الأربعاء 15 مايو 2024

عودة «خوخة» و«فلفل» فى رمضان

16-6-2017 | 14:57

بقلم : مى محمود

الأطفال فرحون لعودة برنامج «عالم سمسم» على شاشة التليفزيون المصرى طوال شهر رمضان بعد غيبة 8 سنوات.

الآباء والأمهات أيضاً فرحون ليس فقط لأن البرنامج سيمنح صغارهم الإحساس بالبهجة والفرح بعد طول اكتئاب إنما أيضاً سيقدم لهم مواد تعليمية وتربوية وتثقيفية تساهم فى استعادتهم براءة الطفولة التى لطختها دراما العنف بمشاهد الدم والقتل والإرهاب والتطرف وهذا الإسفاف والابتذال الذى أصاب الأخلاق فى مقتل، وهدم معبد القيم النبيلة والأعراف والتقاليد المصرية الأصيلة، وأفقد الجميع الأمل فى الارتقاء بالمشاعر والأحاسيس وتهذيب السلوك والوجدان

وبرنامج «عالم سمسم» هو النسخة العربية باللهجة المصرية من برنامج الأطفال الأمريكى الشهير «شارع سمسم».

شعار المسلسل «احلم.. خطط.. حقق» تقدمه ذات الشخصيات المعروفة، من خلال 30 حلقة جديدة تماماً تتناول موضوعات كثيرة، تعلم الطفل التخطيط للمستقبل والادخار وشراء ما يحتاجه وليس ما يريده، وذلك باستضافة ضيف كل يوم من علماء النفس والأطباء وكافة التخصصات لتقديم معلومة جديدة يتعلم الطفل من خلالها تحقيق أحلامه والتخطيط لمستقبله، وهو ما تفتقده الإدارة المصرية فى كافة مؤسسات الدولة ويتجاهلها نظام التعليم السائد بكل سلبياته.

الجديد أن المسلسل لن يعتمد فى تقديمه على مشاهير الفنانين بعد رمضان، حيث يخطط المنتج عمرو قورة لتقديمه باستخدام تقنية «الديجيتال»، بالاستعانة بفنان ومعه شخصية كرتونية ليقدما معاً رسالة أو معلومة مهمة للأطفال تربى وتعلم وتكسبهم المهارات الضرورية للتعامل مع الآخرين ومع الحياة، خاصة هذه الأيام، حيث نعيش زمن تراجع القيم والمبادئ والعلاقات الإنسانية والاجتماعية وقطع الرحم وغياب الصدق والأمانة وتفشى النفاق والكذب والوصولية والسفالة والانحطاط، وتخلى المنتجين عن رسالتهم المقدسة بإنتاج برامج هادفة محترمة تربى جيلاً من الأطفال الأسوياء مثلما كان يحدث فى الماضى، فمازلنا نذكر برامج «ماما نجوى» وحكايات «أبلة فضيلة» و«بوجى وطمطم»، وغيرها من البرامج التى كانت تهتم بتربية الطفل وتعليمه وتثقيفه باستخدام العرائس والكارتون وكافة عناصر الجذب والتشويق والإثارة الإيجابية.

ومازلنا نذكر فوازير «عمو فؤاد» التى كان يقدمها للصغار الراحل فؤاد المهندس، وكنا نشاهدها نحن الكبار بنفس المتعة والانبهار، وقبلها فوازير شريهان ونيللى وسمير غانم وكانت تجذب أيضاً الأطفال مثلها مثل مسلسلات رمضان أيام زمان، حيث كانت الشوارع تخلو تماماً من المارة مع موعد المسلسل، وتجتمع الأسرة المصرية كباراً وصغاراً لمشاهدته والاستمتاع بالمضمون والتمثيل والإخراج عبر مواسم رمضانية عديدة شاهدنا خلالها «المال والبنون» و«ملحمة ليالى الحلمية» و«رأفت الهجان» و«أرابيسك»، وغيرها من مسلسلات رمضان وبرامج المقالب الفكاهية التى كانت تأخذنا من عالم الكآبة والتعب إلى عالم الضحك والتفاؤل والإحساس بالراحة والفرح والسرور.

وربما تعتبرعودة «عالم سمسم» طوق نجاه ينتشل أطفالنا من مستنقع الفن الردىء فى زمن الفقر الدرامى والغنائى والسينمائى والثقافى، حيث تصبح «خوخة» ملكة متوجة على عرش مملكة البنات الصغيرات، فهى تريد أن تعرف كل شىء عن أى شىء.. ورغبتها فى المعرفة دائمة.. تطرح الأسئلة وتبحث عن الإجابات، وتحب أن تقضى وقتها فى التعلم والابتكار والإبداع.. تصنع وتخترع أشياء جديدة مما يجعلها بمثابة القدوة للصغيرات مثلما يستحق «فلفل» لقب أمير الخيال ووزير الاقتصاد والأموال، فيقوم بأعمال الكبار من بيع وشراء وتخطيط وادخار، ويساعد الآخرين بما يعرفه من معلومات، وينزع من نفوس الصغار أشواك الكراهية والانتقام والعدوانية ويزرع بدلاً منها أزهار المحبة والخير والجمال.