ربما لايعرف الكثيرون أن الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، عشق كرة القدم، ومارسها لسنوات طويلة، قبل أن يغادرها تفرغا للأدب.
وتمر اليوم الذكرى الـ110 على ميلاد أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ، العربى الوحيد الحائز على الجائزة في الأدب عام 1988، إذ ولد في حي الجمالية في 11 ديسمبر عام 1911.
في ذكرى ميلاده، تستعرض بوابة "دار الهلال"، قصة نجيب محفوظ مع كرة القدم، وتعلقه بها، عبر كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للكاتبة رجاء النقاش.
يقول محفوظ: "قد لا يصدق أحد أنني كنت في يوم من الأيام كابتن في كرة القدم. واستمر عشقي لها حوالي 10 سنوات متصلة، في أثناء دراستي بالمرحلتين الابتدائية والثانوية. ولم يأخذني منها سوى الأدب، ولو كنت داومت على ممارستها لربما أصبحت نجما من نجومها البارزين".
بدايته مع كرة القدم وتعلقه بها
"علاقتي بالكرة ترجع إلى الفترة التي انتقلنا فيها إلى العباسية، كنت وقتذاك قد التحقت بالمدرسة الابتدائية، واصطحبني شقيقي ذات يوم إلى منزل صديق حميم له من عائلة الديواني".
"كان بيت هذا الصديق يطل على محطة للسكة الحديد، وعندما فرغنا من تناول الغداء اقترح أن يصطحبنا لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين فريق مصري "الأهلي" وآخر إنجليزي".
"وكم كانت دهشتي كبيرة عندما فاز الفريق المصري فقط كنت أعتقد حتى هذا الوقت أن الإنجليز لا ينهزمون حتى في الرياضة، رجعت يومئذ إلى البيت وذهني كله معلق بكرة القدم وبأسماء الفريق المصري الذي هزم الإنجليز، وخاصة قائد الفريق حسين حجازي نجم مصر ذائع الصيت في ذلك الوقت".
"طلبت من والدي أن يشتري لي كرة، وألححت عليه حتى وافق، وبدأت أمضي وقتا طويلا في فناء المنزل ألعب الكرة بمفردي محاولا تقليد ما شاهدته في تلك المباراة التي خلبت عقلي، وبسرعة شديدة استطعت أن أتقن المبادئ الأساسية للعبة".
المهاجم المهاري الذي تحول للدفاع
"بعدها انضممت إلى فريق (التيمبل) في المدرسة الابتدائية، وهو فريق الصغار وكان يوجد فريقا آخر للكبار. كانت الدراسة الابتدائية في ذلك الوقت لا تلتزم بسن محددة للالتحاق بها، فكنت تجد أطفال في عمر الثمان والتسع سنوات وشبابا تجاوز العشرين ولهم شوارب كبيرة".
"وكان من بين أعضاء فريق الكبار ممدوح مختار الذي لعب في صفوف النادي الأهلي، وهو من عائلة صقر التي اشتهر منها عبد الكريم صقر ويحيى صقر".
"في فريق التيمبل لعبت في مركز الهجوم وتحديدا في الجناح الأيسر، ورغم أنني لا أجيد اللعب بقدمي اليسرى، وكان ذلك المركز يحد كثيرا من حركتي إلا أنني كنت هدافا للفريق.
ولما انتقلت إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية تغير مركزي وأصبحت ألعب كقلب دفاع".
"أجدت في المركز الجديد لدرجة أن كثيرين ممن شاهدوني في ذلك الوقت تنبأوا لي بمستقبل باهر في كرة القدم وبأنني سألعب بأحد الأندية الكبيرة، ومنها إلى الأولمبياد مع المنتخب الوطني".
مقاطعة كرة القدم والتفرغ للأدب
"من هنا كانت دهشة زملائي عندما انتقلنا إلى الدراسة الجامعية ورفضت الانضمام إلى فريق الكرة بالجامعة. ومنذ ذلك الحين انقطعت صلتي بكرة القدم من ناحية الممارسة ثم انقطعت صلتي من ناحية المشاهدة بعد اعتزال حسين حجازي".
"كنت كابتن فريق (قلب الأسد) الذي كونته مع أصدقائي بالعباسية أثناء دراستي. وكان مقره شوارع العباسية، وكنا نستضيف فرقا من أحياء أخرى في مباريات ساخنة، ونذهب لنلاعبهم في أرضهم بالمثل، وعندما أخذني الأدب واستغرقتني القراءة والكتابة لم استمر في متابعة ومشاهدة الأجيال الجديدة".
"لم أعرف منهم سوى عبد الكريم صقر الذي أكد لي صديقي عبد المنعم شويخ أنه لاعب فذ لم تنجب الملاعب المصرية مثيلا له، وكان ذلك في سنوات تالية لاعتزال حجازي. ولم أعرف أحدا من الأجيال الجديدة".