الجمعة 24 مايو 2024

الطريق الصحيح

مقالات14-12-2021 | 19:53

 
لم يكن التسريب «المفبرك» الذى حاول الإساءة إلى مؤسسات الدولة إلا تأكيداً على أن المؤامرات والحرب على مصر مستمرة.. لم تنته بعد.. وإنه كلما زادت نجاحاتنا وإنجازاتنا ومكانتنا ثقلنا العربى والإسلامى الإقليمى والدولى.. وكلما اقتربنا من تحقيق الكثير من أهدافنا وتطلعاتنا.. استعرت واشتعلت حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. لذلك علينا ان نزيد جرعات الحذر واليقظة فيما هو قادم لمصر من تقدم كبير وغير مسبوق على طريق البناء والتنمية..وامتلاك القدرة والاصرار على حقوقنا وثرواتنا المشروعة.. وأيضا نتخذ من بناء الوعى والفهم الصحيح مشروعاًَ قومياً لأنه يوازى ويساوى امتلاكنا للقدرات الدفاعية والأمنية.. فاستمرار جهود بناء الوعى مع مصداقية وشفافية الدولة العالية غير المسبوقة هو أفضل لقاح لتحصين وحماية للحلم المصرى.
 
  
كلما زادت حملات الأكاذيب شراسة.. أدركنا أننا نحقق أهدافنا ونواصل مسيرة البناء والتنمية.. والتقدم.. بثقة وثبات وبمعدلات غير مسبوقة.. لكن ما نريد ان نقوله ان الحرب والمؤامرة على مصر مستمرة ولم تنته.. وان التسريب «المفبرك» هو حلقة من حلقات التشويه والأكاذيب والشائعات ومحاولات الوقيعة بين مؤسسات الدولة والشعب.. لكننا نسير بثقة وثبات ونزاهة وشفافية وبمعدلات بناء وتنمية تفوق التوقعات.
 
  
أهم ما تكتشفه وراء التسريب «المفبرك» الذى أظهرت وزارة الداخلية تفاصيل «تخليقه وتصنيعه» وباعترافات المتهمين بالصوت والصورة.. وتفاصيل المكالمات التى جرت بين «السمسار» والإخوانى الهارب عبدالله غير الشريف.. وكيف وصل هذا «التسريب» المزيف إلى منبر «ترتر» للنخاسة الإعلامية ان كل ذلك يعنى بوضوح ان الحرب على مصر لم تنته بعد، وان حملات ومحاولات التشكيك والتشويه والوقيعة بين مؤسسات الدولة والشعب.. واحباط المصريين مستمرة بل وتتصاعد وتزيد مع استمرار النجاحات والإنجازات المتوالية.. والمؤشرات والشهادات الدولية.. وحالة الرضا الشعبى عن مسيرة البناء والتنمية والتقدم وامتلاك القوة والقدرة.. والصعود إلى مكانة مستحقة ودور وثقل إقليمى ودولى بجدارة.
دائماً أحب الاستعانة بمقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التأكيد على ان الحرب على مصر لم تنته.. ولن تنتهى.. عندما قال الرئيس «كلما ازدادت الهجمة شراسة ادركنا أننا على الطريق الصحيح».. ولاثبات ان كل مشروع قومى وطنى مصرى لبلوغ التقدم مستهدف من قبل أعدائها.. يأتى قول الرئيس السيسى أيضاً فى هذا الأمر: «كلما سعت مصر للتقدم حاولوا كسر قدميها».
الحقيقة ان نجاحات مصر ومعجزاتها فى البناء والتقدم  تزعج الكثيرين وفى المقدمة أعداؤها الذين يريدونها على الدوام مريضة عاجزة «متقوقعة».. حتى تسهل لهم مهمة ابتلاع الحقوق المشروعة للأمة والتمادى فى السلب والنهب والنفوذ خاصة ان مصر تعيش فى منطقة شديدة الاضطراب.. لذلك لن تتوقف المؤامرات والأكاذيب وحملات التشويه والوقيعة بين المصريين لتفتيت عضدهم واحباطهم وارجاعهم عن مشروعهم الذى أبهر العالم فى البناء والتنمية والتقدم والمكانة والثقل أو حتى محاولات النيل من مصر ببث الفتنة وضرب كل مساعى التقدم والنمو من خلال محاولة تحريض الشعب وافقاده الثقة فى قيادته وحكومته ومؤسسات الدولة من خلال أكاذيب واختلاقات وفبركات خبيثة لا اساس لها على أرض الواقع.. وهو ما حدث من مضمون هذا «التسريب» المفبرك والمصنوع بواسطة مجموعة من النصابين المحترفين.
دعونا نعترف أيضا بأن نجاحات مصر وإنجازاتها وقوتها وقدرتها خاصة الاقتصادية ربما تثير غيرة الصديق والشقيق.. لان كل دولة تريد ان تكون الأفضل.. وان الصحوة المصرية.. والمارد المصرى الذى انطلق.. وإدراك مصر لقيمتها وثرواتها وقدرتها على صنع المعجزات والابداع ربما يزعج أيضاً الشقيق والصديق.. لكن مصر الشريفة ترفع شعار الثقة وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.. نحن لا نحقد ولا نحسد أحداً بل نريد الخير للجميع.. ونتفهم بوضوح ان كل دولة لها حق مشروع فى العمل من أجل مصالحها طالما نحن نثق فى أنفسنا وقدراتنا ومواردنا وجدوى مشروعاتنا ولنا كل الحق المشروع ان نعمل من أجل مصلحة مصر وشعبها.
الحرب والمضايقات والأكاذيب والشائعات وتزييف الحقائق.. ومحاولات بناء وعى مزيف عند المصريين لم ولن تنتهى طالما نحن نعمل ونبنى ونعمر ونتقدم ونمتلك كل يوم مزيداً من القوة والقدرة.. وسوف تتصاعد حروب «الجيل الرابع» لاستهدافنا وهناك قطيع «المرتزقة» والعملاء والخونة الذين تخصصت منابرهم للكذب والتدليس بأوامر أسيادهم طمعاً فى رضا مصر.. لكن مصر لا تتنازل عن ثوابتها.. هؤلاء المرتزقة يستعدون للنعيق من جديد.. وسوف يطلق أسيادهم وأجهزة المخابرات المعادية لهم أبواق الفحش الإعلامى الرخيص ليثبتوا للجميع أنهم مجرد أدوات ودمى فى أيدى من يدفعون لهم.. وليتأكد الجميع ان هؤلاء المرتزقة يلعقون أحذية أسيادهم الذين يضمرون الشر والكراهية والحقد والغل لمصر.
هناك المزيد والمزيد قادم لمصر نحو الأفضل وهناك انجازات ونجاحات مدوية وهناك فعاليات ونشاطات دولية وعالمية على أرضها.. وسوف تصعد مصر أكثر وأكثر على سلم المكانة والثقل الإقليمى والدولى وسوف تؤكد جدارتها وثقتها فى الحفاظ على حقوقها وثرواتها المشروعة وبطبيعة الحال كل ذلك سوف يثير حفيظة وغل وحقد اعدائها.. وهو ما يتطلب منا ان نتسلح أكثر وأكثر بالوعى ونبذل جل طاقاتنا وجهودنا كل فى مجاله فى بناء وعى وانتماء وطنى كامل وشامل للمواطن فى الداخل والخارج حول كافة الموضوعات والقضايا والملفات وأيضا التحديات والتهديدات والمخاطر حتى يكون المواطن على بينة كاملة ولاتجدى معه نفعاً أى محاولات لتزييف الوعى أو الاستماع إلى الأكاذيب والشائعات ومحاولات هز الثقة والتشكيك كل ذلك بهدف واحد هو تحريض الشعب وإحداث وقيعة بينه وبين مؤسسات الدولة وبث الفتنة واضعاف الثقة وهو ما يجب ان ننتبه إليه أكثر خلال الفترة القادمة خاصة الإعلام ومساعدة الدولة فى مد جسور التواصل والوعى والالمام والفهم الصحيح وإدراك جهود الدولة ومساعيها ورؤاها وما تبذله من أجل توفير الحياة الكريمة للمواطن.. وتهيئة القوة والقدرة للوطن فى مواجهة التحديات والتهديدات.
لا يجب ان يمر «التسريب المفبرك» بشكل عابر بل يجب ان نتوقف عنده جيدا ونتحلى بمزيد من اليقظة والحذر.. وقد احسنت الدولة سواء فى الكشف السريع عن تفاصيل المخطط الخبيث.. والوصول إلى اطرافه.. وفضح النوايا الإخوانية الخبيثة والكاذبة ليتعرى هذا التنظيم أمام الرأى العام ليعرف حقيقته أكثر وأكثر وانه العدو الحقيقى لمصر وشعبها.. وأحسنت الدولة أيضا على مدار السنوات الماضية فى التزامها بأعلى معايير المصداقية والشفافية والمكاشفة والمصارحة مع الشعب بكل التحديات والظروف والتهديدات وما تبذله من جهود خلاقة وعمل يسابق الزمن فى تحقيق أهداف وتطلعات الوطن والمواطن.
الحقيقة الأخرى التى عكسها التسريب «المزيف والمفبرك» هى قضية المتأرجحين والمذبذبين أو الذين إيمانهم على «شعرة المصلحة».. أو ما نطلق عليهم سريعو التحول والتلون الذين سارعوا إلى تصديق «التسريب المفبرك».. وعدم الثقة المطلقة فى نزاهة الدولة المصرية.. وهذا الموقف تكرر من قبل عندما شن بعض العملاء والمجندين من قبل المخابرات المعادية لمصر حملات من الأكاذيب والشائعات .. خرج علينا المتأرجحون والمذبذبون وسريعو التلون والتحول بتغريدات على الـ«سوشيال ميديا» وبتعليقات تكشف ضعف إيمانهم وثقتهم واللهث وراء مصالحهم الشخصية.. وهناك إعلاميون اختفوا وتواروا عن الأنظار وجف مداد أقلامهم ولم يعلقوا بكلمة تبرز الحقيقة والثقة والإيمان بطهارة الدولة المصرية وما تقوم به.
للأسف.. المتأرجحون والمذبذبون والمتلونون يعيشون بيننا.. بل وربما ينعم الكثير منهم بالمكاسب والمزايا رغم ان سجلهم حافل «بالأكل على كل الموائد».. وركوب أى موجة تحقيقاً لمصالحهم ومتعهم الرخيصة التى يبحثون عنها.. هؤلاء لايمكن ان تقوم على اكتافهم دولة تمتلك التحدى والرؤية والشرف والنقاء الوطنى والثقة فى المستقبل.. هؤلاء يبيعون مبادئهم لمن يدفع أكثر أو من يشبع عندهم غريزة الجشع والطمع والتكويش على كل شىء.. تراهم احياناً يرتدون ثياب الوطنية ويرفعون شعارات براقة.. إلا انهم يهربون ويهرولون عندما تهب رياح واهية من بعض الخونة ويغيرون جلدهم لكن هناك شرفاء مبادئهم دونها الرقاب جاهزون لدفع ثمن ايمانهم وثقتهم فى وطنهم لا يتلونون ثابتون على المبدأ ولاؤهم للوطن بكل مؤسساته.. لا يترددون حتى فى حمل السلاح دفاعاً عن وطنهم.. ربما منهم الكثيرون اشخاص بسطاء يكابدون الحياه.. ولا يسعون لمصالح أو مناصب.. ولكنهم آمنوا بشرف هذا الوطن ونزاهته وأنه على الطريق الصحيح.
ما توقفت عنده بعد التسريب «المفبرك» والمخلق والكاذب.. هو ان مصر مقبلة على عام جديد حافل بالتفاؤل والأمل والمستقبل الواعد والانجازات والنجاحات والمشروعات العملاقة والنشاطات والفعاليات الدولية.. لذلك علينا ان ننتبه ونتحلى بأعلى درجات اليقظة والحذر وألا تغفو لنا عين.. فأيادى الغدر والخسة الاثمة تتربص بنا.. وتبحث عن أى ثغرة أو غفوة لتنفيذ ما يعكر صفو فخرنا بانجازاتنا ونجاحاتنا أو النيل من أمننا واستقرارنا.. فالاعياد المصرية على الأبواب.. وهناك صورة ذهنية عبقرية ومبدعة ترسخت فى أذهان العالم عن مصر.. يجب من خلال يقظتنا وحذرنا وسهرنا ان نحافظ عليها.. وعلى مسيرتنا نحو التقدم وبلوغ أهدافنا ونطمئن لكل تفاصيل الحماية والحفاظ بدقة.. ونقرأ بشكل استباقى عقول قوى وأهل الشر المتربصة بنا وبنجاحاتنا ووعينا ووحدتنا.
الرئيس السيسى لا يتوقف عن التأكيد على أهمية بناء الوعى.. وبالأمس كان الرئيس فى زيارة لجامعة كفر الشيخ ومشاركته فى افطار جماعى مع الطلاب وهيئة التدريس والعاملين بالجامعة.. ومن منطلق ان من أهم الفئات التى يجب ان تتحلى بالوعى الحقيقى حرص الرئيس على إجراء حوار مفتوح معهم والاستماع إلى آرائهم وهو ما يكرره الرئيس دائماً سواء فى حضوره لاختبارات كشف الهيئة للطلاب المتقدمين للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية أو كلية الشرطة أو فى المؤتمرات الوطنية للشباب.
الرئيس السيسى خلال الزيارة واجتماعه بالمجلس الأعلى للجامعات بمقر جامعة كفر الشيخ حرص على التأكيد على أهمية تنمية الوعى والادراك لدى الطلاب تجاه المتغيرات والتحديات فى العصر الحالى سواء الداخلية على مستوى الدولة أو الخارجية على المستويين الإقليمى والدولى بالتوازى مع تطوير مستواهم العلمى والاكاديمى وتنمية قدراتهم لمواكبة التطور الحالى والمستقبلى لسوق العمل وبناء على ذلك يتم انشاء الجامعات الجديدة وفى إطار الأولوية القصوى للدولة بالاهتمام بالشباب وتدريبهم وتأهيلهم فى كافة المجالات باعتبارهم الأمل والكنز الحقيقى لمصر لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة خلال السنوات المقبلة.
الرئيس السيسى فى اجتماعه مع المجلس الأعلى للجامعات جدد التأكيد على أهمية تطوير الانشطة داخل الجامعات من أجل بناء شخصية الطلاب وتعزيز الوعى والفهم الصحيح لديهم تجاه التحديات والفرص فى مصر باعتبارهم قضية محورية تستوجب التوعية المنتظمة.
من هنا تأتى أهمية الوعى.. ومن هنا تصبح عملية بناء الوعى الحقيقى لدى الشعب وفى القلب منهم الشباب تتوازى مع امتلاك القوة والقدرة الدفاعية والاقتصادية والاجتماعية.. وعلينا ان نولى عملية بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لدى شعبنا المزيد والمزيد من الاهتمام فى ظل ما هو قادم من تحديات وحملات شائعات وأكاذيب لن تتورع فى اطلاق سهام مسمومة للتشكيك فى مسيرتنا وهز الثقة فى مؤسسات الدولة.. فمصر مازالت تخوض حرباً مقدسة وشرسة ضد أكاذيب قوى الشر.. ومخططاتهم ومؤامراتهم.
علينا ان نحذر ونتحلى باليقظة باستمرار وبشكل أكثر خلال الايام والفترة القادمة لاننا أمام نجاحات وانجازات عظيمة وكثيرة.. وأيضا أمام محاولات لتزييف الوعى ونشر الأكاذيب فى ذكرى المؤامرة والخيانة والغدر والعمالة أحداث يناير المشئومة وأيضاً نستقبل اعياداً وطنية مصرية لشركاء الوطن.. وعيد الشرطة.. ومنتدى شباب العالم.
باختصار «الحملات الممنهجة شديدة» فيما هو قادم.. ونحتاج إلى مواجهتها بقوة وشراسة.. فنحن مطمئنون على اسلحتنا الدفاعية والأمنية والاقتصادية وعلينا أن نتسلح بالمزيد من الوعى والفهم واليقظة والحذر وان ينشط الإعلام ليستعد بكل قوة وثقة لمواجهة ما هو قادم.. بوعى مصر ووحدة شعبها.. وقدرات مؤسساتها ويقظة أجهزتها.

تحيا مصر