الرقيقة ؛ فأصابتها، وأدمتها!

 

علينا أن نختار أن نكون نحن الصواب وسط كل هذا الخطأ مهما عظم حجمه، وازداد شأنه. علينا أن نظل ثابتين فى مواجهة مستحدثات العصر الذى نحياه. أفكارنا المشوشة تؤذينا تغتالنا، فعلينا أن نتجنبها. علينا أن نمتن لأنفسنا لأننا مازلنا نحاسبها، وبأننا مازلنا نمتلك قلوبًا رقيقة.

الاكثر قراءة