تستضيف مصر اليوم اجتماع لجنة أجهزة الأمن الأفريقية، حيث تسلمت القاهرة رئاسة تلك اللجنة لمدة عام، كاستمرار لدورها المحوري في القارة لتعزيز التعاون بين أجهزة الأمن في القارة، وأكد دبلوماسيون أن القاهرة تلعب دورا كبيرا في التنسيق بين أجهزة الأمن الأفريقية لمواجهة التحديات في ظل دورها لمواجهة التحديات الأمنية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وجه اليوم كلمة عبر الفيديو كونفرانس، لرؤساء لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية "سيسا"، وذلك في إطار أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ17 للجنة، والذي يعقد حالياً بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن ترحيبه بالوفود المشاركة في مؤتمر لجنة "سيسا"، وتولي مصر رئاستها لمواصلة إسهاماتها في تحقيق التكامل الأمني والتنسيق ورفع القدرات للمساعدة على التغلب على المخاطر الأمنية التي تحيط بالدول الأفريقية.
وثمن الرئيس في هذا الصدد دور اللجنة في مواجهة مختلف التحديات التي تشهدها القارة، وعلى رأسها الإرهاب العابر للحدود بمختلف أشكاله، والذي يعمل على تفتيت المجتمعات وهدم مفاهيم الدولة الوطنية لصالح ترويج أفكار متطرفة تدعو لكراهية الآخر، وتعرقل كل ما من شأنه دفع الإنسانية إلى الأمام، كما تُربك خطى الدول الأفريقية تجاه تحقيق تنميتها ورخائها المستهدف، مما يستدعي تكثيف التنسيق بين كافة الآليات القارية المعنية، ومن بينها "سيسا"، لتجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة أنشطته وحماية شعوب القارة من أخطاره.
استمرار لدور مصر المحوري
وفي هذا السياق، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن اجتماع لجنة رؤساء أجهزة الأمن الأفريقية اليوم في القاهرة يستهدف تعزيز تبادل المعلومات والتعاون بين أجهزة الأمن المختلفة وأن تكون هناك آلية مستدامة لهذا التعاون، خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب والأنشطة الإرهابية للمنظمات المختلفة.
وأوضح حليمة، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وما يرتبط بها من مشكلات تتعلق بالإتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة، مضيفا أن هذه الاجتماعات تعقد بشكل شبه دوري بين الأجهزة المعنية في القارة الأفريقية وهو ما يدخل في إطار برنامج الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة الخاص بالتنمية المستدامة.
وأكد أن الأمن والاستقرار أحد القطاعات الرئيسية في هذا البرنامج، ومصر لها دورا محوريا فيما يتعلق بأنشطة هذه الأجهزة سواء ما يخص تبادل المعلومات ونشاطها في مواجهة تحديات الإرهاب وخاصة في مناطق الساحل والصحراء والقرن الأفريقي والبحر، مضيفا أن رئاسة مصر لهذه اللجنة يأتي في ظل تميز مصر ودورها النشط وكفاءة أجهزتها في مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن هذه العوامل تؤهل مصر دائما لأن تكون على مستوى القيادة في القارة الأفريقية وكذلك منطقة البحر الأحمر، بعد إنشاء المجلس العربي الأفريقي لمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن، والذي يختص بالتنمية والاستقرار في هذه المنطقة.
وشدد على أن كلمة الرئيس السيسي خلال الاجتماع اليوم تناولت عددا من القضايا ذات الأولوية على أجندة القارة ومن بينها الإرهاب العابر للحدود وما يشكله من تحديات تعيق مسيرة القارة، وكذلك ضرورة التعاون الأمني بين أجهزة الأمن في القارة لتحقيق أهداف الأمن الإقليمي والدولي وتطوير أدوات التكامل الأفريقي.
حلقة هامة في العلاقات الأمنية
ومن جانبه، قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إن اجتماع أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية في القاهرة اليوم يمثل حلقة هامة في العلاقات الأمنية بين القاهرة ومختلف الدول الأفريقية، مضيفا أن هذا الاجتماع اليوم يأتي بعد اللقاء الذي عقدته أجهزة الأمن والاستخبارات العربية منذ عدة أسابيع.
وأكد حجاج، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن القاهرة تلعب دورا كبيرا في التنسيق بين أجهزة الأمن الأفريقية لمواجهة التحديات الأمنية المحيطة بالقارة، وخاصة انتشار بعض العمليات الإرهابية في مناطق متعددة في القارة الأفريقية والتي تفرض ضرورة التصدي لها لتأثيرها على التقدم الأمني والاقتصادي في القارة.
وأضاف أن رئاسة مصر لهذه اللجنة لمدة عام هو استمرار لدورها الهام في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة الإرهاب العابر للحدود، مشددا على أهمية تعاون دول القارة في مواجهة التحديات التي تواجه مسيرتها التنموية، وخاصة أن الصراعات والتهديدات الأمنية تستوجب التعاون وتبادل المعلومات وتعزيز القدرات بين دول القارة.